قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" إن "التقارب الحاصل بين السلطة الفلسطينية والنظام السوري يشبه عناق المعزولين وهما الرئيسان بشار الأسد ومحمود عباس، في ظل أن الأخير سيزور دمشق في الأسابيع القادمة، ويلتقي بالأسد بعد قطيعة طويلة، مما قد يمنح شرعية فلسطينية لما قام به الأخير ضد شعبه، رغم معارضة الشارع الفلسطيني لهذه الخطوة".
وأضاف يوني بن مناحيم في مقاله الذي نشره المعهد المقدسي للشؤون العامة، وترجمته "عربي21" أن "سلوك عباس هو النمط السائد في الدول العربية التي تحكمها الأنظمة الدكتاتورية، ولا تحمل احتراما للرأي العام في شعوبها، لأنه منذ اندلاع الحرب السورية الأهلية قبل ثماني سنوات جمدت الجامعة العربية عضوية سوريا فيها، وعدد من الدول قطعت علاقاتها السياسية معها".
وأوضح أن "الأسد تحول اليوم عضوا شرعيا جديدا في المنظومة العربية بفعل الدعم العسكري الذي حصل عليه من روسيا، وباتت الدول العربية تظهر براغماتيه أكثر تجاهه، وتعمل على ضم سوريا من جديد إلى الجامعة العربية، وترميم علاقتها معه، وباتت القناعة المتوفرة لدى الدول العربية أن الأسد باق في منصبه إلى زمن طويل".
وأشار إلى أن "الأسد يحظى بدعم واسع من الروس والإيرانيين، وقد أعاد سلطته إلى كامل الأراضي السورية تقريبا، وبعد أن قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة سوريا، ها هو عباس اليوم يستعد ليكون الرئيس العربي الثاني الذي يزورها".
ونقل عن "أوساط نافذة في فتح تأكيدهم أن عباس سيزور العاصمة السورية بمرافقة وفد قيادي رفيع المستوى، بعد أن زارها عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مبعوثا عن عباس، وافتتح فرعا للتلفزيون الفلسطيني الرسمي في دمشق، واعتبر حينها أن التقارب السوري الفلسطيني سيترك آثاره على القضية الفلسطينية".
اقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية ترصد مراحل العمليات الفلسطينية والردود عليها
وأضاف أن "الأحمد توقع حينها أن تكون زيارة عباس لدمشق افتتاحا لعلاقات جديدة بين الجانبين، ملمحا أن زعماء عرب زاروا دمشق سرا، وتباهى هو بزيارته العلنية لسوريا".
وأضاف أن "هذا التقارب بين عباس والأسد يحصل وسط قطيعة سورية مع حماس منذ بدء الأزمة السورية، ودفعت خالد مشعل زعيم الحركة آنذاك لنقل مقر قيادة الحركة من سوريا إلى قطر، فيما حافظت السلطة الفلسطينية على موقف محايد تجاه كل الأنظمة العربية التي عاشت أحداث الربيع العربي".
وأوضح أن "عباس يسعى من زيارته القادمة إلى دمشق لتحسين وضعه في العالم العربي، كما أن الأسد ذاته يعاني من عزلة عربية، مما يعني أننا أمام مصلحة مشتركة للرجلين، فقد قرأ عباس جيدا التطورات في العالم العربي، وهو يرى أن إيران تحاول التوسط بين الأسد وحماس، لكنه يريد مسابقة الحركة، لأنه يعلم جيدا أن مصالحة الأسد وحماس مسألة وقت".
وختم بالقول إن "الشارع الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية غير راض من خطوات عباس تجاه الأسد، لأنه يعتبرها جائزة للأخير على ما قام به ضد شعبه، لكن زيارة عباس تعني أنه انضم لباقي الزعماء العرب الذين احتضنوا من يسفكون دماء مواطنيهم العرب".
هكذا نظر الإسرائيليون إلى استقالة ظريف وأسبابها وتبعاتها
صحيفة: تسيفي ليفني تعتزم اعتزال الحياة السياسية
يديعوت: قصف القنيطرة كان رسائل من إسرائيل للأسد.. ما هي؟