انقلب قرار وزارة التربية والتعليم بالمغرب القاضي بتوقيف أستاذة عن العمل، إلى حملة تضامن واسعة مع الأستاذة الموقوفة، خاصة أنها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم (هاشتاغ) #كشف_الحقيقة_ليس_جريمة يفضحون فيه الوضعية المزرية للمدارس بالمغرب.
التفاعل الكبير من الأساتذة والنشطاء، جاء بعد قرار إحالة مدرسة مغربية على المجلس التأديبي بسبب نشرها لفيديو يوثق بحسبها لـ"الوضعية الكارثية" لفصل دراسي في ضواحي مدينة سيدي قاسم (وسط المغرب).
تضامن واسع
وأطلق رجال ونساء التعليم مبادرة تفاعلية مع القرار الذي اعتبروه مجحفا بحق زميلتهم، حيث انخرطوا في نشر صور تظهر الوضعية المتهالكة لعدد من المؤسسات التعليمية، تحت هاشتاغ #كشف_الحقيقة_ليس_جريمة.
اقرأ أيضا: ليبراسيون: فرنسة التعليم بالمغرب تزيد من فشل الإصلاحات
وطالب الأساتذة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالاهتمام بإصلاح المؤسسات التعليمية، وتجديد بنيتها، ووقف متابعة الأستاذة محط التوقيف.
وفي ذات السياق، لوح عدد من أساتذة التعليم في سيدي قاسم بخوض سلسلة احتجاجات، تضامنا مع زميلتهم محط الجدل، وقد أصدر الأساتذة بلاغا يستنكرون فيه متابعة الأستاذة، ويلوحون بخوض سلسلة احتجاجات في حال اتخاذ إجراءات زجرية ضدها.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تطور الأمر إلى فضاءات التواصل الاجتماعي، حين أعلن النشطاء عن انخراطهم في التضامن مع الأساتذة، من خلال نشر صور وفيديوهات تكشف جانبا من الحالة الكارثية التي عليها مؤسسات التعليم العمومي بالمغرب.
وقام رواد مواقع التواصل الاجتماعي للرد على ما جاء على لسان الوزير المعني، بنشر صور ومقاطع فيديو لمؤسسات تعليمية بمناطق نائية تعاني، بحسبهم، التهميش وانعدام أبسط شروط اللازمة داخل المؤسسات التعليمية.
وأوضحت بعض المقاطع أوضاعا مزرية وغير صالحة للتدريس فيها، كما أنهم ينشرون هذه الصور مذيلة باسم المجموعات والمناطق التي ينتمي إليها كل قسم، مطالبين سعيد أمزازي الوزير الوصي على القطاع بزيارة تفقدية لهذه المدارس برفقة الصحافة.
العقوبة
وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، أعلن توقيف الأستاذة عن العمل وإحالتها على المجلس التأديبي، مسجلا أن الأستاذة المعنية كانت قد صورت الأقسام قبل انتهاء أشغال صيانتها، بعدما زارت المؤسسة، حيث عينت، قبل بداية الدخول المدرسي، مؤكدا أن هذه الأقسام كانت جاهزة لاستقبال التلاميذ مع انطلاق الدراسة.
وعرض أمزازي، خلال ندوة صحافية، شريط فيديو جديدا للمؤسسة بعد انطلاق الدراسة، حيث ظهرت أقسامها في حالة جيدة، بعد انتهاء أشغال صيانتها.
ورفض الوزير ما أسماه بجلد الذات، الذي يقوم به البعض، وسلوك الهدم عوض البناء، والتلفيقات التي تلاحق قطاع التعليم، مشيرا إلى أن صورا وفيديوهات أخرى منتشرة في منصات التواصل الاجتماعي، تخص مدارس في مصر، وليس في المغرب.
من جهتها قالت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط – سلا – القنيطرة، إن الوضعية المادية للمؤسسة، التي أبرزها شريط الفيديو، الذي صورته الأستاذة المعنية بالأمر، لا أساس لها من الصحة.
وذكرت الأكاديمية نفسها أنها انتدبت لجنة جهوية – إقليمية مختلطة، صباح الثلاثاء الماضي، للتحري في حقيقة الادعاءات الواردة في الفيديو، وخلصت إلى أن “الوضعية المادية للمؤسسة، التي صورتها الأستاذة في شريط الفيديو لا أساس لها من الصحة، علما بأن الطاولات تم سحبها من الحجرة المعنية خلال العطلة الصيفية، قصد تمكين المقاول من إنجاز أشغال التأهيل”.
اقرأ أيضا: اليونسيف: 1.68 مليون طفل مغربي خارج المدارس بحلول 2030
أصل الحكاية
وعرضت من خلال الفيديو، الذي نشرته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حالة أحد الأقسام بمدرسة (الشاوية الصخرة) بسيدي قاسم (وسط)، كشف أن القسم مفتقد لأي من الطاولات، كما يظهر الحالة المهترئة لجدرانه وأرضيته، والحال ذاته بالنسبة للسقف، مع انعدام كافة التجهيزات المدرسية.
ونشرت إحدى نساء التعليم بإقليم سيدي قاسم شريط فيديو يظهر وضعا مزريا تعيشه المدرسة التي عينت للعمل بها، قبل أن تدخل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط سلا القنيطرة على الخط، حيث أوقفت الأستاذة وهددت بمتابعة ناشري الأخبار الزائفة.
"كبار المحامين الدوليين" ينتقد المغرب بسبب معتقلي الحراك
تأجيل محاكمة صحفية بالمغرب و "حقوق الإنسان" يأمل سراحها
هيئات وشخصيات مغربية تدعو للإفراج عن الصحفية "الريسوني"