قالت مجلة "نيوزويك" إن الجيش الأمريكي قام بعملية خاصة استهدفت زعيم تنظيم الدولة، أبا بكر البغدادي، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صادق على العملية قبل أسبوع من حدوثها.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤول بارز في البنتاغون، تعليقه على تقارير حول مروحيات أمريكية فوق محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، يوم السبت، قائلا إن هذه التحركات كانت تستهدف أبا بكر البغدادي، وذلك في المعقل الأخير الذي يسيطر عليه المتشددون الإسلاميون، الذين لم يكونوا على وئام مع تنظيم الدولة.
وتورد المجلة نقلا عن مسؤول في الجيش الأمريكي، قوله إن العملية انتهت بمقتل البغدادي، فيما قالت البنتاغون للبيت الأبيض إن "الرصيد الثمين" قد قتل، إلا أن هناك فحوصا تجري للتأكد من الحمض النووي، بالإضافة إلى أخرى تتعلق بالبصمات.
وينقل التقرير عن مسؤول في البنتاغون، قوله إن اشتباكا قصيرا حدث عندما دخلت القوات الأمريكية مجمعا، وأشار إلى أن البغدادي قتل نفسه من خلال تفجير حزام ناسف، وكان معه أفراد من عائلته، لافتا إلى أنه بحسب مصادر في البنتاغون، فإنه لم يصب أي طفل بأذى، لكن زوجتين من زوجاته قتلتا معه عندما قامت كل منهما بتفجير حزام ناسف حول بطنها.
وتقول المجلة إن عناصر من فرقة العمليات الخاصة "دلتا" قامت بالعملية ليلة السبت، بعدما تلقت معلومات استخبارية يمكن التحرك بناء عليها، مشيرة إلى أن المصادر قالت إن موقع العملية كان تحت المراقبة لمدة من الزمن.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس ترامب كتب بعد العملية تغريدة، قال فيها: "يبدو أن أمرا كبيرا قد حدث"، فيما أعلن البيت الأبيض لاحقا أنه سيقوم بإصدار بيان مهم يوم الأحد في التاسعة صباحا.
وتلفت المجلة إلى أن البغدادي، العراقي المولد، كان متشددا إسلاميا، وألقت القوات الأمريكية القبض عليه بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، وسجن في معتقلات أبو غريب وبوكا، حيث التقى مع عناصر من الجهاديين الذين شكل معهم تنظيمه لاحقا، ثم انضم إلى تنظيم القاعدة، وأصبح زعيمه في عام 2010، بعد مقتل سلفه في عملية أمريكية عراقية مشتركة.
وينوه التقرير إلى أن البغدادي أعاد تسمية حركته بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بعدما دخل أتباعه إلى سوريا، التي كانت تشهد حربا أهلية، وفي عام 2014 سيطرت قواته وبشكل سريع على مناطق في العراق وسوريا، خاصة مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، وأعلن في العام ذاته عن ولادة "الخلافة".
وتفيد المجلة بأن التنظيم أصبح محلا لأنظار العالم، ليس فقط لتصرفاته وعنفه، لكن لجذبه أعدادا كبيرة من الغربيين، واختطافه صحافيين وعاملي إغاثة غربيين وقتلهم، مشيرة إلى أن التنظيم بدأ يفقد السيطرة على مناطقه بعد قيام أمريكا بقيادة تحالف دولي ضده، وتعاونها مع الجيش العراقي وأكراد سوريا لطرده من مناطقه، ما أدى إلى خسارته مناطقه كلها.
ويشير التقرير إلى أن البغدادي اختفى بعد سقوط آخر معقل لمقاتليه في باغوز العام الماضي، إلا أنه، بحسب مسؤول في مكافحة الإرهاب، ظل يتحرك في المناطق القريبة من الحدود السورية العراقية، وقال المسؤول: "لو قتل البغدادي فإن ذلك سيكون ضربة كبيرة لتنظيم الدولة، خاصة إن قتل معه عدد من قادته البارزين".
وتنقل المجلة عن الجنرال البحري الروسي إيغور كوستيكوف، قوله لوكالة أنباء "تاس" في شباط/ فبراير، إن البغدادي ليس موجودا في منطقة إدلب، التي تعد منطقة نشاط لهيئة تحرير الشام، وهي الجماعة الجهادية المنافسة له، لافتة إلى أن قائد الجماعة، التي عرفت سابقا بجبهة النصرة، أبا محمد الجولاني، رفض الانضمام إلى جماعة البغدادي.
ويذكر التقرير أن رئيس النظام السوري بشار الأسد قام بزيارة نادرة إلى خطوط القتال القريبة من إدلب يوم الاثنين الماضي، وقال إن العملية في إدلب تعد جوهر إنهاء الفوضى والإرهاب بشكل حاسم، مشيرا إلى أن بعض جماعات المعارضة التي واجهت الهزيمة من الأسد اتحدت معا، ودعمت العملية التركية ضد الأكراد، بعد سحب ترامب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤول مكافحة الإرهاب علق قائلا بأن ترامب وافق على وجود عدد من قوات العمليات الخاصة في مناطق دير الزور لحماية منشآت النفط هناك، وأضاف مسؤول مكافحة الإرهاب: "لو أردت أن تغادر فعليك البحث عن الأهداف الثمينة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
فريدمان: ترامب تخلى عن الأكراد مجانا لبوتين والأسد
ديلي بيست: قوات أمريكية خاصة انسحبت إلى قاعدة التنف
NYT: هذا ما حققه تنظيم الدولة من انسحاب أمريكا من سوريا