تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعاليتها للجمعة السابعة والأربعين على التوالي، في الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب الفلسطيني جراء عدم التزام الاحتلال بتفاهمات وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي انعكس على استئناف الفلسطينيين بغزة لنشاط وحدة الإرباك الليلي.
خطوات قاسية
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة اليوم؛ جمعة "غزة عصية على الانفصال والانكسار"، مشددة في رسالتها "للعدو الصهيوني وتحديدا للمجرم بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال)، على أن كل جرائمهم ومخططاتهم لفصل غزة عن الضفة أو دفعها نحو الانفصال أو الاستسلام، سيفشل ويتحطم على صخرة صمود شعبنا".
وأكدت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "كل ما يخطط لقضيتنا من قوى البغي والاستعمار سيواجهه شعبنا موحدا"، موضحة أن "كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، في ظل التصعيد الصهيوني المتواصل واستمرار حصاره للقطاع وجرائمه بحق الأسرى".
ونوهت الهيئة، إلى أن هناك "العديد من الخيارات والخطوات القاسية التي سنقدم عليها، فلا يمكن فصل القضايا السياسية عن القضايا الإنسانية، أو فصل ما يحدث في غزة عما يحدث في الضفة أو القدس أو الداخل المحتل، أو داخل المعتقلات الصهيونية، فالوطن واحد والقضية واحدة والشعب واحد".
وشدت على أهمية مواصلة "لجنة تقصي الحقائق المكلفة بالتحقيق في جرائم الاحتلال بحق المدنيين المشاركين في مسيرات العودة، جهودها لإدانة الاحتلال وقادته وإحالة ملفات جرائمهم إلى محكمة الجنايات الدولية"، مطالبة المجتمع الدولي "بتحمل مسئولياته بوقف جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق شعبنا".
دعوة للمشاركة الواسعة
ودعت جماهير الشعب الفلسطيني إلى "المشاركة الواسعة" في فعاليات اليوم بمخيمات العودة المقامة قر السياج الأمني، الذي يفصل القطاع عن باقي الأراض المحتلة، مؤكدة على ضرورة أن "تلتحم وتتضامن جماهير شعبنا في الضفة والداخل المحتل والشتات مع غزة، لتوجيه رسالة أن شعبنا موحد ولن تستطيع أي مؤامرة تقسيمه".
اقرأ أيضا: الفصائل تحذر: الانفجار قادم ولن نقبل بأن تموت غزة جوعا
بدوره، أكد عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، القيادي في حركة الجهاد الإسلامية أحمد المدلل، أن "غزة ستبقي هي المخزون الاستراتيجي المقاوم ولا يمكن أن تنكسر إرادتها، ومسيرات العودة وكسر الحصار ستستمر حتى نتزع حقوق شعبنا من العدو الصهيوني".
واعتبر في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "المزيد من الإجرام الصهيوني يعني مزيدا من الإرادة الفلسطينية، مع التأكيد على أن إرادة غزة قوية وهي عصية على الانكسار"، رافضا كل محاولات "فصل غزة عن الكينونة الفلسطينية"، وقال: "هي قوة الإرادة الفلسطينية التي يجب أن تهزم آلة الإجرام الصهيونية".
ونوه المدلل، إلى أن "غزة بوحدتها في الميدان تؤكد على أن مسيرات العودة هي ميدان المواجهة الدائمة مع الاحتلال، وهو الميدان الذي اختلط فيه الدم الفلسطيني ليؤكد على وحدة شعبنا".
وأضاف: "ما يوحدنا هو ميدان المعركة مع العدو، والمشروع المقاوم الذي يمتد من غزة إلى القدس وكل بقاع فلسطين، وهذا ما تمثله هذه الجمعة"، مشددا على أن "مقاومة غزة مستمرة، وهي جزء رئيسي ومركزي في المشروع الفلسطيني المقاوم".
الإرباك الليلي
وحول استئناف نشطاء مسيرات العودة لاستخدام عدد من الأدوات النضالية الشعبية والتي منها عودة نشاط "وحدة الإرباك الليلي" بشكل يومي، ذكر عضو الهيئة الوطنية، أن "عودة هذه الأدوات السلمية، هو تعبير عن الغضب الفلسطيني العارم من أجل الضغط على الاحتلال لتنفيذ التفاهمات التي جرى التوصل إليها عبر مصر".
اقرأ أيضا: مواجهات ليلية في غزة.. ووحدة "الإرباك الليلي" تستأنف نشاطها
وقدّر أن هذه الأدوات التي "أربكت جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في غلاف غزة، هي التي ستجبر الاحتلال ليعيد حساباته من جديد كي يلتزم بما بتلك التفاهمات، وذلك على طريق كسر الحصار عن القطاع".
وأدى القمع الدموي من قبل قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة الشعبية، إلى ارتقاء نحو 258 شهيدا، وإصابة أكثر من 26 ألف فلسطيني بجراح مختلفة، وفق إحصائية حديثة وصلت إلى "عربي21" نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.