حذر سفير تركي سابق، من تداعيات تحمل بلاده المسؤولية عن عناصر تنظيم الدولة، المحتجزين في منطقة شرق الفرات.
وقال الدبلوماسي التركي السابق، شكرو
إلكداغ في مقابلة مطولة أجراها معه الكاتب التركي المعروف، أوغور دوندار، في صحيفة
"سوزجو"، وترجمتها "عربي21"، إن "الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، يريد التخلص من مسؤولية بلاده على عناصر تنظيم الدولة المحتجزين في الشمال
السوري".
وأوضح أن ترامب غاضب جدا من الدول
الأوربية بسبب قضية عناصر تنظيم الدولة، ويقول إن "التكفل بالمصاريف التي
تدفعها الولايات المتحدة لعناصر داعش المحتجزين وعائلاتهم مكلف جدا".
وأشار إلى أن ألمانيا وفرنسا والدول
الأوروبية الأخرى ترفض المطلب الأمريكي باستعادة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم،
وترامب وصل إلى طريق مسدود معهم، لافتا إلى أنه من الواضح أن أنقرة تقلل من خطورة
نقل المسؤولية لها على المحتجزين، الذين تتحمل مسؤوليتهم الولايات المتحدة طوال
عامين.
وأضاف أن "ترامب يريد رمي الكرة
بملعب تركيا لكي تتحمل الأخيرة ليس فقط المسؤولية على المحتجزين من عناصر تنظيم
الدولة، بل وأيضا يريد أن يورطها بتركها وحيدة في مكافحة التنظيم في الشمال السوري".
اقرأ أيضا: كيف ستتجاوز تركيا عقبة "معتقلي داعش" خلال عمليتها بسوريا؟
ولفت الدبلوماسي التركي إلى أنه
ووفقا للإحصائيات الأمريكية فإن 45 ألف شخص من عناصر تنظيم الدولة وعائلاتهم
يعيشون داخل مخيمات، و10 آلاف آخرين معتقلون في السجون التي تشرف عليها الولايات
المتحدة بالتعاون مع الوحدات الكردية المسلحة.
واستشهد الدبلوماسي التركي في حديثه بتقرير أعدته صحيفة "غارديان" البريطانية"، أشار فيه الكاتب إلى
أنه جرى إطلاق سراح عدد من قيادات تنظيم الدولة، وأن هناك محاولات لإحيائه في
سوريا، كما أنه من المحتمل أن يقوم عناصر الوحدات الكردية الغاضبين من الولايات
المتحدة من إطلاق سراح كافة المحتجزين في المعتقلات هناك.
ولفت إلكداغ إلى أنه ما زال تنظيم
الدولة ينشط في المنطقة، وتحمل تركيا المسؤولية عن مقاتلته، قد يزيد من خطره
بالبلاد، مضيفا أن "تنظيم الدولة سيحاول إنقاذ معتقليه، ويقوم بالضغط على
تركيا من أجلهم من خلال تنشيط خلاياه للقيام بهجمات داخل البلاد".
ونقل الدبلوماسي التركي، عن مصادر
أمنية أن هناك خلايا وهياكل تتبع لتنظيم الدولة داخل الولايات التركية، مذكرا
بالهجمات الإرهابية السابقة التي طالت البلاد، والتي أودت بحياة أكثر من 200 مواطن
تركي في هجمات متفرقة لتنظيم الدولة، معربا عن رفضه الشديد لمحاولات ترامب تحميل
تركيا المسؤولية عن تنظيم الدولة، قائلا إن "عليه أن ينظف وسخه بيده".
ومع تحذيرات الدبلوماسي التركي، قالت وزارة الخارجية التركية، إنها في هذه المرحلة ستبقي على عناصر تنظيم الدولة، وأسرهم الذين ستتولى تركيا احتجازهم "داخل المناطق المحررة من إرهاب "ب ي د/بي كا كا" داخل سوريا".
وأضاف بيان لوزارة الخارجية: "مستعدون للعمل مع المنظمات الدولية والدول التي ينتمي إليها عناصر "داعش" الأجانب في إعادة تأهيل زوجاتهم وأطفالهم غير المتورطين في جرائم".
وأكد البيان أن الحل النهائي لعناصر تنظيم الدولة الأجانب، وأسرهم، هو استعادتهم من قبل الدول التي يحملون جنسيتها، ومحاكمتهم، وإعادة تأهيلهم، مبيناً أن تركيا تبدي أهمية كبيرة للجهود المشتركة للمجتمع الدولي في هذا الصدد.
لوس أنجلوس تايمز: كيف تبدو العلاقة بين تركيا وأمريكا؟
هكذا تناولت الصحف البريطانية عملية "نبع السلام" التركية
بوليتيكو: كيف خدع ليندزي غراهام ومدح أردوغان؟