قال رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان في تصريحات أخيرة إن البندقية السودانية في اليمن لم توجه ضد أحد، وإن الجنود السودانيين هناك يعملون في أعمال الهندسة، والطب، والتأمين والحراسة بالاتفاق مع الحكومة الشرعية والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن القوات
تقوم بأعمال دفاعية فقط، ولا تقوم بأي أعمال هجومية ضد أي طرف.
وتابع بأن السودان على
تواصل مع الدول المشاركة في التحالف، ولدى السودان تفاهمات جيدة بخصوص وضع القوات،
مؤكدا على أنه متى ما استدعت الضرورة انسحاب القوات فإنها ستنسحب.
وبخصوص الخلاف الأخير
بين قوات الشرعية والمجلس الجنوبي الانتقالي الانقلابي، قال البرهان إن معظم
القوات هي عناصر من المهندسين والخدمات الطبية، وحتى المقاتلة منها موجودة في
وضعية دفاعية.
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية تدعو السودان لسحب قواته من اليمن
ويرى مراقبون أن تصريحات البرهان تأتي في إطار التوضيح للرأي العام السوداني، حول ماهية المشاركة السودانية في اليمن، وطمأنة الشارع السوداني المطالب بعودتها.
وكان البرهان أكد بعد
استلام الجيش للسلطة إثر عزل الرئيس السابق عمر البشير، أن قوات بلاده باقية في
السودان، وذلك إلى جانب جملة من المواقف المتعلقة بالشأن الخارجي للبلاد.
وكان عضو المجلس
السيادي، شمس الدين الكباشي، أوضح في وقت سابق لوكالة "سبوتنيك" الروسية
أن المسؤول عن إرسال القوات إلى السودان هي الحكومة السابقة، غير أن القيادة
الجديدة للبلاد لا تحفظات لديها على هذا القرار.
رئيس الجالية
السودانية في لندن، السياسي محمد الفاتح النعيم، أشار في حديث
لـ"عربي21" إلى أن البرهان يواجه ضغوطا جماهيرية من الشعب السوداني،
وقوى الحرية والتغيير، لسحب القوات السودانية من اليمن، باعتباره مطلبا شعبيا.
وتابع بأن البرهان في
تصريحاته الأخيرة، يريد أن يصل لموازنة إذ يوضح للداخل أن القوات السودانية ليست
هجومية، وتعمل بشكل دفاعي وفي الخطوط الخلفية، بينما يوصل رسالة للتحالف وعلى رأسه
السعودية بأن القوات باقية في اليمن.
اقرأ أيضا: "المجلس العربي" يدعو لسحب القوات السودانية من اليمن
وأكد النعيم أن رئيس المجلس السيادي يحاول إرضاء جميع الأطراف.
وحول الانسحاب المحتمل
للسودان، ومدى سهولته في ظل الإعلان الإماراتي تخفيض الوجود العسكري هناك، قال
السياسي السوداني إنه من المفترض أن يكون الانسحاب السوداني أكثر سهولة، إذ أن
الوجود الإماراتي في اليمن على سبيل المثال يأتي بدوافع أطماع، لكن السودان لا
أطماع له هناك، وإنما وجود عسكري مدفوع الثمن فقط دون دوافع حقيقية.
وكان نائب رئيس المجلس
العسكري السابق، وعضو المجلس السيادي الانتقالي، محمد حمدان دقلو الشهير
بـ"حميدتي" قال في بيان أصدره المجلس العسكري في الخرطوم إن
"السودان يقف مع المملكة ضد كافة التهديدات والاعتداءات الإيرانية والمليشيات
الحوثية".
كما أعلن "كامل
الاستعداد للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين في إطار الشرعية وأن القوات السودانية
ستظل موجودة وباقية في السعودية واليمن وسنقاتل لهذا الهدف".
من جهة أخرى قال رئيس قوى الكفاح التراكمي في
السودان، أبشر رفاي لـ"عربي21" إن كلمات البرهان الأخيرة تدل على إعادة
تشكيل المواقف على الأرض، وإنه يحاول إعادة قراءة المشهد العسكري في اليمن.
وحول إذا ما كان كلام البرهان ربما يمهد
لانسحاب سوداني من أرض اليمن، أشار رفاي إلى أن الحسابات السودانية مختلفة عن
حسابات دول أخرى مشاركة في التحالف، خصوصا الإمارات، ومصر، والسودان، وعليه فإن
تشكيل المواقف ليس بالضرورة أن يكون واحدا، خصوصا فيما يتعلق بالانسحاب من
التحالف.
وعن موقف قوى الحرية والتغيير من وجود القوات
في السودان، أكد رفاي أنها تنبع من واقع مخالفتها لكل ما قرره النظام السابق،
لكنها لا تعبر بالضرورة عن موقف المؤسسات الرسمية للدولة.
وشارك السودان رسميا في التحالف العسكري الذي
تقوده السعودية لإعادة "الشرعية" إلى اليمن، في آذار/ مارس 2015.
اجتماعات تركية سودانية لبحث ملفات سياسية واقتصادية
"الكباشي" يتهم أطرافا خارجية بالوقوف وراء أحداث بورتسودان
العضو الـ11 في المجلس الرئاسي يؤدي اليمين أمام البرهان