كشفت مجلة "تايم"، أن وكالة
المخابرات المركزي الأمريكية "CIA"، وأجهزة أمن أجنبية،
حذرت عددا من أصدقاء وزملاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في سفارة
بلاده بإسطنبول، من أنهم ربما يكونون هدفا "لانتقام" محتمل من قبل
المملكة العربية السعودية مع عائلاتهم.
وأشارت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن 3 من أصدقاء خاشقجي، تلقوا
إحاطات أمنية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهم الناشط الفلسطيني اللاجئ في
النرويج إياد البغدادي، والناشط السعودي اللاجئ في كندا عمر عبد العزيز، وشخص آخر
في الولايات المتحدة، طلب عدم الكشف عن اسمه، كان يعمل مع خاشقجي في مشاريع
إعلامية وحقوقية حساسة، من الناحية السياسية قبيل قتله في إسطنبول.
ونقلت المجلة عن النشطاء الثلاثة إشارتهم،
إلى أن استهدافهم يرجع إلى "نشاطهم في انتقاد ولي العهد السعودي محمد بن
سلمان، واتهامه بإصدار أوامر قتل خاشقجي".
وقالت المجلة إن "CIA" هي
مصدر التحذير للنشطاء، ورفض متحدث باسم الوكالة التعليق، لكنها (التايم) أشارت إلى
وجود "واجب قانوني" لتحذير الضحايا المحتملين، من تهديدات الخطف والقتل،
والأذى الجسدي الخطير.
وكانت الوكالة واجهت انتقادات واسعة، بسبب
فشلها في تحذير خاشقجي من القتل، بعد علمها بصدور أوامر سابقة، من ولي العهد
السعودي للقبض عليه.
وأشارت المجلة إلى أن التهديدات التي تعرض
لها النشطاء الثلاثة، لم تحدد طبيعتها ولم يتم إخبار البغدادي ولا عبد العزيز،
بأنهم أو علائاتهم في "خطر جسدي"، لكن وبحسب البغدادي قال إنه صدرت إليه
تعليمات، باتخاذ مجموعة واسعة من الاحتياطات، الوقائية خاصة الأجهزة الالكترونية
لتصعيب عملية اختراقها وتسريب معلوماتهم.
ولفتت إلى أن حادثة
اختراق هاتف الناشط عمر عبد العزيز، سابقا من قبل السعوديين عبر تقنية برمجيات
خبيثة، أنتجتها شركة إسرائيلية واشترتها الرياض.
وتضمنت التحذيرات
نصائح بتجنب السفر، إلى مجموعة واسعة من البلدان في أوروبا وآسيا، يتمتع فيها
السعوديون بنفوذ خاص، فضلا عن نقل أفراد الأسر من بلد واحد على الأقل، وهو
ماليزيا.
إقرأ أيضا: ناشط حقوقي يعلق على تهديد السعودية حياته
البغدادي وهو ناشط فلسطيني، حصل على حق
اللجوء السياسي في النرويج عام 2015، وترأس تحرير موقع Arab Tyrant Manual، ونشط مع محققين عينهم الملياردير جيف بيزوس، للتحقيق في دور الرياض
باختراق هاتفه الخاص.
أما عمر عبد العزيز،
فهو ناشط سعودي معارض، حصل على حق اللجوء في كندا، ولديه متابعون كثر على موقع
"تويتر"، وسبق أن تعاون مع الصحفي خاشقجي، قبيل اغتياله في إنشاء مشروع
لمواجهة سياسات محمد بن سلمان عبر تويتر، تحت اسم "النحل الإلكتروني"،
تضمن توفير بطاقات اتصال أجنية للمعارضين السعوديين، لنشر تغريدات دون أن تكون
الرياض قادرة على تتبعها.
أما الشخص الثالث المجهول، فهو محام مقيم في
الولايات المتحدة، وتعاون مع خاشقجي في مشاريع حثت على مزيد من الشفافية، في وسائل
الإعلام العربية، وعبر مواقع التواصل.
وكشف البغدادي أن عملاء من جهاز الأمن
النرويجي، ويطلق عليه "بي أس تي"، زاروه في منزله في الـ 25 من
نيسان/أبريل ونقلوه إلى مكان آمن لمدة ساعتين، لتقديم إحاطة أمنية وتحذير،
بالتزامن مع حركة مماثلة مع عبد العزيز، والشخص الثالث.
وقال البغدادي إن "طبيعة التهديد لم
توصف، لكن كان علي عدم السفر وتحذير عائلتي على الفور، لكن المحادثة مع الأمن
كانت من بدايتها إلى نهايتها حول السعوديين"، وهو ذات الأمر الذي حصل مع عبد
العزيز، عبر الأمن الكندي في مونتريال.
وقال شخص مطلع على قضية
العزيز: "يمكنك القول إن السلطات الكندية تهتم بالموقف".
أما الشخص الثالث، فقال: إن الأمن الأمريكي "نصحه
بعدم القيام برحلات عمل وشيكة مخططة، إلى تونس واليونان وقبرص، وعدد من البلدان
الأخرى".
ورأت المجلة، أن أحد مؤشرات جدية النرويج في
التعامل مع التحذيرات الأمريكية، هو تولي جهاز "بي أس تي" القضية، لأن
الشرطة تتولى التهديدات المحلية البسيطة، أما هذا الجهاز فيتعامل مع القضايا
الحساسة والنادرة، التي تتعلق باللجوء السياسي، والدول ذات النوايا العدائية.
وكشف البغدادي أنه سبق أن تلقى تهديدات من
سعوديين، وحذروه بأن محمد بن سلمان غاضب منه، بسبب انتقاداته، وأنه أوصل هذه
التهديدات لجهاز "بي أس تي".
وأضاف: "في ذلك الوقت، التحذير كان أنني
أؤذي سمعة ابن سلمان دوليا في الإعلام الغربي"، وتم تحذيري من أن
"عيوننا عليك".
ناشط حقوقي يقرر كشف تفاصيل تهديده من السعودية
CNN تلتقي محاميا هرب من السعودية لهذا السبب (شاهد)
الهذلول تكشف جوانب جديدة من معاناة شقيقتها لجين (شاهد)