انتقد سياسيون وحقوقيون توسع السلطات المصرية في بناء المزيد من السجون بالعديد من المدن في إشارة إلى تزايد القبضة الأمنية، وترسيخ سياسة التعامل الأمني مع المعارضين بدلا من الحوار.
وقالوا في تصريحات لـ"عربي21" إن التوسع في بناء السجون يحول مصر إلى سجن كبير، بهدف قمع أي معارضة في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة، والاستعداد لقمع أي حراك شعبي ضد نظام الحكم خلال الفترة المقبلة.
ونشرت الجريدة الرسمية، الاثنين، قرار وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، بإنشاء سجنين مركزيين جديدين بقسمي شرطة أول بنها والخانكة بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة).
وقدرت منظمات حقوقية مصرية عدد السجون التي صدر قرار بإنشائها منذ تموز/ يوليو 2013، بنحو 26 سجناً جديداً، ليرتفع عدد السجون في البلاد إلى 68 سجنا على مساحات شاسعة.
وتأتي تلك الزيادة في عدد السجون المصرية وسط انتقادات منظمات ومؤسسات حقوقية لانتهاكات حقوق الإنسان، وبقاء آلاف المعارضين في الزنازين دون محاكمات، وعدم زيادة الإنفاق على الصحة والتعليم بقدر زيادة موازنة وزارة الداخلية عاما تلو الآخر لبناء المزيد من السجون.
اقرأ أيضا: بيان لشخصيات عالمية يدعو لإنقاذ مصر ووقف دعم السيسي
الحكم العسكري
وفي دلالة تسارع وتيرة تشييد السجون على حساب الأبنية الخدمية، قال السياسي المصري والبرلماني السابق، ثروت نافع إنه "من الواضح أن هذا النظام تتوسع رقعة معارضيه يوما بعد يوم؛ بسبب سياساته التي تعتمد بشكل رئيس على الأمن".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي يرفض أن ينتهج مبدأ التعامل السياسي على الأمني منذ بداية الانقلاب، ويرفض أي حوار أو خطاب أو رأي آخر".
وأضاف: "فمن الطبيعي أن يفضل (السيسي) الإنفاق على بناء المعتقلات والسجون عوضا عن بناء المستشفيات والمدارس التي يحتاجها المواطن العادي؛ لأن هدف النظام هو الحفاظ على السلطه وليس بناء الدولة وخدمة مواطنيها".
تركيع الشعب
وقال رئيس الدائرة المصرية بمركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، إسلام الغمري، إن "استمرار السيسي في بناء سجون جديدة، يعكس سياسة النظام والمخطط الذي يدور فيه كونه ركنا أساسيا في المشروع الصهيوني في المنطقة وجزءا مما يعرف بصفقة القرن (سايكس بيكو الجديدة)".
وأضاف لـ"عربي21": "من أجل إكمال هذا المخطط تقوم أنظمة الغرب بغض الطرف عن جرائم السيسي بحق الشعب المصري، بل وتثبيت السيسي في السلطة عبر ما عرف بالتعديلات الدستورية، والتي تهدف لإبقاء السيسي في سدة الحكم حتى الموت".
اقرأ أيضا: الحركة المدنية تدعو لوقف الانتقام من المعتقلين بسجون مصر
وأردف: "ويتزامن ذلك في محاوله سحق روح الحرية في المنطقة العربية، ومحاولة تمكين معسكر الثورات المضادة وقد أصبحت المنطقة كلها في قلب العاصفة، بل نستطيع القول إن عامي 2019 و2020 قد يشهدان تحولات كبرى في المنطقة العربية بما يمثل تحدياً كبيراً لشعوب المنطقة وفي القلب منها مصر".
وتابع الغمري: "فإما السجون والقمع والحديد والنار أو الثورة الشاملة لإسقاط أنظمة الخيانة والاستبداد وإفشال مخطط صفقة القرن الذي يهدف لسحق العالم الإسلامي والعربي، وإعلان قيام إسرائيل الكبرى والتي من أجل قيامها يبني السيسي سجوناً جديدة لمحاولة تركيع الشعب المصري ومنعه من القيام بدوره الوطني".
هل تجدي دعوات معارضين للإفراج عن معتقلي نظام السيسي؟
حكم نهائي بإعدام 13 شخصا بمصر بتهم "إرهاب"
مناوشات بين مؤيدين ومعارضين للسيسي في لندن (شاهد)