قبل عام، دوى خبر اغتيال الصحفي السعودي جمال
خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول التركية في أنحاء العالم، ليكون الصحفي الشهير "شهيد الكلمة
والإنسانية".
من يكون؟
كان رحيله أشبه بزلزال هز العالم، فصار رمزا للصحفيين والإعلاميين، وبقيت روحه
ومأساته كابوسا يؤرق قاتليه.
كان صادقا حينما اتخذ
على "تويتر" عبارته الخالدة "قل كلمتك وامش" شعارا، فكأنه
كان يعلم أن الرحيل سيكون ثمنا حتميا لمواقفه، التي انتقدت سياسات بلاده، داعيا إلى إصلاحات.
غير أن نهايته، التي
قطع فيها جسده على أيدي مسؤولين من بلده أخفوه لليوم عن العالم،
أصبحت مثار اهتمام واستنكار دولي واسع، لم ينضب حتى اليوم.
جمال أحمد خاشقجي،
الصحفي السعودي، المولود عام 1958 في المدينة المنورة.
اقرأ أيضا: ابن سلمان يقر بمسؤوليته عن جريمة خاشقجي.. ويدافع عن نفسه
درس الصحافة بالجامعة
الأمريكية، والتحق بصحف سعودية في الثمانينيات، منها "عكاظ"
و"الشرق الأوسط" و"الحياة" اللندنية، ونجح في إجراء مقابلات
مع زعيم تنظيم القاعدة السعودي، الراحل أسامة بن لادن.
تزوج من آلاء نصيف، وبرز
من أبنائه عبد الله وصلاح، وكان يعتزم الزواج من التركية خديجة جنكيز.
اختار المنفى
الاختياري ليستكمل نهجا إصلاحيا وطنيا، لكنه قُتل داخل قنصلية بلده بمدينة
إسطنبول، في مثل هذا اليوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر (2018)، بعد أن دخلها على قدميه
لاستخراج وثيقة لإتمام زواجه، فخرج خفية مقطع الأوصال، على أيدي من لم يتحملوا
تطلعاته الإصلاحية.
الصحفي المناضل
"حلقة مهمة في سلسلة النضال الخليجي والعربي"، هكذا يرى
المفكر المصري البارز، فهمي هويدي، قضية رحيل خاشقجي.
وأضاف هويدي:
"منذ ظهور جمال وهو جزء من ظاهرة اليقظة في منطقة كانت مغلقة لا يتحدث فيها
أحد، ثم جاءت وفاته لتدفع تلك الظاهرة إلى الأمام".
سيظل خاشقجي، بحسب
هويدي وهو أحد أكثر المفكرين تألما على مأساته، "جزءا مهما من التحولات
التي يمكن أن تحدث في المجتمع الخليجي والعربي عامة".
وراثيا الراحل في
ذكراه الأولى، قال هويدي: "اغتيال خاشقجي وضعه في مقدمة الصفوف، ففي حياته
كان واقفا مع الواقفين، وحين قتل صار في مقدمتهم".
فمن قتلوه، بحسب هويدي
"أضافوا الكثير إلى رصيده، بحيث احتل هذا الموقع المتميز، وأصبح يمثل حلقة
مهمة في حلقات النضال، على الأقل في المجتمع الخليجي والعربي عامة، وعلى صعيد
الأداء والنزاهة الإعلامية".
اقرأ أيضا: WP: هكذا أخرج ترامب ابن سلمان من مأزق جريمة خاشقجي
ذهب الكاتب والمفكر
المصري، جمال سلطان، إلى أن وفاة خاشقجي أشبه بالزلزال الذي اهتز العالم كله
بسببه.
وقال سلطان، في مقال
عقب الاعتراف السعودي بمقتل خاشقجي: "لو أن أقصى خيال هيمن على تفكير شهيد
الكلمة الراحل جمال خاشقجي، لما كان له أن يتصور أن يكون رحيله أشبه بالزلزال الذي
يهتز العالم كله بسببه، ولا يجول بخاطره أن يكون اسمه وصورته هي المهيمنة على
الصفحات الأولى لمعظم الصحف وشاشات الفضائيات حول العالم".
أيقظ
الضمير
بعد الإعلان عن
اغتياله، قال عنه المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، محمد البرادعي، إن التفاعل
العالمي مع اختفائه في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 "أيقظ ضمير العالم"،
في إشارة لتصدره عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية، مع مطالبات غربية بالكشف
عن مصيره.
ووصف البرادعي، آنذاك
عبر "تويتر"، الأمر بـ"المأساة" التي "تعطي بصيصًا من
الأمل، مفاده أن الإنسان هو هدف الإنسانية الأسمى مهما كانت خلافاتنا".
ودعا إلى "العمل
لخلق رأي عام دولي يطبق نفس المعايير الإنسانية في كل القضايا دون تمييز أو
استثناء".
