اختلفت ردود فعل السياسيين بالجزائر على خطاب قائد أركان الجيش الشعبي، أحمد قايد صالح، الثلاثاء، بخصوص دعوته للحوار للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، ففي الوقت الذي اتفق فيه الجميع على الحوار كمبدأ، اختلف آخرون حول آلياته وسط رفض بقاء "الباءات" في مناصب القرار.
ودعا رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أحمد قايد صالح، في خطاب جديد ألقاه من الناحية العسكرية السادسة (تمنراست)، الثلاثاء 28 أيار/ مايو الجاري إلى "فتح حوار جدي وبناء لحل الأزمة التي تعيشها البلاد".
وقال: "علينا كجزائريين أن نأخذ العبرة مما سبق من تجارب وما سبق من أحداث مأساوية غاب عنها العقل وكان الخاسر الوحيد، من جراء كل ذلك، هو الوطن لهذا فإننا نشدد الإلحاح على ضرورة شعور كافة الأطراف بالمسؤولية وأن تجعل من الحوار طوق النجاة للوطن''، مؤكدا على أنه "يتعين أن تشارك فيه شخصيات ونخب وطنية تكون وفية للوطن ولمصلحته العليا المقدسة".
اقرأ أيضا: قايد صالح يدعو لحوار تتم فيه تنازلات متبادلة لحماية الجزائر
صحيفة "البلاد" الجزائرية، نقلت عن رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، قوله إن حزبه أعلن من البداية "ضرورة تبني الحوار لحل الأزمة، لكنه متمسك بموقفه بدور المؤسسة العسكرية التي هي مطالبة بتحمل المسؤولية، وتزكية أشخاص ليسوا من أولياء بوتفليقة أو تشاركوا معه في الحكم، وهو السبيل الذي سيفضي إلى حل سياسي دستوري يستجيب لمطالب الشعب".
فيما قال البرلماني عن حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الوهاب بن زعيم، إن الجميع اليوم يبحث عن طريقة الذهاب إلى انتخابات رئاسية للخروج من الأزمة، لافتا إلى أن هذه الانتخابات لا تضمن نزاهتها سوى هيئة مستقلة تنظمها وتشرف عليها.
من جانبه، أكد القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر حمداودش، أن الحركة متمسكة بمطلب رحيل الباءات والتحاور مع المؤسسة العسكرية، مشددا على أن "رفض الحوار مع بن صالح هو تمسك بموقف الحركة مع الشعب، وإلا لما كانت تأخرت عنه".
بالمقابل، طالب رئيس حزب "فجر جديد"، الطاهر بن بعيبش، بوضع ميكانيزمات واضحة للحوار، معتبرا أن "حديث قائد الأركان اليوم عن الحوار منعطف إيجابي جدا ينبغي تثمنيه"، بحسب صحيفة "البلاد" الجزائرية.
تصريحات قايد صالح تراجع فيها بشكل واضح عن اللغة التي استعملها أسبوعا واحدا فقط، حيث رفض التجاوب مع دعوات الحوار أو المراحل الانتقالية التي تقدمت بها الاحزاب السياسية والهيئات المدينة الجزائرية، مشددا على أن انتخابات يوليو/تموز هي المخرج الوحيد من الأزمة.
وجاءت كلمة قايد صالح، في ظل ترقب الجزائريين لإعلان المجلس الدستوري، بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن قدم شخصان ملفي ترشحهما للمجلس، وهما عبد الحكيم حمادي وحميد طواهري.
ومن بين 77 شخصا تقدموا لسحب استمارات الترشح، انسحب رئيسا حزبي المستقبل والتحالف الوطني الجمهوري، وهما فقط المعروفان على الساحة السياسية، حتى وإن لم يكن لهما ثقل سياسي كبير، وفقا لمواقع جزائرية.
وقالت وسائل إعلام جزائرية، إن المجلس "بلا شك"، سيعمل على إبطال الملفين، كونهما لم يعلنا أنهما نجحا في جمع 60 ألف توقيع، من 25 ولاية، غير أن المجلس سيأخذ كامل وقته القانوني، من أجل دراسة الملفين وإعلان القرار.
إلى ذلك تظاهر آلاف الطلاب، في العاصمة الجزائر، وتلمسان، ووهران، وبجاية دعما للحراك الشعبي، وللمطالبة برحيل رموز النظام ورفض الانتخابات تحت رئاسة ابن صالح وبدوي.
اقرأ أيضا: مظاهرات لطلبة الجزائر تدعو لرحيل بقايا نظام بوتفليقة (شاهد)
خبير جزائري: خطاب قايد صالح خارطة طريق للخروج من الأزمة
قايد صالح: "العصابة"مرعوبة وتسعى لعرقلة مساعي الجيش والعدالة
هكذا تفاعلت الأحزاب السياسية بالجزائر مع كلمة قايد صالح