نشرت صحيفة
"
سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن شن سلاح الجو
الإسرائيلي هجمات على محافظة حماة السورية، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل،
وتدمير مخزن أسلحة.
وقالت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن محافظة القنيطرة السورية تعرضت لغارات شنها الجانب الإسرائيلي، ما أدى إلى وفاة ثلاثة جنود سوريين، بحسب
ما ذكرته مصادر محلية. في المقابل، ذكرت مصادر أجنبية أن عدد القتلى بلغ 10 ضحايا،
بما في ذلك سبع جنود ينتمون إلى القوات الموالية لطهران.
وبشكل عام، كان الهجوم
الإسرائيلي على محافظة القنيطرة ردا على إطلاق السوريين لصاروخين في اتجاه مرتفعات
الجولان، وبناء على طلب بنيامين نتنياهو، الذي أمر شخصيا بضرب القنيطرة. ونتيجة
لذلك، دمر الجيش الإسرائيلي بتدمير العديد من المباني.
وأضافت الصحيفة أن استهداف تل أبيب للجيش السوري بدل الإيراني هذه المرة
يشير إلى أن نشاط تشكيلات الجيش العربي السوري مؤخرا في إدلب تثير قلق الجانب
الإسرائيلي. ومع ذلك، يعتقد مراقبون أن مستودع الأسلحة، الذي تعرض للقصف تابع
لإيران، حيث لا يضطلع الجنود السوريون سوى بمهمة حمايته. وبشكل عام، يدفع عدم
اتخاذ
روسيا موقفا تجاه الغارات الإسرائيلية التي استهدفت
سوريا، المراقبين
للتساؤل عن الأسباب التي تجعل موسكو تتفادى الرد على الخيانة الإسرائيلية بأي شكل
من الأشكال.
وأفادت الصحيفة أن منظومة صواريخ "إس300" التي سلمتها روسيا إلى
سوريا، لم تبدأ في العمل بعد بسبب عملية التدريب المطولة التي تحظى بها قوات
الدفاع الجوي السوري. أما الأنظمة الجوية التي يسيطر عليها الجيش الروسي هناك، فهي
مخصصة لغايات أخرى. إلى جانب ذلك، قررت موسكو عدم توجيه انتقاد رسمي لإسرائيل.
في هذا الصدد، أفادت المستشرقة والباحثة السياسية الروسية، كارين غيفورغيان،
أن هناك نوعا من البرود يشوب العلاقات الإيرانية الروسية، ويعزى ذلك إلى سعي كل
دولة إلى تحقيق مصالحها الخاصة، التي غالبا ما تكون مختلفة تماما، فضلا عن افتعال
بعض الأمور من أجل التأثير سلبًا على العلاقات الروسية الإيرانية.
اقرأ أيضا: هكذا تسعى إسرائيل لضرب النفوذ الإيراني في سوريا
ونقلت الصحيفة ما جاء
على لسان الخبير العسكري الروسي، أليكسي ليونكوف، الذي أورد أن "جوهر المشكلة
يتمثل في رغبة إسرائيل في زعزعة الشرق الأوسط الأمر الذي يتعارض مع المصالح
الروسية نظرا لأن الاستقرار من شأنه أن يفتح الباب أمام إنجاز مشاريع اقتصادية
ضخمة في المنطقة، على غرار، مشروع طريق الحرير الجديد. علاوة على ذلك، تحاول
الولايات المتحدة، التي تتعاون بشكل مكثف مع إسرائيل، بكل الطرق تعطيل تنفيذ مشروع
ضخم سيكون له تأثير على اقتصادات العديد من دول العالم، بينما سيضر بمصالح واشنطن،
وبالتالي بمصالح تل أبيب".
وأضاف الخبير أن
إسرائيل تعد في الوقت الراهن، مجرد أداة تستخدمها واشنطن. وبقيادة الولايات
المتحدة، تلتزم تل أبيب بتوجيه العديد من الضربات نحو المواقع الإيرانية على أمل
إضعاف قوات عدوها. وبشكل عام، ينفذ الجانب الإسرائيلي هجمات على المناطق التي لا
تغطيها أنظمة الدفاع الجوي الروسية أو الأنظمة السورية الحديثة.
وبينت الصحيفة أن تصريحات ترامب تناقض تصرفاته، حيث يعلن تارة عن استعداده
للمفاوضات مع إيران، ويهدد طورا الدول بفرض عقوبات عليها في حال تعاونت مع طهران.
بالإضافة إلى ذلك، سيحاول ترامب في المستقبل القريب استخدام الوضع لصالحه، وفرض
شروط تخدم مصالحه في حال خوض مفاوضات مع الجانب الإيراني، وذلك بحسب الخبير.
وفي الختام، نوهت
الصحيفة بأن روسيا ارتأت عدم الرد على الاستفزازات الإسرائيلية، ملتزمة بمنهج
النفوذ الدبلوماسي لضمان تحقيق مصالحها.