تحدثت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، عن "حرب الوعي" التي تجري بين حركة "حماس" والحكومة الإسرائيلية، والتي قد تؤدي إلى مواجهة شاملة، يرغب جيش الاحتلال الإسرائيلي "في خوضها عند نقطة ما".
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري، أليكس فيشمان، تحت عنوان "العد التنازلي"، أن "الهجمات التي شنها سلاج الجو الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على قطاع غزة، ردا على إطلاق البالونات المتفجرة، ليس لها أي معنى عملياتي حقيقي".
وأضافت: "الردع الذي تخلقه مشكوك فيه والضرر للطرف الآخر هامشي، ويدور الحديث عن حرب على الوعي؛ فحماس تطلق بالونات متفجرة كي يمارس سكان الغلاف (المستوطنين المقيمين شرقي السياج الفاصل) الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتفي بالتزاماتها التي قطعتها لتحسين شروط المعيشة في غزة".
ومن جهة أخرى، "يتم استخدام سلاح الجو بشكل محدود لخلق صور النار التي تعطي سكان الغلاف احساسا بأنهم ليسوا متروكين لمصيرهم"، وفق الصحيفة التي قالت إنه "في الوقت الذي تحاول فيه حماس أن تبعث بسكان الغلاف للتظاهر في تل أبيب، انطلاقا من الفهم أن الحكومة تكون في وقت الانتخابات قابلة للابتزاز، فإن الجيش الإسرائيلي يُستخدم لتهدئة السكان من أجل إبقائهم في بيوتهم".
اقرأ أيضا: معاريف: حماس ترفع مستوى الإرباك وحرب متواصلة تدور على الجدار
وأوضحت الصحيفة، أن "قرار الرد بشكل مكثف على كل محاولة إطلاق بالونات متفجرة اتخذ الأسبوع الماضي، بعد أن تفجر بالون في كيبوتس وأحدث ضررا بمبنى ما"، مشيرة إلى أن "الحدث تسبب بردود فعل قاسية في بلدات الغلاف، التي تشتد أعصابها على أي حال من التفجيرات التي تنتجها حماس على مدار الساعة على طول الجدار (عمل وحدة الإرباك الليلي)".
ولفتت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "فهم أنه يجب القيام بعمل ما؛ فجمع رؤساء جهاز الأمن ووجه تعليماته لمعالجة مطلقي البالونات، والرد على كل بالون متفجر يجتاز السياج الأمني؛ وهكذا وصلنا لهذه الهجمات الجوية التي هي ليست جزءا من خطة دفاعية أو هجومية، بل ببساطة هي رد عسكري موضعي لغرض سياسي حزبي مؤقت".
وتابعت: "مثل بعض الحملات الفاشلة للجيش الإسرائيلي في العقد الماضي، التي انطلقت للعمل في البداية وهي تتلعثم وأدت إلى انجرار غير مقصود لمواجهة واسعة في نهايتها، نعود خائبي الأمل وبلا حسم وإلى المكان الأول".
وقدرت "يديعوت"، أنه "من شأن حرب الوعي الناشئة أمام عيوننا أن يكون لها ثمن، وذلك لأن كل واحد من الطرفين يرفع قليلا النار على أمل أن يتراجع الطرف الآخر"، مبينة أن "حماس تشدد الضغط على بلدات الغلاف، وإسرائيل تشدد النار على القطاع، ولم يعد الحديث يدور عن لقاء في نهاية الأسبوع محوط بنار حية وغاز مسيل للدموع بين بضعة آلاف من المتظاهرين وبضع عشرات من القناصين؛ بل عن نار يومية على جانبي السياج".
ورجحت أن تتحول "تنقيطات حرب الوعي إلى حملة عسكرية صاخبة، وهذا واقع يتجسد"، مؤكدة أنه "لا شك لدى رئيس الأركان أفيف كوخافي، أننا على شفا جولة عنف أخرى مع حماس، وهذا هو مركز انشغال الجيش الإسرائيلي".
اقرأ أيضا: الاحتلال الإسرائيلي يقصف مواقع للمقاومة شرق قطاع غزة
ونوهت إلى أنه "في كل أسبوع يعرض على رئيس الأركان التقدم في الاستعدادات للمواجهة، والجيش يرغب في أن يصل إلى هذه الجولة، في وقت يكون فيه بوسعه أن يحمل القيادة السياسية على أن تقول: هناك خطة عملياتية وقدرة على تحقيق الإنجازات، بخلاف الجولات العقيمة التي كانت حيال حماس".
ولهذا الغرض "يحتاج الجيش الإسرائيلي، إلى زمن إضافي، فالتفجيرات الجوية يمكنها أن تسرق الأوراق وتقصر الجدول الزمني نحو المواجهة"، وفق "يديعوت" التي أكدت أن "الطرف الآخر (حماس) بدأ منذ الآن في العد التنازلي، وتوصل زعيم حماس يحيى السنوار إلى الاستنتاج أن الانفجار العسكري وحده سينقذه من الزاوية التي حشر فيها في لعبة المصالح الإقليمية".
ترقب إسرائيلي لتأثير عمليات حماس على الانتخابات القادمة
رؤية إسرائيلية للتعامل مع حماس "الغاضبة" من مصر
"هآرتس": السنوار قدم 3 سيناريوهات لفك الحصار..ما هي؟