نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا للصحافيين بنويت فاوكون وأريسو إقبالي، يقولان فيه إن الصرافين وغيرهم يتوقعون العودة إلى المحادثات، ويقولون إن مستويات المعيشة ستزداد سوءا.
وتقول الصحيفة إن معظم صرافي العملة في العاصمة الإيرانية، الذين يستطيعون قياس نبض الشعب، لا يتوقعون وقوع حرب مع أمريكا، لكنهم يقولون إن التراجع الاقتصادي سيجبر زعماء إيران على التفاوض مع واشنطن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المخاوف زادت هناك بعد أن قال الرئيس ترامب يوم الجمعة بأنه سيرسل حوالي 1500 جندي إضافي للشرق الأوسط؛ لمواجهة ما يصفه المسؤولون العسكريون الأمريكيون بأنه تهديدات من إيران وحلفائها، لافتا إلى أن إدارته تحركت في اليوم ذاته للدفع نحو بيع المزيد من الأسلحة لخصوم إيران في المنطقة؛ السعودية والإمارات.
ويفيد الكاتبان بأن المسؤولين الإيرانيين وصفوا هذه التحركات الأمريكية بالخطيرة، ولوحوا بمقدرة بلدهم على الدفاع عن نفسها، لكنهم قالوا إنهم لا يريدون حربا.
وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي تزيد فيها المشكلات، فإن الإيرانيين يسارعون لشراء الدولار الأمريكي في السوق السوداء؛ لحماية أنفسهم من تداعيات التطورات التي تهدد البلد واقتصادها، وذلك هو ما يعطي صرافي العملة فكرة عن مشاعر البلد، في بلد لا أحد يتكلم فيها بحرية حول الشؤون الخارجية.
ويورد التقرير نقلا عن صرافي العملة في طهران، قولهم بأن الإيرانيين يرون أن تحركات أمريكا في المنطقة ليست سوى استعراض موقف أكثر من كونها تهديدا حقيقيا.
وينقل الكاتبان عن صراف العملة سعيد عزيزي، البالغ من العمر 34 عاما، قوله: "(هل تقع) حرب؟ لا أظن ذلك، لو أراد الأمريكيون أن يهاجمونا، لفعلوا ذلك قبل 40 عاما".
وتلفت الصحيفة إلى أن الريال الإيراني خسر أكثر من 3% من قيمته مقابل الدولار في السوق السوداء منذ تصريح ترامب يوم الجمعة، وكان قد خسر 60% من قيمته منذ أن أعادت أمريكا فرض العقوبات العام الماضي.
ويقول عزيزي للصحيفة إن هذا التراجع في قيمة الريال يعكس القلق على الاقتصاد، في وقت يتزايد فيه التوتر، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تستمر الظروف في التدهور.
وبحسب التقرير، فإن آخرين يتوقعون وقوع حرب، فيتوقع سعيد والي زاده (30 عاما)، الذي يعتمر قبعة (بيسبول) من سفينة حربية إيرانية مشهورة، وقوع الحرب، وقال والي زاده، الذي فقد عمله في شركة إعلام اجتماعي، بأنه يعرف أن الناس يتفقون معه، وأضاف: "كثير من الناس يريدون الحرب من أجل التوصل إلى الحل".
ويورد الكاتبان نقلا عن الرئيس ترامب، قوله في تعليق له يوم الاثنين في طوكيو، بأنه يريد إنهاء طموحات إيران النووية ولا يريد حربا، وأضاف ترامب أنه بالنسبة لإيران "أظن أننا سنصل إلى صفقة.. نحن لا نتطلع إلى تغيير في النظام، أريد أن يكون ذلك واضحا، ما نبحث عنه هو عدم وجود أسلحة نووية".
وتنوه الصحيفة إلى أن الاقتصاد الإيراني لطالما عانى من سوء الإدارة والدعم السخي للمليشيات التابعة لها، والعقوبات، التي كانت السبب في منع الاستثمار الأجنبي، لافتة إلى أنه علاوة على ذلك، فإن إيران تعاني من عقوبات تتسبب بالشلل منذ أن انسحب الرئيس ترامب العام الماضي من الاتفاقية النووية لعام 2015، وفرض هذا الشهر حظرا تاما على تصدير النفط الإيراني.
ويشير التقرير إلى أن أمريكا تقول بأن برنامج الصواريخ النووية الإيرانية، ودعمها لوكلائها في الشرق الأوسط، يتسببان في زعزعة استقرار المنطقة، لافتا إلى أن ضعف العملة المحلية تسبب في خفض مستوى المعيشة، في وقت يعاني فيه واحد من كل ثلاثة شباب إيرانيين من البطالة.
ويفيد الكاتبان بأن تجار الأسهم في بورصة طهران يؤيدون الرأي القائل بأن الحرب لن تقع، مشيرين إلى أن تداول الأسهم في بورصة طهران تراجع بحوالي 0.4% بعد إعلان البيت الأبيض، لكن مع يوم الاثنين عاد السوق وتعافى بنسبة 1.3%.
وتنقل الصحيفة عن مدير القسم الدولي في بورصة طهران حميد مقدم، قوله: "يعتقد المستثمرون أن الأمر هو مجرد دعاية من الجانب الأمريكي".
ويورد التقرير نقلا عن عقيد متقاعد من سلاح الجو، عمره 64 عاما، شارك في الحرب مع العراق، قوله بأن الأجواء لا تنبئ بقرب وقوع نزاع عسكري، "وحدسي يقول لي إنه لن تقع حرب"، وأضاف: "في النهاية، هناك حاجة للتنازل والتفاوض.. وإلا فإن النظام سيفقد نفوذه في البلد وفي المنطقة".
ويجد الكاتبان أنه بغض النظر عن رؤية الإيرانيين، إن كان التصعيد الحالي سيؤدي إلى صراع مسلح أم لا، فإنهم يرون أن مستواهم المعيشي يتدهور بشكل أكبر.
وتنقل الصحيفة عن الوسيط المالي، مصطفى باكزاد (54 عاما)، قوله: "مجرد عدة طلقات ستكون مدمرة بسبب هشاشة الوضع الاقتصادي"، وأضاف باكزاد، الذي يساعد الشركات الأجنبية في تحويل المدفوعات من وإلى إيران، أن عمله متوقف منذ شهرين، حيث أصبح استخدام معظم القنوات المصرفية غير ممكن في إيران.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول أستاذ متقاعد: "احتمال الانهيار أكبر حتى قبل وقوع الحرب؛ لأن الوضع الاقتصادي في حالة فوضى تامة.. وقد لا يستطيع النظام في المحصلة دفع الرواتب والأجور".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
ناشونال إنترست: هل يخدم عداء إيران مصالح أمريكا بالمنطقة؟
التايمز: هل تعول أمريكا على أوروبا لهزيمة إيران؟
ديلي بيست: لماذا بالغ بولتون بتقدير التهديد الإيراني؟