يتعرض المعتقلون في سجن العقرب – سيء السمعة– في مصر لانتهاكات شديدة وثقها أهالي المعتقلين
ومحاميهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقا لما أكدته السيدة منى إمام زوجة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين
عصام الحداد، فإن نجلها مسؤول ملف العلاقات الخارجية بمشروع النهضة جهاد الحداد،
والمتحدث الإعلامي السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف، ونائب رئيس حزب
الوسط عصام سلطان، قد تم إيداع كل منهم في زنازين التأديب منذ 20 يومًا.
وأشارت إمام إلى أنه تم نقل ثلاثتهم يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر إلى
زنازين التأديب في سجن العقرب وهم معصوبي الأعين، وكل منهم في عنبر لوحده لعزلهم
تمامًا عن العالم، وذلك بعد دخول عنبرهم في إضراب عن الطعام اعتراضًا على تجريدهم
وحرمانهم من كل شيء.
ووصفت إمام زنزانة التأديب فقالت إنها: "أضيق بكثير من الزنزانة الانفرادية،
لو مددت ذراعيك في الناحيتين تلامس أصابعك جدرانها، بلا أي نوافذ ونظارة الباب (الفتحة
الصغيرة الموجودة عادة لإدخال الطعام للمسجون) تم لحامها تمامًا بحيث لا يسمعك أحد
مهما علا صراخك".
وعن صحة جهاد الحداد قالت: "هكذا يرقد ابني جهاد الذي تحول فعلياً
إلى هيكل عظمي منذ 20 يوما على أرض زنزانته الأسمنتية عاجزاً عن الحركة فى فراغ
تام وظلام دامس".
وأضافت: "يعاني جوعه وبرد الزنزانة وآلام ركبتيه التي أصبح لا
يستطيع المشي بسببها، وسيلته الوحيدة للحركة هي الزحف على أرضية زنزانته الانفرادية،
من يتحمل مثل هذه الظروف ومنذ 20 يوماً كاملاً ".
وتساءلت: "ماذا لو عاودته نوبات التشنج والإغماء نتيجة النقص الحاد
في كالسيوم الدم والتي أدت إلى شج رأسه سابقا كما أثبت تقريره الطبي الذى سمعناه في
جلسات المحكمة؟ من يسعفه حينئذ؟".
وكانت الناشطة السياسية منى سيف قد تحدثت عن حالة جهاد الحداد الأسبوع
الماضي حيث قالت إن: "جهاد الحداد كان في نيابة أمن الدولة، كل اللي كانوا في
النيابة وشافوه اتخضوا من حالته".
وأكدت منى سيف على عدم قدرة جهاد على الحركة مطلقا فقالت: "المعتقلون
الذين كانوا معه هم الذين حملوه وأنزلوه من المدرعة التي تنقله وأرجعوه إلى المدرعة
حينما أنهى عرض النيابة".
وتابعت: "من نوصف حالته هذه ليس شخصا عجوزا، هذا 38 سنة،عمره مثل أخي
علاء عبدالفتاح، لكن الحبس في سجن العقرب - شديد الحراسة 1- تنهش من صحة البني آدمين".
وأضافت: "جهاد أخد براءة بعد 6 حبس سنين وأغلبهم في سجن العقرب الذي
دمر صحته وجسمه، ونزل وزنه بشكل مرعب وملحوظ، وفقد القدرة على الحركة نتيجة قطع في
غضاريف الركبتين مما يستدعي تدخلا جراحيا، وتم منعه من عمل العملية أو تلقي
الرعاية الطبية اللازمة".
وكانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت جهاد الحداد في أيلول/ سبتمبر 2013 وأدرج
اسمه في أكبر قضيتين يحاكم فيها قياديو جماعة الإخوان المسلمين وهما "التخابر
مع قطر" و"غرفة عمليات رابعة".
وقد تم إيداع الحداد في سجن ليمان طرة في بدايات 2014 ، ثم تم نقله إلى سجن
العقرب شديد الحراسة 1.
وتم الحكم على جهاد بالمؤبد في كلا القضيتين (التخابر مع قطر وغرفة عمليات رابعة) ثم حصل على الحكم بالبراءة
بعد النقض في القضيتين، وكان من المفترض خروجه من المعتقل في شهر أيلول/ سبتمبر
الماضي عقب 6 سنوات من السجن أغلبهم في سجن العقرب.
تم ضم جهاد إلى قضية أخرى عقب صدور الأحكام ببراءته لكنه حصل أيضًا في 21
تشرين الأول/ أكتوبر على إخلاء سبيل بكفالة، سارع ذووه بتسديدها، لكن تم ضمه مرة
أخرى إلى قضية رقم 1400/2019حصر أمن دولة عليا، باتهامات (تولي قيادة جماعة داخل
السجن ومدهم بمعلومات وتعليمات) وذلك رغم وجوده في سجن انفرادي لفترات طويلة داخل
العقرب.
وممن بين يتعرضون للانتهاكات داخل سجن العقرب ورصدت "عربي21"
وضعهم، الصحفي عبد الرحمن عبد المنعم، 25 عاما، والذي تم اعتقاله من منزله في 28 تشرين
الثاني/ نوفمبر 2018، وإخفاؤه قسريًا لمدة شهرين ونصف ثم ظهوره بنيابة أمن الدولة
العليا على ذمة قضية 1365 لعام 2018، والتي تضم العديد من الإعلاميين.
ووفق ما أكدته شقيقته لـ"عربي21" فإن عبد الرحمن مصاب بمرض
مزمن يتطلب رعاية صحية وأدوية دورية، إلا أن إدارة السجن تمنعها من إيداع الأدوية
له، مضيفة أنه أصيب بغيبوبة سكر عدة مرات داخل السجن جراء نقص الدواء.
وأكدت شقيقته أن الصحفي عبد الرحمن محبوس في زنزانة انفرادية منذ 11
شهرًا، أي منذ وصوله إلى سجن العقرب شديد الحراسة 2، وأنه ممنوع من التريض ودخول
الملابس والأغطية إليه، وممنوع من الحصول على الأدوية وشراء المياه والطعام من
الكانتين، كما انه ممنوع من رؤية ذويه أو إدخال الأطعمة له من الخارج.
اقرأ أيضا: لهذه الأسباب وضع السيسي عائلة عصام الحداد في قائمته السوداء
ناشط مصري ينشر مقطع فيديو لضحايا قصف عشوائي بسيناء (شاهد)
وباء العنف الجنسي يلاحق اللاجئات الإفريقيات في مصر
أسر معتقلين مصريين يشتكون لـ"عربي21" أوضاعا "مأساوية"