ظهرت النتائج الأولية لانتخابات البلدية في تركيا، مفاجئة، بالنسبة للحزب الحاكم، الذي خسر مبدأيا مدنا كبرى في مقدمتها العاصمة أنقرة، والعاصمة الاقتصادية إسطنبول، بالإضافة إلى إزمير.
وتعد المحافظات الثلاث الكبرى، إلى جانب بورصة الرابعة من حيث السكان، منظارا للسياسيين الأتراك بشأن الحالة السياسية في البلاد، وشعبية الأحزاب.
وكانت الضربة الكبيرة التي تعرض له حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خسارته المحتملة لرئاسة إسطنبول وأنقرة، المدينتين اللتين لم يخسر فيهما طوال 17 عاما منذ تأسيسه.
وبحسب ما تابعته "عربي21"، فإنه على الرغم من الخسارة المحتملة هذه في المدن الكبرى، إلا أن حزب أردوغان العدالة والتنمية، فاز تحالفه مع الحركة القومية بـ24 بلدية في إسطنبول، مقابل 14 بلدية لتحالف "أمة" المعارض بقيادة الشعب الجمهوري.
وفاز العدالة والتنمية كذلك بـ 22 بلدية في أنقرة الكبرى، مقابل 3 بلديات فقط لتحالف "أمة" المعارض.
من جهته، قال السياسي عادل راشد، المطلع على الشأن التركي، لـ"عربي21"، إن محافظة العدالة والتنمية على نسبة مؤيديه كانت واضحة، إذ حصل على نسبة 44.31% من الأصوات مقابل 45.5% في عام 2014.
اقرأ أيضا: "العدالة والتنمية": 17 ألف صوت لنا بإسطنبول سجّلت لغيرنا
وعن الخسارة في أنقرة أرجع راشد ذلك إلى أن ترشيح حزب العدالة والتنمية في أنقرة "محمد أوزخسكي" باعتباره ليس "ابن أنقرة" هو أبلغ رد على متخذ القرار وصاحب الاختيار إلا أنهم واجهوا هذا الاختيار عبر صناديق الاقتراع بتصويت عقابي.
ولكنه لفت إلى أنه إذا كان حزب العدالة والتنمية قد خسر تسع بلديات من أصل 48 بلدية فاز بها في عام 2014، إلا أنه بتحالفه مع حزب الحركة القومية قد فاز ب 50 بلدية من أصل 81 بلدية، مقابل 21 بلدية لتحالف "أمة" المعارض.
وقال: "تحالف حزب الحركة القومية مع العدالة والتنمية أفاد الأول إذ رفع رصيده من البلديات من ثمانية إلى إحدى عشر بلدية".
وخسر حزب الشعوب الديموقراطي الكردي بلديتين مهمتين هما شرناق وأغري ، أي خٌمس البلديات التي فاز بها سابقا، وخسرها لصالح العدالة والتنمية.
إلا أن حزب الشعب الجمهوري رفع رصيده بالفعل، من 14 بلدية إلى 21 بلدية من عموم تركيا، تتقدمها بلدية أنقرة وبلدية اسطنبول أهم المدن التركية على الإطلاق، لا سيما من حيث مخزونها الانتخابي الذي يمثل حوالي 20 في المئة، الأمر الذي رأى فيه راشد أنها "دلالة لا تخطؤها العين، وتدعو حزب العدالة والتنمية إلى دراسة هذا الأمر بعمق، والعمل على تجنب آثاره السلبية".
عدم ثقة
من جانبه، رأى المحلل السياسي التركي المختص بالعلوم السياسية، محمد إحسان أوزدمير، أنه بالنسبة لأنقرة، بات هناك عدم ثقة لدى ناخبين بالحزب الحاكم، لا سيما بعد الإجراءات التي قام بها الرئيس أردوغان، بعزل الرئيس السابق لبلدية أنقرة.
وأوضح لـ"عربي21"، أن أردوغان كان قد أطاح بمليح غوكجك، وكذلك رئيس بلدية إسطنبول قدير توباش، واتهمهما بالفساد والرشوة.
وأكد أن "عدم ثقة الناخبين في المدن الكبرى، ببقاء الشخصيات بسبب سياسة الرئيس التركي بتغيير رؤساء بلديات اختارهم الشعب، كان لها دور كبير".
ولفت كذلك إلى أن "رئاسة البلديات توحدت المعارضة في المدن الكبرى مع الشعب الجمهوري، ولم تقدم لها مرشحا، بل أعطت أصواتها للمرشح الشعب الجمهوري كمرشح أوحد للمعارضة".
وتاليا خريطة المدن الكبرى وبلدياتها الصغرى التي تنشرها "عربي21":
ماذا وراء غضب ماكرون من دور تركيا في ليبيا؟
هل تركيا أمام انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة؟
الحزب الحاكم بالانتخابات التركية.. بداية أفول أم كبوة جواد؟