نشرت مجلة" هارفارد بزنس ريفيو" الأمريكية مقال رأي للكاتبة "سوزان بيبركورن"، تحدثت فيه عن الهدف المتمثل في تحقيق
السعادة في
العمل، الذي أثبتت الكثير من الدراسات أنه ليس من السهل تحقيق هذه الغاية.
وقالت الكاتبة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه نظرا لأن الشخص العادي يقضي 90 ألف ساعة في العمل في حياته، من المهم معرفة كيفية استمتاعه بالوقت الذي يقضيه في كسب لقمة العيش. في المقابل، من الممكن أن يُشعر تحديد السعادة كهدف أساسي، الموظف بعكس ذلك؛ وذلك لأن السعادة مثلها مثل كل العواطف حالة عابرة وليست دائمة. وفي هذه الحالة، يتمثل الحل البديل في جعل المغزى هدفك الأساسي.
وذكرت الكاتبة أن المؤلفة إميلي أصفهاني سميث أوضحت أنه من المرجح أن الأشخاص الذين يبحثون عن المغزى في حياتهم الشخصية والمهنية يشعرون بالرفاهية بصفة مستمرة. وتُظهر الأبحاث أن البحث عن مغزى المهنة التي تزاولها تعد إحدى أكثر الطرق الفعالة وغير المستفادة منها لزيادة الإنتاجية والالتزام والأداء.
وخلال استطلاع رأي شمل 12 ألف موظف، أكد 50 بالمئة منهم أنهم لا يشعرون بمغزى لعملهم ومدى أهميته، في حين أن أولئك الذين كانوا يدركون المغزى كانوا يشعرون بالرضا الوظيفي بمعدل 1.7 مرة، فضلا عن أنهم كانوا أكثر نشاطا بمعدل 1.4 مرة، وكان احتمال بقائهم في عملهم الحالي أعلى بثلاثة أضعاف.
وأضافت الكاتبة أن دراسة حديثة أجراها شون أكور بالتعاون مع فريقه البحثي كشفت أن تسعة من كل عشرة أشخاص سيكونون على استعداد لمبادلة نسبة مئوية من أرباح حياتهم من أجل العثور على عمل ذي مغزى. لكن لسائل أن يسأل: ما هو الفرق بين السعادة والمغزى؟
أشارت الكاتبة إلى أن الفلاسفة والعلماء والفنانين وعلماء النفس الاجتماعي ناضلوا لسنوات من أجل التوصل إلى إجابة عن هذا السؤال. ووفقا للبحث الذي أجراه عالم النفس الاجتماعي روي بومستر وزملاؤه عن السعادة والمغزى كشفوا عن العوامل التي تميز هذين المفهومين. فبينما يرتبط مفهوم السعادة بمدى قدرتك على إشباع رغباتك، يختلف مفهوم المغزى عن ذلك.
وفي هذا السياق، كتب روي بومستر: "إن تواتر المشاعر الطيبة والسيئة لا علاقة له بالمغزى، الذي يمكن أن يزدهر حتى في الظروف المحرمة". وأضاف المصدر ذاته أنه "على الرغم من أن السعادة ترتبط مباشرة بالحاضر والآني، إلا أن امتلاك المغزى في الحياة يرتبط بالماضي والحاضر والمستقبل".
وأكدت الكاتبة أن الحياة الاجتماعية تعد ضرورية للشعور بالسعادة وامتلاك مغزى من الحياة. في المقابل، تقدم لك طبيعة تلك العلاقات مستويات مختلفة من الرضا. وفي شأن ذي صلة، أفاد بومستر بأن "تقديم المساعدة لأشخاص آخرين يؤدي إلى شعورك بمغزى العمل الذي تقوم به، في حين أن مساعدة الآخرين لك تجعلك تشعر بالسعادة".
وتابع بومستر معتبرا أن الإجهاد والنضال والصراعات تقلل من نسبة شعور الفرد بالسعادة، "لكنها تعد جزءا لا يتجزأ من امتلاك حياة ذات مغزى"، مؤكدا على أن "أحد المصادر المهمة للشعور بمغزى ما نقوم به هو ممارسة الأنشطة التي "تعبر عن الذات"، بيد أن ذلك لا يعد مهما في الغالب عندما يتعلق الأمر بتحقيق السعادة".
وفي الختام، بينت الكاتبة أن الفوارق المذكورة أعلاه حول السعادة والمغزى تساعدك على إيجاد مغزى لحياتك المهنية، الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى شعورك بالسعادة، وذلك وفقا للبحث الذي أجرته عالمة النفس بنينيت روسو نيتزر.