نعمل مع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية لوقف التمييز العنصري ضد الفلسطينيين
لدى إسرائيل شبكة كبيرة من القوانين التي تُشرع ممارسة العنصرية
لا توجد دولة في العالم تقوم بــ"دسترة" العنصرية كما تفعل إسرائيل
قالت المحامية الدولية والناشطة في مجال حقوق الإنسان سهاد بشارة إنه "يتوجب الاستمرار في ملاحقة إسرائيل على المستوى العالمي بسبب العنصرية التي تمارسها ضد مواطنيها غير اليهود"، مشيرة إلى أنه يجري العمل في هذا المجال على مستويين، الأول دولي للضغط على اسرائيل والثاني قانوني داخلي لإلغاء القوانين العنصرية ومنها قانون "قومية الدولة" الذي تم إقراره مؤخراً.
وأكدت بشارة في حوار خاص مع "عربي21" أنَّ إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بــ"قوننة ودسترة العنصرية" في الوقت الذي تدعي فيه أنها "دولة ديمقراطية في الوقت الذي تقارن فيه نفسها بالدول الغربية المتحضرة".
إقرأ أيضا: مؤتمر في لندن يبحث عنصرية اسرائيل و"قانون الدولة" (شاهد)
والمحامية بشارة حقوقية دولية ومحامية بارزة تعمل في المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة"، وتنشط في الدفاع عن الفلسطينيين المقيمين داخل الخط الأخضر من حاملي الجنسية الإسرائيلية الذين يسود الاعتقاد على نطاق واسع بأنهم يتعرضون لانتهاكات عنصرية واسعة من قبل السلطات الإسرائيلية.
وتحدثت المحامية بشارة مع "عربي21" على هامش مؤتمر متخصص نظمه مركز مراقبة الشرق الأوسط (MEMO) في العاصمة البريطانية لندن ناقش العنصرية التي يتعرض لها الفلسطينيون داخل إسرائيل، وشارك فيه العشرات من الأكاديميين والمتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني.
إقرأ أيضا: مختصون لـ"عربي21": إسرائيل تمارس عنصرية ممنهجة بقوانينها
وفي ما يلي نص الحوار:
* كيف تصفون التمييز الذي يتعرض له الفلسطينيون داخل الخط الأخضر؟
- التمييز لا يمكن وصفه بشكل دقيق، حيث يوجد جهاز سلطوي حاكم عنصري بكل مكوناته، في ممارساته وقوانينه وفكره وأيديولوجيته، وبالتالي يجب النظر إلى الواقع من هذا المنظور، فهناك جهاز يرى بشكل أيديولوجي ودستوري وقانوني فوقية لليهود في كل الأراضي الفلسطينية، سواء المحتلة عام 48 أو 67.
* هناك من يقول بأن العنصرية في إسرائيل مجرد ممارسات عابرة أو فردية ولا ترتقي إلى مستوى القوانين والمؤسسات.. هل هذا صحيح؟
- هي ممارسات ممنهجة، حيث هناك شبكة كبيرة من القوانين بما في ذلك القوانين الدستورية التي تشرع التمييز والعنصرية وفوقية اليهود في كل ما يتعلق بشقي الخط الأخضر.
* بحسب رصدكم.. هل يوجد نموذج مماثل للعنصرية الاسرائيلية في العالم؟
- في كل ما يتعلق بالدول الغربية التي تقارن إسرائيل نفسها بها، فلا يوجد لإسرائيل أي مثيل، ووضعية إسرائيل غير مسبوقة. أنا لا أعتقد أن هناك أي دولة غربية تقول في دستورها أنها دولة بيضاء بشكل صريح وعلني، أما إسرائيل فتقولها.
* كيف يمكن مواجهة العنصرية الإسرائيلية؟ أو كيف يمكن ردع إسرائيل عن هذه العنصرية؟
- أعتقد بأن العمل الدولي ممكن، وهناك الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان تعمل على الساحة الدولية وفي الأمم المتحدة أو في الاتحاد الأوروبي، ولكن يجب تكثيف الجهود في هذا المجال، لأنني أعتقد أنه لا يوجد روادع في داخل إسرائيل لردع هذا الكم الهائل من التمييز العنصري الممأسس، وبالتالي من المهم وضع أو خلق روادع دولية من أجل دفع إسرائيل نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
* أنتم في مركز "عدالة".. ما هي الجهود التي تمارسونها؟
- نحن في مركز "عدالة" نعمل على عدة أصعدة، والمجال الأساسي الذي نعمل به هو التغيير من خلال القانون، فنحن نبادر بتقديم التماسات للجهاز القضائي من أجل تحدي الممارسات العنصرية للسلطات الإسرائيلية، وحتى القوانين العنصرية أيضاً، وأيضاً نعمل في الإطار الدولي ولجان حقوق الإنسان الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ونعمل أيضاً مع السفارات والاتحاد الأوروبي من أجل الضغط لتحقيق العدالة.
* ما هي خطورة قانون "قومية الدولة" في إسرائيل؟
- القانون يخلق إطاراً دستورياً يُشرع التمييز العنصري ويشرع فوقية اليهود على أي شخص يسكن إسرائيل من غير اليهود، وتحديداً العرب والفلسطينيين، وهذا سوف يسمح لكثير من القوانين أن تمر بسهولة أكثر في البرلمان الإسرائيلي كون هناك قيمة دستورية تُشرع التمييز والعنصرية.
من غزة إلى الكونغرس.. رحلة ناشط فلسطيني لنقل الحقيقة