أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، تشكيل مجلسين عسكريين في مدينتي تل أبيض وعين العرب (كوباني) الواقعتين على الحدود مع تركيا، في خطوة تستهدف منطقتين ضمن خريطة المنطقة الآمنة التي تطالب تركيا بإقامتها.
وقدمت "قسد" روايتها بشأن أهداف تشكيل المجلسين العسكريين، وذلك في بيانين منفصلين نشرتهما عبر معرفاتها الرسمية، الأحد، حيث قالت إن "خطوة تشكيل المجلسين تأتي لإعادة الهيكلية التنظيمية لقواتنا وللتشكيلات العسكرية الموجودة في المنطقة".
رواية رسمية
وتابعت "عربي21" بياني تشكيل المجلسين في تل أبيض وعين العرب، اللتين تقعان على الحدود مع تركيا.
وجاء في بيان تشكيل مجلس تل أبيض أن الهدف منه "توحيد جميع القوات العسكرية والأمنية تحت مظلة المجلس العسكري، ما يعزز خوض نضال موحد ضد الإرهاب وتجذير العمل المؤسساتي في قسد بتفعيل المؤسسات العسكرية وتمثيلها في المجلس بشكل أكبر".
أما بيان تشكيل مجلس عين العرب، فجاء فيه أن كل مجلس عسكري سيتألف من: قيادة الأفواج، وقيادة الألوية، ومدراء ومسؤولي المكاتب العسكرية ضمن كل منطقة.
المنطقة الآمنة
وبحسب الناشط السوري، أحمد الطيب، في حديثه لـ"عربي21"، فإن الخطوة التي قامت بها "قسد"، هي الأولى من نوعها، رغم أنها سيطرت على هذه المنطقة شرقي الفرات بالكامل قبل أشهر عدة من تنظيم الدولة.
ولفت إلى أن توقيت الإعلان عن المجلسين ليس ببريء، "بل إن تشكيلهما والإعلان عنهما بهذا الوقت، يأتي في مساع لقسد لعرقلة خطة تركيا من أجل إنشاء منطقة آمنة في مناطق شرقي الفرات، التي قدمتها للولايات المتحدة الأمريكية بموجب تفاهماتهما".
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21":PYD يعزز قواته بتل أبيض تمهيدا لمعركة وشيكة
وأكد أن قوات "قسد" سيطرت على تل أبيض التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمالي مدينة الرقة منذ عام كامل تقريبا، وقامت الوحدات الكردية التابعة لها، بتشكيل إدارات محلية يتبعها التل، ولكنها المرة الأولى التي تعلن فيها مجلسا عسكريا فيها.
وسبق أن جاء اسم تل أبيض على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اعتبر أن الوضع في مدينة تل أبيض، "بات يشكل تهديدا لتركيا".
من جانبه، رأى نائب رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة محمد حجازي، في تصريحات سابقة، أن تركيا تسعى للسيطرة على مدينة تل أبيض في ريف الرقة أكثر من منبج، "كونها تشكل عقدة وصل بين عين العرب والقامشلي".
وأشار في حديث لـ"عربي21"، إلى أن الـ"PYD" لم يطبق نموذجا جيدا للحكم، في المناطق التي يسيطر عليها، حيث إن هناك نية لدى الأمريكان بتسليم الرقة لأهلها بالتعاون مع الأتراك. وأضاف: "بالتالي أعتقد بأن تكون وجهة فصائل المعارضة وتركيا المقبلة باتجاه مدينة تل أبيض".
اقرأ أيضا: الخلافات الداخلية تعصف بقوات سوريا الديمقراطية.. ما مصيرها؟
يشار إلى أن خارطة الطريق التركية الأمريكية حول منبج السورية، تقضي بخروج مسلحي الوحدات الكردية التابعة لـ"قسد" من المدينة، إلا أن الولايات المتحدة لم تلتزم حتى الآن بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، وتقوم القوات التركية والأمريكية بتنفيذ دوريات مستقلة على أطراف منبج.
التركمان في سوريا.. الانتشار والموقف من الثورة السورية (ملف)
هل امتثال "قسد" لاتفاق المنطقة الآمنة انحناء للعاصفة؟
سياسي كردي: الاتفاق التركي الأمريكي يعني تخلي واشنطن عن "قسد"