قالت دبلوماسية إسرائيلية إن "السياسة التي يتبعها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو جعلت الدولة تفقد تأثيرها الخارجي من خلال ما نسميه "القوة الناعمة"، في ظل اعتماده الحصري والأساسي على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يجعله ينطلق من فرضية مفادها أن العام يبدأ وينتهي في واشنطن".
وأضافت رينا باسيست-بروشنين في مقالها على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21" أن "هذه السياسة التي يتبعها نتنياهو تدفع الدولة لأن تفقد كثيرا من مقدارتها غير العسكرية والسياسية، وتوظيفها لخدمة أغراضها الاستراتيجية مثل: الفنون، الزراعة، الهايتك، الاقتصاد، من أجل تغيير نظرة العالم إليها".
وكشفت بروشنين، التي عملت سابقا بوزارة الخارجية، مساعدة للسفير الإسرائيلي في كولومبيا، أن "العاصمة الفرنسية شهدت وصول 30 رئيس دولة، وأكثر من ستة آلاف من صناع القرار حول العالم، التقوا هذا الأسبوع فيها للقاء الثاني من نوعه لـ"منتدى السلام في باريس"، وهي مبادرة هدفها تعزيز التعددية الثقافية حول العالم، لكن الغريب ان مقعدين في القمة بقيا فارغين، وهما لإسرائيل والولايات المتحدة".
وأوضحت أن "أي زعيم إسرائيلي لم يحدث نفسه بأن يحضر هذا المؤتمر العالمي، سواء كان قائدا سياسيا مرموقا أو موظفا صغيرا في السفارة الإسرائيلية في باريس، أكثر من ذلك فلم تحضر أي منظمة إسرائيلية حكومية أو غير حكومية، مع أن هذا المنتدى الدولي شهد تقديم مشاريع تطويرية في مجال الثقافة والفنون والتكنولوجيا المتجددة والاقتصاد وغيرها".
اقرأ أيضا: ترامب: إذا تم عزلي فسأتولى رئاسة حكومة إسرائيل.. تطرق لغزة
وأشارت بروشنين، الصحفية في القسم الدولي بالإذاعة الإسرائيلية، وتنقلت بين باريس وبروكسل ونيو أورلينس وبريتوريا، وتعمل بوكالة الانباء الأمريكية، وجيروزاليم بوست، إلى أنه "في العقد الأخير، استثمرت إسرائيل تحت قيادة نتنياهو إمكانيات كثيرة لإقامة علاقات مع دول عربية وأفريقية، خاصة مع تلك الدول التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية كاملة، رغم أن تجديد هذه العلاقات واحدة فقط من أوجه زيادة تأثير إسرائيل العالمي".
وأكدت أن "الحقيقة الماثلة أن ما يحصل خلف الكواليس هو ما نسميه القوة الناعمة، وتعزيز المشاريع الدولية التي تظهر فيها إسرائيل تقدما نوعيا، وربما حصريا، مثل الزراعة الذكية والهايتك، والتعليم غير الرسمي، وإدارة موارد المياه، وتطوير الأرياف".
وأضافت أنه "رغم أن المسارين: الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة، أصبحا في السنوات الأخيرة أساسيين في عمل وزارة الخارجية الإسرائيلية، لكنهما عملا في مجالين منفصلين، وليسا معاً بصورة موحدة، فرئيس الحكومة وسفيره في واشنطن رون دريمر يديران بصورة حصرية العلاقات مع الولايات المتحدة، مما يثير غضب دبلوماسيين إسرائيليين بارزين".
وأشارت إلى أن "هذه السياسة تنطبق على العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية والأفريقية، فقد جاءت زيارة نتنياهو في أكتوبر 2018 لسلطنة عمان، ولقائه بالسلطان قابوس بتنسيق كامل مع رئيس الموساد يوسي كوهين، وليس على يد وزارة الخارجية، في حين أن نتنياهو اقتطع كثيرا من صلاحيات وموازنات وزارة الخارجية، ونقلها لوزارة الشئون الاستراتيجية ووزارات أخرى".
اقرأ أيضا: السفارات الإسرائيلية في العالم تغلق أبوابها بسبب خلاف مالي
وأكدت أن "السنوات الأخيرة ظهر تغير جدي في عمل المنظمات غير الحكومية التي باتت تعمل مع الدول الجديدة دون تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، ومن ذلك ما تقوم به في الكاميرون ورواندا وكينيا وجنوب السودان، حيث تعمل منظمات إسرائيلية في مجال إدارة الأعمال وطبابة الأطفال ومبادرات لصالح اللاجئين السوريين والأفغان والأفارقة، وحتى الفلسطينيين، من خلال منظمة المدرسة الدولية للسلام العاملة في جزيرة لاسبوس اليونانية".
وختمت بالقول أنه "رغم كل ذلك، فقد كان بإمكان إسرائيل أن تعرض هذه المشاريع في منتدى باريس، لكن ذلك لم يحصل، ومن الواضح أن وزارة الخارجية تعيش حالة من الشلل، سواء بسبب نقص الموازنات المالية، أو الطريقة التي يدير بها نتنياهو السياسة الخارجة للدولة، تماما مثل ترامب، فهي ينحي جانبا العمل الجماعي المشترك، ويفضل العمل الأحادي".
صحيفة: عمل إسرائيل بسوريا لن يتوقف وخشية من جبهة الشمال
هكذا تحولت إسرائيل إلى مأوى لكبار المجرمين حول العالم
الاحتلال يعدل دفاعاته الجوية لتتكيف مع الصواريخ الإيرانية