لم تمض أيام قليلة على الزيارة التي أجراها رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى إيران، حتى بدأت نتائجها بالظهور تباعا.
وكما كان متوقعا، اتضح أن الشق الاقتصادي المتعلق بالطاقة كان من ضمن أبرز أهداف ذهاب الأسد نحو طهران.
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر اقتصادية سورية، أن الأسد حصل من طهران على تطمينات بأن تواصل إيران تزويد النظام بالغاز والمحرقات (الديزل، والبنزين)، وذلك للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالنظام العاجز تماما عن شراء المحروقات من مصادر أخرى.
وبحسب المصادر التي تحدثت إليها "عربي21"، فإن الزيارة بحثت في الطرق البديلة لنقل المحروقات الإيرانية إلى النظام، وذلك بعد تعذر نقل المحروقات بحرا إلى دمشق، بسبب اعتراض الولايات المتحدة للسفن المتجهة نحو الموانئ السورية.
المصادر أوضحت أنه من المتوقع أن يتم تزويد النظام السوري بالمحروقات برا، عبر الأراضي العراقية، وذلك بعد زوال خطر تنظيم الدولة من الشرق السوري.
وبهذا الإطار، ذكر الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي، أن إنتاج سوريا من النفط قبل العام 2011 كان يقارب 380 ألف برميل من النفط يوميا، وبعد اندلاع الثورة السورية وخروج أغلب آبار النفط من يد النظام بعد استيلاء تنظيم الدولة ومن ثم الوحدات الكردية عليها، انخفض الإنتاج إلى ما دون 23 ألف برميل يوميا، وهذا الرقم يغطي 10% من حاجة السوق السورية المحلية.
وفي حديثه لـ"عربي21" أوضح، أن النظام اعتمد لسد النقص في المحروقات على استيراده من إيران بناقلتين تصلان شهريا إلى سوريا، وتحملان ما يقارب مليوني برميل يتم تكريرهما في الأراضي السورية.
غير أن ارتياح الأسد بهذا الشيء، لم يدم طويلا بحسب قضيماتي، الذي أكد أن إيران قبل عامين قامت بإيقاف الخط الائتماني النفطي الذي تقدمه للأسد، بسبب خلافات في الاتفاقيات بين الجانبين، ثم عاودت العمل به لفترة قصيرة، قبل أن تفرض الولايات المتحدة حزمة من العقوبات الاقتصادية عليها.
وبناء على ذلك، يرى قضيماتي أن "زيارة الأسد الأخيرة لإيران لم يكن هدفها مناقشة الشق النفطي فقط، وإنما ترتيب الأوراق والاتفاقيات مع إيران من جديد وبذل الجهد لإرضائها وخاصة بعدما سيطرت روسيا وأبرمت الاتفاقيات مع النظام بخصوص الثروات الباطنية كالفوسفات والنفط والغاز، ولم يبق لإيران سوى الفتات من تلك الثروات مثل القطاع الزراعي".
اقرأ أيضا: مسؤول إيراني: هذه هي "الرسالة الخفية" لزيارة الأسد لإيران
وبحسب الباحث، فإن ما سبق أغضب إيران، إلى الحد الذي استدعى بالصحف الإيرانية لأن تصف الأسد بأنه ناكر للجميل، كون إيران دعمت الأسد بكل ما تملك، بينما هو لم يقدم لها سوى الفتات.
بدوره، أشار المفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، في حديثه لـ"عربي21" إلى أن ما يجري في مناطق النظام، من نقص شديد للمحروقات، يمثل تهديدا حقيقيا للنظام باندلاع ثورة جياع ضده.
وقال إن "من الواضح أن زيارة الأسد كانت تركز على إقناع إيران بمواصلة تزويد النظام بالمحروقات، مقابل تقديم مزيد من الضمانات لطهران".
وأكد محمد في هذا السياق أن "الأسد توجه لطهران بعد أن كبحت الدول العربية اندفاعها نحو إعادة العلاقات معه".
تسابق روسي إيراني لضم "فصائل المصالحة" جنوب سوريا
هل اقترب الصراع بين نظام الأسد و"قسد"؟.. مؤشرات توضح
لماذا نشرت روسيا قوات موالية لها في محيط إدلب السورية؟