اتهم مواطنون مصريون حكومتهم بالاحتيال والكذب بعد الترويج لما يسمى معارض "أهلا رمضان" لتوفير السلع الغذائية؛ بزعم محاربة الغلاء.
وأعلنت الحكومة المصرية قبل أيام انطلاق ماراثون معارض "أهلا رمضان" على مستوى الجمهورية بمشاركة القوات المسلحة والداخلية وبعض الوزارات عبر منافذها.
وزعمت الحكومة أن أسعار السلع والمواد الغذائية متوفرة في المنافذ الثابتة والمتحركة والمعارض المختلفة بأقل من سعر الأسواق بنحو 15 بالمئة إلى 20 بالمئة.
وكشف مواطنون في مدينتي 6 أكتوبر والشيخ زايد بالجيزة عن عدم وجود أي معارض تحت اسم "أهلا رمضان" للسلع والمواد الغذائية كما روجت الحكومة.
معارض على ورق
وبانتقال مراسل "عربي21" إلى الموقع الذي أعلنت عنه الحكومة قبل أكثر من أسبوع، في مدينة 6 أكتوبر بالحي 11 بمركز الخدمات، تبين أنه لا يوجد على خريطة المدينة مكان يسمى "مركز الخدمات".
ولم يستدل مراسل "عربي21" على مكان المعرض الكبير الذي أعلنت عنه الحكومة في الحي 11 بأكمله، كما لم يكن لدى سكان الحي علم بوجود مثل هذا "المعرض" أصلا.
وقال أحد سكان الحي، يعمل بمحل للمواد الغذائية لـ"عربي21": "نحن من سكان هذا الحي، ولم نسمع عن مركز الخدمات هذا، كما لا نعلم شيئا عن معرض أهلا رمضان"، مشيرا بيده إلى مول مجاور "لا يوجد غير مثل هذا المول الذي يضم بعض المحلات".
اقرأ أيضا: كيف فضح القرض الصيني لمصر هروب المستثمرين من العاصمة الإدارية؟
وأضاف: "لم نشاهد مثل هذا المعرض هنا من قبل، ولا أتوقع أن نشاهده، فالناس اشترت ما تريد لشهر رمضان الكريم"، وأضاف قائلا : "الحدأة لا ترمي كتاكيت" في إشارة إلى أن الحكومة لا ترمي بالخير على المواطنين مطلقا.
الحكومة لا تعلم
ونشرت وزارة التموين، قبل أيام، جدولا يوضح أماكن وحجم المعارض التي أقيمت في المدن على مستوى الجمهورية، وكان من بينها مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة.
وقال مسؤول بمحافظة الجيزة لـ"عربي21": "إنهم لا يعلمون شيئا عن معرض أهلا رمضان المقام على ألف متر بالحي 11 بمدينة 6 أكتوبر، ربما سيكون هناك معرض في الأيام المقبلة، ولكن ليس في المكان الذي أعلنت عنه وزارة التموين؛ لأنه ليس موجودا أصلا".
وبسؤال أحد المواطنين بمحافظة الشرقية، أكد لـ"عربي21" أن "المعرض الذي أقامته الحكومة لا يختلف كثيرا عن المعارض والأسواق الأخرى، والتي تختلف فيها الأسعار لنفس المنتج ما بين 20 و30 بالمئة باختلاف الجودة وبلد المنشأ".
وأشار إلى أن "المعرض الواحد في الأسواق الخاصة يوجد فيه أكثر من سعر للفة قمر الدين من 11 جنيها إلى 25 جنيها، وللتمور من 20 جنيها للكيلو وحتى 40 جنيها، حسب الجودة، وبالتالي من الطبيعي أن تجد أسعار متفاوتة في معارض الحكومة بزعم أنها أقل من الأسواق الخارجية، وتحارب الغلاء".
تبييض صورة السيسي
وفي تعليقه على تلك المعارض، الحقيقي منها والوهمي، يقول مستشار وزير التموين الأسبق، عبدالتواب بركات إن "شهر رمضان الكريم يأتي والمصريون يعانون من ارتفاع أسعار السلع الأساسية؛ بسبب نقص المعروض منها وشحها في الأسواق".
ويضيف لـ"عربي21": "ويعاني التجار في نفس الوقت من الخسائر بسبب ركود الأسواق وتراجع معدلات انفاق الأسر المصرية على الطعام في ظل موجات الغلاء الفاحش".
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: هل يقدر السيسي على قيادة مصر حتى 2030؟
ويرى أنه "لا شك أن معارض رمضان فرصة لتخفيض أسعار السلع، وزيادة معدلات البيع، وتنشيط الأسواق، ولكن يظل تأثيرها محدود الأثر في تخفيض أسعار السلع بسبب أعدادها المحدودة، وقلة أعداد الشركات المشاركة فيها، وكذلك كميات السلع المحدودة التي تعرضها الشركات".
وأعرب بركات عن اعتقاده "أن الحكومة تكثف الدعاية لهذا المعرض لأخذ اللقطة فقط، وإذا كانت جادة في التخفيف عن كاهل المواطن المصري، فإن الفرصة الوحيدة هي تشجيع الإنتاج المحلي، والتوقف عن محاربة زراعة الأرز، ودعم إنتاج اللحوم المحلية، بدلا من استيراد الأرز الصيني والفول الإنجليزي واللحوم البرازيلية".
كيف فضح القرض الصيني لمصر هروب المستثمرين من العاصمة الإدارية؟
لماذا يصر السيسي على تمرير التعديلات الدستورية بالوقت الراهن؟
لماذا يرفض الغرب دعم السيسي لحفتر للفوز "بكعكة" ليبيا؟