قال كاتب إسرائيلي إن "الصيف القادم قد يشهد إغلاق فرص التوصل إلى تسوية سياسية إقليمية بين العرب وإسرائيل، لاسيما عقب تحذير رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين خلال خطابه في مؤتمر هرتسيليا أنه يشخص فرصة نادرة لإيجاد سلام شامل في المنطقة".
وأضاف ميخائيل كلاينر في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "للأسف الشديد فقد انشغل الإسرائيليون في الأيام الأخيرة بأخبار تافهة وقضايا جانبية، وتركوا على الهامش هذا التحذير الخطير من رئيس الموساد، رغم أن له تبعات سياسية تاريخية بعيدة المدى، فالذي يحذر هو الموساد الأكثر خبرة بتطورات المنطقة وأسرارها، مع أن مثل هذه الفرصة التي تحدث عنها كوهين قد تغلق فجأة، إن لم تجد أحدا يستغلها".
وأوضح أن "حديث كوهين عن الفرصة النادرة للتوصل إلى تسوية إقليمية يعتبر مناسبة لطرح أسئلة عما هو مطلوب من إسرائيل لتعزيز هذه الفرصة، والتقدم باتجاه التصالح مع العرب، على اعتبار أننا أمام لحظة تاريخية قد لا تتكرر، ولا يمكن التفريط بها، مع أن القناعات السائدة في الرأي العام الإسرائيلي أنه حتى بعد توقيع اتفاق السلام مع الدول العربية فإن الإجماع العربي هو: لا سلام، ولا اعتراف، ولا مفاوضات".
اقرأ أيضا: غرينبلات يكشف تفاصيل "مثيرة" عن صفقة القرن
وأشار كلاينر عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، إلى أنه "بعد توقيع اتفاق كامب ديفيد مع مصر، وإعادة سيناء إليها، واقتلاع المستوطنات منها، ما زالت لاءات الخرطوم سائدة لدى المصريين، ولكن بصورة غير مباشرة، فاللغة العربية فيها كلمتان: الصلح والسلام، الأولى تحمل دلالات حقيقية عميقة باتجاه التصالح، والثانية ذات بعد تكتيكي إجرائي، ولذلك جاءت الاتفاقات مع مصر والأردن ومنظمة التحرير تحت مسمى "السلام".
وأضاف أن "ياسر عرفات سبق أن أسماها اتفاقات اللاخيار مع العدو، على غرار اتفاق الحديبية للنبي محمد مع القبائل اليهودية من أجل الانتظار إلى حين التقوي، و امتلاك أسباب التفوق العسكري، في حين أن المفاهيم السائدة لدى الإسرائيليين بأن أيديهم الممدودة للسلام مع العرب ستعود فارغة، والدول العربية ستواصل محاربة المشروع الصهيوني طالما أن لديها إيمان وثقة بالنجاح، والتفوق عليه".
وأوضح كلاينر، السياسي الإسرائيلي ذي التوجهات اليمينية المتطرفة، أنه "في الوقت الذي ييأس فيه العرب من استئصال هذا المشروع الصهيوني من المنطقة، والقضاء عليه، تظهر الأصوات المعتدلة، ويتم افتتاح طريق السلام، رغم أنه بعد توقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، وعودة 40 ألف مسلح فلسطيني مع ياسر عرفات، فقد عاد الاقتناع العالمي بفكرة حل الدولتين الذي يعني بالضرورة تدمير المشروع الصهيوني".
اقرأ أيضا: تقدير: صفقة القرن لن تحل الصراع والفلسطينيون سيقاومون
واستدرك بالقول إن "خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم تسعى لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أسس إقليمية، يتم بموجبها إيجاد سلام عربي إسرائيلي يحاول التصدي لكل التهديدات الأمنية التي تواجه الجانبين معاً، من خلال عمل مشترك، مع تأكيد بقاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية في ما بين الأردن والبحر المتوسط".
وختم قائلا إنه "من أجل عدم تضييع هذه الفرصة التاريخية للسلام الإقليمي حتى الصيف القادم مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأمريكية، فإنه يجب على إسرائيل تجنيد أصدقائها في أوروبا والحزب الديمقراطي الأمريكي، ودمج روسيا في العملية، وترجمة التقارب الاقتصادي مع الصين لتفاهمات سياسية، بجانب الهند والبرازيل واليابان، بانتظار الزعيم الفلسطيني القادم حين يخلي أبو مازن قريبا موقعه الرئاسي".
صحيفة: نتنياهو لن يهاجم حماس حتى لو منحه ذلك فوزا انتخابيا
وزير إسرائيلي: حماس في غزة نقطة ضعف نتنياهو عشية الانتخابات
مؤتمر هرتسيليا يحذر من التهديدات الداخلية والخارجية بإسرائيل