غيرت المملكة إلى الأبد
وفاة خاشقجي
"غيرت المملكة إلى الأبد"، بحسب الكاتب البريطاني المخضرم، ديفيد هيرست،
في مقال نُشر بصحيفة "ميدل إيست آي"، قبل ستة أشهر.
وقال هيرست إن
"الصحفي السعودي حقق بموته أكثر بكثير مما حققه في حياته، وذلك من خلال إطلاق
نقاش بين عامة الناس حول الطريقة التي تُحكم من خلالها المملكة".
واعتبر أن ولي العهد
السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تحول بعد اغتيال خاشقي "من مصلح إلى
مستبد".
وما من شك، وفق هيرست،
أن خاشقجي تمكن من تغيير صورة النخبة الحاكمة، وبنهاية المطاف وضع الأساس لإصلاحات
حقيقية ولحوار شعبي حقيقي حول طريقة إدارة شؤون المملكة.
وهذا إنجاز رأى الكاتب
البريطاني أنه "يفوق كل ما قدمه خاشقجي في حياته التي امتدت لتسعة وخمسين
عاما".
اقرأ أيضا: وثائقي أمريكي: ابن سلمان تجاهل تحذيرا بخصوص خاشقجي (شاهد)
ابن سلمان يتحمل المسؤولية
بمناسبة ذكرى مرور عام
على اغتيال خاشقجي، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، السبت الماضي،
إن ولي عهد السعودية أصبح "منبوذا بفعل الجريمة"، مشيرة إلى مساع للرئيس الأمريكي،
دونالد ترامب، لإعادة ابن سلمان إلى المسرح الدولي.
وأضافت الصحيفة، التي
كانت تنشر مقالات لخاشقجي، أن ترحيب قادة العالم بـابن سلمان، خلال قمة
العشرين بمدينة أوساكا في حزيران/ يونيو الماضي، يؤشر إلى ترحيب على مضض بعودته إلى
المجتمع الدولي، وهذا ما كان ليحدث لولا مساعدة ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو.
ونقلت عن معارض سعودي،
لم تفصح عن اسمه، مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، قوله إن الحكومة السعودية
صمدت أمام الغضب الناجم عن مقتل خاشقجي، بسبب وقوف ترامب بجانب ابن سلمان.
ونشرت مفوضية الأمم
المتحدة لحقوق الإنسان، في تموز/ يوليو الماضي، تقريرا أعدته أغنيس كالامار،
المقررة الأممية الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، وحملت فيه السعودية مسؤولية
قتل خاشقجي عمدا.
وأكدت كالامار، في
التقرير المؤلف من 101 صفحة، وجود أدلة
موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى، بينهم ولي العهد
السعودي.
وقال ابن
سلمان، في لقاء مع برنامج "فرونت لاين" على شبكة "PBS" الأمريكية، إنه
يتحمل المسؤولية عن مقتل خاشقجي على أيدي مجموعة من الضباط والعاملين بأجهزة سعودية؛
لأن ذلك حدث وهو في موقع السلطة، بحسب موقع الشبكة، الخميس الماضي.
وعلى هامش مشاركته في
اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان،
لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، الخميس الماضي، إن محمد بن سلمان تعهد له
بأن "دم خاشقجي لن يذهب هدرا".
واستدرك أردوغان:
"مع الأسف لقد مر عام على مقتله، ولم نر أية خطوة اتخذت حيال قتلة
خاشقجي".
ولفت إلى أن التسجيلات
الصوتية تؤكد قدوم 15 شخصا على متن طائرتين إلى تركيا، لتنفيذ عملية قتل خاشقجي،
حيث قتلوه في مبنى القنصلية، وقطعوا جثمانه وأخذوه.
ودعا أردوغان السلطات
والقضاء في السعودية إلى الكشف عن الشخص الذي أمر بقتل خاشقجي.
وأعلنت السلطات
السعودية إحالة المسؤولين عن اغتيال خاشقجي إلى القضاء، وهم 18 سعوديا.
وعلق وزير الخارجية
التركي، مولود تشاووش أوغلو، على تصريح ابن سلمان الأخير، قائلا:
"ما نريده الآن هو أن يمثل كل المسؤولين عن هذه الجريمة أمام
القضاء".
وتابع: "قدمنا كل
الدلائل والمعلومات والوثائق التي توصلنا إليها للنيابة العامة السعودية، لكن
التعاون كان من طرفنا فقط، ولم نجد له صدى من الطرف الآخر، والشفافية لم تكن موجودة للأسف".
مؤسسة تكشف أسماء فلسطينيين معتقلين بالسعودية (قائمة)
حملة التضامن مع قيادي حماس تكشف لحظة اعتقاله بالسعودية
الاحتلال يحتجز صحفية فلسطينية تعمل في قناة تركية