طرح الإعلان عن اجتماع
"فرنسي – إيطالي" بعد يومين حول
ليبيا وأزماتها تساؤلات عن علاقة هذه الخطوة
بالمؤتمر الدولي الذي تحضّر له ألمانيا بتنسيق مع الدول الكبرى، وما إذا كان الاجتماع
خطوة استباقية لقطع الطريق على "برلين" التي ظهرت بقوة مؤخرا في الملف الليبي.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أنه سيترأس مع نظيره الإيطالي اجتماعا مخصصا لليبيا في الأمم المتحدة
الخميس المقبل، وأن الهدف هو الانخراط في عملية سياسية، والدفع نحو تنظيم مؤتمر دولي
لإخراج البلاد من الأزمة.
"مستقبل حفتر"
وأشار لودريان إلى أن من يعتقد
بوجود حل عسكري في ليبيا مخطئ، ويخاطر بجر البلاد نحو منزلق خطر، مؤكدا أن مستقبل حفتر
ووجوده يحدده الليبيون في إطار الحوار الليبي الذي سينظم في نهاية المؤتمر الدولي.
وأثار هذا الاجتماع العديد
من التساؤلات.
"تنسيق"
من جهته، رأى عضو البرلمان
الليبي، جبريل أوحيدة، أن "
فرنسا وإيطاليا وكذلك ألمانيا أكثر دول الاتحاد الأوروبي
تنسيقا وانسجاما فيما بينهم، ولن تختلف حول أزمة ليبيا، لذا أعتقد أن الاجتماع
"الإيطالي-الفرنسي" سيأتي في نفس سياق ما تعد له ألمانيا بالتنسيق مع أمريكا".
وأوضح في تصريح لـ"
عربي21"
أنه "ربما يكون هذا الاجتماع هو نتاج ما اتفق عليه في كواليس اللقاء الذي سبقه
في روما بحضور السراج، ولا شك بالتنسيق مع السفير الأمريكي الذي التقى حفتر مؤخرا في
الإمارات، وبالتأكيد هناك تنسيق مع غسان سلامة أيضا، وكل ذلك يخدم مؤتمر "برلين"
ومخرجاته".
"بروز دور ألمانيا"
لكن المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش، أشار إلى أنه "بحسب تصريحات رئيس
إيطاليا ونظيره الألماني بضرورة وجود
توافق أوروبي حول الأزمة الليبية، فإن هناك تنسيقا بين هذه الدول، لكن لا يمكن استبعاد
أن بروز الدور الألماني قد سرع في إحداث توافق بين فرنسا وإيطاليا، خاصة بعد التوترات
الأخيرة بين الدولتين".
وأضاف لـ"
عربي21":
"ربما سنرى أن نتائج الاجتماع الذي سيترأسه لورديان مع نظيره الإيطالي سيكون أهم
مدخلات اجتماع برلين، المزمع عقده الشهر المقبل، والذي نتمنى أن يوحد الرؤية الأوروبية
حول الحل في ليبيا".
"صراع واستعراض عضلات"
بدروه، قال المحلل السياسي
الليبي المقيم في كندا خالد الغول إنه "بعد الهجوم على العاصمة طرابلس، واتخاذ
حكومة الوفاق موقفا واضحا من قوات حفتر، وطول أمد الحرب، كل هذا جعل أوروبا بين أخذ
ورد حيال إيجاد حل يرضي الجميع والذي أصبح في شبه المستحيل".
وأكد أن "ليبيا تحولت
إلى حالة صراع بين بعض الدول، وبعضها في حكم استعراض عضلات النفوذ، لهذا لا أظن أن اجتماع
"روما وباريس" هو خطوة استباقية ضد ألمانيا، لكن المخاوف من نتائج هذه الحرب
وتأثيرها على أوروبا هو الشاغل الأكبر لأوروبا كلها وخاصة المخاوف من روسيا"،
وفق قوله لـ"
عربي21".
"استغلال الأزمة"
ورأى الناشط السياسي الليبي
مصطفى شقلوف أن "المجتمع الدولي يرى ليبيا مستنقعا وفي الوقت ذاته كعكة كبيرة تستحق
الجهد، فشعارات "المصالحة والتوافق" هي مجرد منفذ كبير للفوز بنصيب كبير
من مشاريع إعادة الإعمار واستغلال الأزمة".
وتابع: "ألمانيا دخلت
على الخط مؤخرا بداعي إنهاء الأزمة الليبية، ألمانيا دولة ضعيفة عسكريا، ولا تملك إلا
محاولة الحصول على بعض المكاسب للولوج إلى سوق إعادة إعمار ليبيا، بينما إيطاليا الداعمة
لحكومة الوفاق، وفرنسا الداعمة لحفتر، فهما الطرفان الأكثر تأثيرا في الساحة الليبية
سياسيا وعسكريا".
وقال لـ"
عربي21":
"اجتماع فرنسا وإيطاليا ما قبل مؤتمر ألمانيا هو متمم واستباقي في نفس الوقت للمؤتمر
الألماني، وما هو إلا محاولة لتقريب وجهتي النظر "الفرنسية – الإيطالية"
المختلفة بخصوص الوضع في ليبيا".
اقرأ أيضا: رفض دولي لتدخل "حفتر" بالمؤسسة الوطنية للنفط