أدانت المعارضة السورية، في بيانات عدة المجزرة التي تعرضت لها بلدة "قاح" التي تضم مخيمات للاجئين السوريين، موضحة بعد النقاط التي اعتبرتها هامة.
وتعرض مخيم النازحين في قاح في ريف إدلب الشمالي، مساء الأربعاء، لقصف بصاروخ يحمل قنابل عنقودية مصدره منطقة جبل عزان في ريف حلب الخاضعة لسيطرة النظام وحلفائه، وأسفر عن مقتل 12 مدنيا وإصابة أكثر من 20 آخرين، بحسب "الدفاع المدني السوري".
وأثار الأمر إشاعات بأن أعضاء المعارضة السورية في اللجنة الدستورية، انسحبوا منها اعتراضا على المجزرة.
ولكن عضو اللجنة الدستورية يحيى العريضي نفى في حديثه لـ"عربي21"، انسحاب وفد المعارضة من اللجنة.
وقال: "لم ننسحب، ولكن سياسيا، تم التواصل مع مختلف الجهات الدولية لوقف العدوان وإدانته".
اقرأ أيضا: قتلى وجرحى بمجزرة للنظام على مخيم نازحين بريف إدلب (شاهد)
واعتبر أن "أحد أسباب ودوافع هذا الإجرام الذي رأيناه في قاح، إجهاض أي عملية سياسية"، معتبرا أن النظام السوري يسعى إلى عرقلة عمل اللجنة الدستورية بأي شكل.
وأضاف: "للأسف، لا تملك الثورة قوة رادعة" لمنع مثل هذه المجازر بحق المدنيين المستمرة بسبب النظام السوري وحلفائه.
من جانبه، أدان الجيش الوطني السوري المعارض، في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، "بأشد العبارات الجريمة السافرة التي ارتكبها شركاء حرب الإبادة على الشعب السوري من نظام الأسد ومليشيات إيران الطائفية والمليشيات الروسية المجرمة، واستهدافهم مخيما للنازحين في بلدة قاح".
وأكد استخدامهم "القنابل العنقودية لتحقيق أكبر عدد من القتلى"، مضيفا أن "هذه الجريمة تضاف إلى سجل منظومة الإجرام التي لم تتوقف أساسا عن استهداف الأطفال والنساء والمدنيين من الشعب السوري".
وطالب في بيانه المجتمع الدولي "بوقف آلة القتل عن أبناء شعبنا، الذي لم يزل يوق ويلات الحرب والتقل منذ تسع سنوات إلى اليوم أمام نظره وسمعه".
هجمات انتقامية
من جهته، قال الناطق الرسمي للجبهة الوطنية للتحرير، ناجي مصطفى، في بيان وصل "عربي21"، إن فصائل المعارضة "هدفها حماية المدنيين"، مضيفا: "لا نفرق بين القاطنين في مناطقنا والذين يرزحون تحت ظلم عصابات الأسد".
ويأتي ذلك نفيا لأنباء تناقلتها وسائل إعلام النظام السوري، بأن المعارضة قامت بعمل انتقامي لمجزرة "قاح"، واستهدفت أحياء من مدينة حلب.
واعتبر أن هذه الأنباء "أكاذيب تأتي لتغطي على الجريمة النكراء في مخيم قاح ومعرة النعمان".
وقال مصطفى: "ردا على جرائم الأسد في قاح، قمنا بالرد على الثكنات العسكرية ومصادر نيران العدو خارج المدن".
وشدد في بيانه: "إننا إذ ننفي هذه الأخبار جملة وتفصيلا وأنه -في حال تأكد قصف مناطق في مدينة حلب- فلا يعدو أن يكون من عمل النظام المجرم، ونؤكد أن سلاحنا لم ولن يمتد يوما لاستهداف أهلنا المدنيين".
إدانة أممية
وأدانت منظمة الأمم المتحدة الحادثة كذلك، وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، مارك كتس: "روعتني التقارير الواردة حول الاعتداء الغاشم على مدنيين في منطقة إدلب، وأشعر بالاشمئزاز من استهداف المدنيين الضعفاء بالصواريخ، من بينهم كبار بالسن ونساء وأطفال لجؤوا إلى خيام ومساكن مؤقتة في مخيم للنازحين داخل سوريا".
وأضاف: "هذه المخيمات هي عبارة عن مأوى لأشخاص فروا أصلا بسبب العنف بحثا عن الأمان والملجأ".
ولم يعلق النظام السوري وحلفاؤه على استهداف المخيم حتى الآن.
وكان مسؤول قسم الهندسة ومخلفات القصف في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، حسن عرفات، قال لمواقع محلية، إن صاروخا واحدا تم به استهداف مخيم قاح، مؤكدا أن الصاروخ يحمل قنابل عنقودية.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تدين قصف مخيم للنازحين بإدلب.. هكذا وصفته
وأضاف: "الصاروخ صناعة روسية، وقوات النظام تمتلك هذا النوع من الصواريخ وتستخدمه باستمرار".
أمريكا: نظام الأسد يتحمل المسؤولية
وحمّلت الولايات المتحدة الأمريكية النظام السوري مسؤولية استهداف مخيم النازحين في منطقة قاح بريف إدلب الشمالي، واصفة الحادثة بـ"الهجمات الوحشية".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورغتوس، في بيان اليوم، الجمعة، إن "الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات الوحشية التي قام بها نظام الأسد الأربعاء الماضي على مخيم قاح للنازحين".
ودعا البيان النظام السوري إلى "إنهاء حملته القاتلة ضد الشعب السوري ووقف شن الحرب في المناطق المدنية. لا يمكن أن يكون هناك مستقبل سلمي في سوريا دون ضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال الوحشية".
واعتبرت الخارجية الأمريكية أن "الاستهداف المتعمد للمدنيين والبنية التحتية المدنية يمثل انتهاكا للقانون الدولي ويقوض العملية السياسية المحددة في قرار مجلس الأمن رقم 2254"، وحملت الأسد وحلفاءه الروس والإيرانيين مسؤولية استهداف المدنيين والبنى التحتية في سوريا.
يوم دام بمعرة النعمان وسراقب.. وقتلى للنظام بريف إدلب
المعارضة تطلق معركة "ولا تهنوا" بإدلب وتسيطر على قرى عدة
قيادي معارض: محاولات لحصرنا بين تقسيم سوريا أو الأسد