تحدثت صحيفة عبرية، عن "عملية "خداع" مارسها الجيش الإسرائيلي خلال تعامله مع عملية حزب الله التي وقعت الأحد، واستهدفت آلية وموقعا عسكريا إسرائيليا، في حين انتقدت المعارضة الإسرائيلية ما سمته "استغلال" رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأمن لمصالحه السياسية.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، أن "الجيش الإسرائيلي نفذ أمس، عملية تضليل لحزب الله، بعد قيام الأخير بإطلاق صاروخ مضاد للدبابات على مركبة عسكرية على الحدود الشمالية، وتظاهر الجيش خلالها بإجلاء جنود جرحى إلى مستشفى رمبام الإسرائيلي".
ونوهت إلى أنه "بعد إصابة الصاروخ للمدرعة، استدعى الجيش مروحية وتم توثيق نقل جنديين، وأعلن مستشفى رمبام عن وصول الجنديين المصابين".
وبعد نحو ساعة من نقل الجنديين للمستشفى، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد رونين مانليس، بأنه "لم تقع إصابات في صفوف قوات الجيش"، رافضا الإشارة إلى الحدث الذي تم فيه توثيق المروحية التي حطت في مهبط المستشفى وتم نقل الجنديين "المضمدين" منها على نقالات.
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي عن نتيجة التصعيد: نتنياهو راض ونصر الله مسرور
ونبه مانليس، أنه لم يكن من قبيل المصادفة مرور نحو ساعة بين بيان المستشفى عن استقبال الجرحى، وتصريحه الذي أكد فيه بعدم إصابة أي جندي، لكنه بحسب الصحيفة "رفض توضيح تسلسل الأحداث".
وذكرت الصحيفة أنه بعد تصريح مانليس، أصدر المستشفى "بيانا غير تقليدي، يفيد بأن الجنود الذين تم إجلاؤهم بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى تم فحصهم وتسريحهم، وهم لا يعانون من أي إصابات".
وأشارت هآرتس، إلى أن جيش الاحتلال "رفض الإشارة إلى احتمال التخطيط مسبقا لعملية تضليل لحزب الله، من أجل تزويده بصورة وضع تجعله يعتقد أنه حصل على الرد الذي يريده"، منوهة أن "تأخير الإعلان عن عدم وقوع إصابات، على الرغم من الإخلاء بوساطة المروحية، كان هدفه خلق نافذة وقت مهمة بهدف إعادة الهدوء للمنطقة".
وعقب القصف الصاروخي من قبل حزب الله لآلية وموقع عسكري إسرائيلي بنحو 3 صواريخ، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن "سلاح الجو قصف خلايا الصواريخ التابعة لحزب الله"، موضحة أن "الجيش أطلق أكثر من 100 قذيفة مدفعية وجوية على لبنان".
وتعليقا على تطور الأحداث في الشمال، أكد رئيس الحكومة نتنياهو، أن "إسرائيل مستعدة لكل سيناريو في المنطقة".
وزعم المتحدث باسم الجيش، أن "حزب الله نفذ ما خطط له ولم ينجح"، مضيفا أنه "كان هناك انتشار كبير للجيش، وأدركنا أن الرد سيكون موجها للجنود وقمنا بالاستعداد اللازم في المناطق الحساسة".
اقرأ أيضا: "هآرتس": هكذا يسعى نتنياهو لتحصين نفسه من المحاكمة
وفي ذات السياق، انتقدت المعارضة الإسرائيلية رئيس الحكومة نتنياهو، كما أنها هاجمت "الإعلان الإسرائيلي بإيهام حزب الله بوقوع إصابات إسرائيلية جراء قصفه، والإعلان لاحقا بعدم وجود إصابات في صفوف الجيش"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
واتهم عضو الكنيست المعارض يائير لبيد نتنياهو، بـ"استغلال الأمن لمصالحه السياسية"، مضيفا أن "نتنياهو كان يحضر إلى مكان وقوع العمليات، بعدما يتم نقل الجرحى من هناك، وهو الشخص الذي كشف تدمير إسرائيل للمفاعل النووية السوري عام 2007، وهذا تسخير للأمن لمصالحه السياسية".
ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي أجرى مناورة خداع جيدة، وكشفوا ذلك أيضا، سياسة التعتيم الإسرائيلية انتهكت مرة أخرى، لم أشاهد شيئا من هذا القبيل، يكشفون مناورة لكسب المزيد من الأصوات في الانتخابات"، التي من المخطط لها أن تجرى في 17 أيلول/ سبتمبر الحالي.
أما الجنرال احتياط عضو الكنيست المعارض، عميرام ليفين، فقال: "الجيش الإسرائيلي كان دائما ينفّذ عمليات، ولكن الفرق هذه المرة، أنهم يتحدثون عنها"، وأعرب عضو الكنيست المعارض عومير بار ليف، عن أمله في "ألا يتضح فيما بعد أنه تم استخدام الجيش للحصول على مكاسب سياسية".
وحذر بار ليف، من أن "يدفع الإعلان الإسرائيلي -أن قصف حزب الله لم يسفر عن إصابات- الحزب إلى تنفيذ عمليات أخرى ضد إسرائيل".
خبير إسرائيلي عن نتيجة التصعيد: نتنياهو راض ونصر الله مسرور
"هآرتس": هكذا يسعى نتنياهو لتحصين نفسه من المحاكمة
تأهب إسرائيلي لردّ حزب الله في البر والبحر والجو