كشفت مصادر برلمانية لـ"عربي21"، الاثنين، عن أسباب فشل مجلس النواب العراقي في عدم إقرار أي قانون خلال فترة فصله التشريعي الأول وعمرها ثلاثة أشهر.
وقال المصادر الذي طلب عدم كشف هويته، إن "مجلس النواب العراقي سجّل فشلا ذريعا خلال فترة تشريعه الأول، حيث تتبادل الكتل السياسية الاتهامات وراء توقف الجانب التشريعي للمجلس طيلة ثلاثة أشهر من عمره".
وأوضحت أن "السبب الرئيس وراء تعطل القوانين، هو إصرار تحالف البناء على تمرير فالح الفياض وزيرا للداخلية، الأمر الذي رفضته كتل تحالف الإصلاح وعلى رأسهم قائمة سائرون المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".
اقرأ أيضا: تحرك قريب لعبد المهدي ضد "رموز فاسدة".. من هنا سيبدأ
ولفتت المصادر إلى أن "الكتل السياسية تشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم إنجاز أي مشرع سوى قانون الموازنة المالية والذي لاقى اعتراضات كبيرة ولاسيما من ممثلي المحافظات المدمرة التي استعيدت من سيطرة تنظيم الدولة".
وأكد أن "الموازنة العامة مررت لتمشية أمور البلد والمشاريع وكثير من التعاقدات الضرورية، قبل نهاية الفصل التشريعي الأول الذي انتهى في بداية الشهر الجاري وتستمر عطلة النواب لمدة شهر كامل".
وتعليقا على الموضوع، قال النائب عن الجماعة الإسلامية أحمد الحاج رشيد إن "الانشقاقات في الكتل السياسية الشيعية والكردية والسنية في البرلمان للدورة الحالية، تسبب بتعثر تشكيل الكابينة الوزارية، وهذا انعكس سلبا على تشكيل اللجان البرلمانية".
وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن "اللجان البرلمانية لها عمل أساسي في البرلمان وتأخيرها أدى إلى عدم تمرير بعض القوانين المهمة في البرلمان، منها قانون المحكمة الاتحادية وقانون الإدارة المالية الدّين العام".
وأضاف الحاج رشيد أن "عدم تشكيل اللجان كان بسبب انشطار الكتل السياسية، وأن عدم انتخاب رؤساء لهذه اللجان حال دون تمرير أي مشروع قانون باستثناء قانون الموازنة التي أقرت الشهر السابق، وهذا هو السبب الحقيقي في تعطل تشريع القوانين".
و أعرب عن أمله أن "يكتمل تشكيل الكابينة الوزارية، وهذا سيؤدي إلى اكتمال تشكيل رئاسات اللجان البرلمانية وبالتالي هناك قوانين تنتظر في مجلس النواب لتشريعها".
وكانت وسائل إعلام عراقية، قد كشفت في وقت سابق عن اجتماع استمر لخمس ساعات بين قائد فيلق القدس الإيراني سليماني ومقتدى الصدر في بيروت بضيافة أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وتوصل الاجتماع، بحسب وسائل الإعلام المحلية، إلى إنهاء أزمة مرشح وزارة الداخلية فالح الفياض، من خلال إنشاء وزارة للأمن الوطني تعطى للأخير، فيما رفض نواب عن تيار الصدر التعليق لـ"عربي21" على الموضوع.
ووصف النائب مرور الفصل التشريعي الأول من دون إقرار أي قانون بأنه "قصور واضح" في مجلسي النواب والوزراء، وهذا ليس أمرا اعتياديا، وكل ذلك يرجع إلى الكتل السياسي التي لم تتوصل إلى تفاهمات حول ما سبق ذكره.
وأشار الحاج رشيد إلى أن "هذه المرة الأولى التي يشهد فيها مجلس النواب قصورا في تشريع القوانين، حيث شهدت الدورة السابقة نشاطا في إقرار القوانين على العكس من العملية الرقابية على السلطة التنفيذية".
اقرأ أيضا: برلمان العراق يفشل بعقد جلسة "تنهي" التواجد الأمريكي
وفي 26 كانون الثاني/ يناير أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، نهاية الفصل التشريعي الأول للدورة النيابية الرابعة.
ودعا الحلبوسي نواب البرلمان إلى الاستمرار بممارسة دورهم الرقابي من خلال تواجدهم بمكاتب مجلس النواب في المحافظات، والتواصل مع المواطنين بشكل مباشر، والتعرف على احتياجاتهم.
وكان البرلمان العراقي قد أخفق في مطلع الشهر الجاري، في عقد جلسة طارئة للرد على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إن قوات بلاده ستبقى في العراق لمراقة إيران بالمنطقة.
وذلك بعد دعوة وجهتها، أكبر كتلتين في البرلمان "فتح" بزعامة هادي العامري و "سائرون" المدعومة من الصدر، لعقد الجلسة الطارئة وتشريع قانون يقضي بإخراج القوات الأمريكية من العراق.
برلمان العراق يفشل بعقد جلسة "تنهي" التواجد الأمريكي
حكومة عبد المهدي تنهي المئة يوم.. ماذا تحقق للعراقيين؟
عبد المهدي بمواجهة "حيتان الفساد".. خطوة قد تطيح به