قال وزير البترول المصري، طارق الملا، إن احتياطيات الغاز الطبيعي المكتشفة في شرق البحر المتوسط يمكنها أن تساعد في صنع السلام بمنطقة الشرق الأوسط؛ عبر خلق مزيد من الفرص للتوظيف والأعمال.
وكان وزراء الطاقة من سبع دول، هي مصر وإسرائيل وقبرص واليونان والأردن وإيطاليا وفلسطين، قد دشنوا في منتصف شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، منتدى باسم "منتدى غاز شرق المتوسط"، لتحقيق المنفعة المتبادلة.
وأوضح الملا، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية الأسبوع الماضي، أن الفائدة الاقتصادية من الاحتياطات الضخمة ستعم المنطقة وتغطي الرفاهية جميع البلدان، كما أن عائدات الغاز ستكون سببا في توليد آلاف من فرص العمل، وسيبارك كل الناس في الشرق الأوسط هذه الخطوات، ومن ثم سيكون هذا حافزا صانعا حقيقيا للسلام في المنطقة.
وأضاف أن المسؤولين المصريين كانوا فخورين باستضافة القاهرة لمنتدى غاز شرق المتوسط، الذي جمع في عضويته مسؤولين من إسرائيل وقبرص واليونان والأردن وإيطاليا وفلسطين، مشيرا إلى أن جلوس الفلسطينيين والإسرائيليين معا في غرفة واحدة وعلى طاولة مستديرة مع دول مجاورة كان خطوة رائعة.
التطبيع يتزايد
وتزامنت تصريحات الوزير المصري مع تسارع وتيرة التطبيع العلني بين بعض الدول العربية وإسرائيل، خاصة دول الخليج، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكثر من مرة أن عملية تطبيع كبيرة تجري مع الدول العربية.
وتشير تقارير نشرتها صحفية غربية إلى أن تصاعد التعاون السياسي والأمني بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسعودية، والتنسيق حول ملفات ساخنة بالمنطقة، مثل العلاقة مع حماس أو صفقة القرن أو التهديد الإيراني، في أعلى مستوياته.
وكشف نتنياهو، خلال حفل تنصيب رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، الأسبوع الماضي، أن العديد من اللقاءات عقدت بين رئيس الأركان الإسرائيلي السابق غادي أيزنكوت ورؤساء أركان جيوش عربية، موضحا أنه بفضل القدرات الاستخباراتية والتكنولوجية والميدانية لتل أبيب تم توطيد علاقاتها مع العالم العربي والإسلامي؛ لأن هذه الدول تعلم أن إسرائيل ليست عدوا، بل سندا لها، حسب قوله.
وأعادت إسرائيل الثلاثاء الماضي فتح حساب "إسرائيل في الخليج" على موقع "تويتر"، الذي أنشئ عام 2013 وأغلق 2014، وتقول عنه إنه "الحساب الرسمي للسفارة الافتراضية لإسرائيل في دول الخليج"، وإنه مخصص لتعزيز التعاون والحوار مع شعوب دول الخليج، في ظل ما تعتبره تقاربا كبيرا بدأ ينمو مؤخرا مع تلك الدول العربية.
وزار نتنياهو سلطنة عمان، في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، في أول زيارة علنية لدولة خليجية، كما استقبلت الإمارات في الشهر ذاته وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيليّة، ميري ريجيف، مع وفد رياضي إسرائيلي، فيما شارك وزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرا، في مؤتمر دولي للاتصالات في دبي.
وشارك وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس في مؤتمر دولي في العاصمة العمانية مسقط في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
رفض شعبي
في المقابل، أطلق مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة بعنوان "سفراء ضد التطبيع"، دعما للقضية الفلسطينية، وتنديدا بالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لاقت تفاعلا من النشطاء المصريين والعرب، الذي أعربوا عن رفضهم كافة صور التطبيع الرسمي مع إسرائيل.
وهذا ما أكده بنيامين نتنياهو في وقت سابق، بأن الموقف الشعبي الرافض للتطبيع يبقى العائق الأساسي والأهم أمام قطار التطبيع مع بعض الأنظمة العربية.
الباحث الحقوقي أحمد الإمام قال إن الشعوب العربية ما زالت رافضة لمثل تلك المقايضة، وترفض التفريط في الحقوق التاريخية لها مقابل أي ثمن.
وأضاف الإمام لـ "عربي21" أن الشعوب العربية لا تصدق أن الأنظمة العربية تبحث عن رفاهية مواطنيها، وتعلم جيدا أن تلك الأنظمة لا تبحث إلا عن مصالحها الشخصية فقط.
أسطوانة مشروخة
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد الرحيم الأنصاري إن الوعود بالرخاء الاقتصادي وتحسن الأحوال المعيشية للشعوب هي بمثابة أسطوانة مشروخة، تم استعمالها كثيرا من قبل الأنظمة العربية طوال العقود الماضية؛ لمحاولة تمرير التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الأنصاري لـ"عربي21" أن الرئيس الراحل أنور السادات كان أول من أطلق هذه الوعود الزائفة مع توقيعه معاهدة كامب ديفيد عام 1979، في محاولة منه لمواجهة الرفض الشعبي الطاغي لهذه الاتفاقية، كما رددها من بعده الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنها لم تنطلِ على الشعب المصري الذي ظل رافضا للتطبيع مع الإسرائيليين حتى يومنا هذا.
وأوضح أن تزايد موجة التطبيع الرسمي في الأسابيع الأخيرة بين بعض الأنظمة العربية ودولة الاحتلال سببه محاولة رؤساء هذه الأنظمة تأمين عروشهم عبر شراء الرضا الأمريكي والإسرائيلي؛ لحمايتهم من أي تهديدات شعبية، وهذا ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، بمنتهى الوقاحة، حينما قال إن الأنظمة العربية ستنهار خلال أيام قليلة إذا رفعت واشنطن يدها عنها!
ماذا تبقى لدى المعارضة المصرية كي تمنع تعديل الدستور؟
هل شرعية مرسي عقبة "رفقاء الثورة".. وهل يتنازل عنها الإخوان؟
"غانتس" يهدد عرش نتنياهو.. يتقدم باستطلاعات الرأي