نشرت
صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا،
قالت فيه إن الأكراد على ما يبدو يرغبون في لعب دور رأس الحربة في الصراع ضد إيران،
حيث إن هنالك أخبارا تفيد بأن وفدا رسميا منهم ذهب في زيارة إلى الرياض؛ طلبا للمساعدة
من الحكومة السعودية.
وقالت
الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بعثة من قوات سوريا الديمقراطية،
المكونة أساسا من مليشيات كردية، وصلت إلى الأراضي السعودية؛ من أجل التفاوض حول مستقبل
المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، التي لا تزال تحت سيطرة هذه القوات.
وأكدت
الصحيفة أن هذه الزيارة تأتي بعد دعوة رسمية من النظام السعودي، الذي كان منذ فترة
يظهر اهتماما كبيرا بالتعاون مع هذا الفصيل. ويبدو هذا اللقاء كما لو أنه محاولة للتصدي
لاتساع رقعة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقالت
الصحيفة إن مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية تشير إلى أن البعثة سافرت عبر كردستان
العراق نحو منطقة الخليج، وعلى رأس جدول أعمال هذه الزيارة التحاور حول ما يعتبره
عدد من القوى الإقليمية والدولية السياسة الخارجية الإيرانية، التي تمثل تهديدا للشرق
الأوسط.
وذكرت
الصحيفة أنه بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انسحاب للقوات العسكرية
المتمركزة في شمال سوريا، كانت هنالك مخاوف من حدوث فراغ قد تستغله طهران، التي تعتمد
استراتيجية تتسم بالمرونة؛ من أجل الحصول على ولاء القبائل المحلية.
وأضافت
الصحيفة أن الاهتمام السعودي بشمال سوريا تجسّد من خلال الاتصالات المكثفة بين مسؤولي
المملكة وقوات سوريا الديمقراطية. حيث إن محافظة دير الزور التي يسيطر عليها هذا التحالف،
شهدت زيارة ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الشرق الأوسط، في 13 حزيران/ يونيو الماضي. وقد عقد السبهان محادثات مع قادة المليشيات الكردية، وشيوخ العشائر العربية،
إلى جانب دبلوماسيين أمريكيين.
وذكرت
الصحيفة أن السبهان دعا شيوخ القبائل العربية لتقديم الدعم للقوات الكردية، خلال هذه
الزيارة، التي لا تعدّ الأولى بالنسبة له.
وترى
الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى المملكة السعودية على أنها القوة
الإقليمية القادرة على تقديم مساهمة كبيرة لإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة بسبب
الحرب في سوريا، وبالتحديد في المناطق غير الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
وحتى
قبل إعلان البيت الأبيض عن نيته التراجع عن التزاماته تجاه القوات الكردية، كانت هنالك
تقارير تفيد باستعداد السعودية لتقديم مساعدات مالية لإعادة إعمار المنطقة التي يسيطرون
عليها. ولكن تجدر الإشارة إلى أن فكرة انجذاب الرياض للمساهمة في فرض الاستقرار في
شمال سوريا ليس أمرا مفاجئا؛ لأن بعض القبائل العربية في سوريا تربطها علاقات عائلية
مع قبائل سعودية.
واعتبرت
الصحيفة أن السعودية تسعى أيضا لتحييد النفوذ التركي في شمال سوريا. لكن أولويتها
في الوقت الحالي تبقى التصدي لإيران والمجموعات المسلحة التابعة لها.
والأمر
هنا لم يعد يتعلق فقط بالمليشيات المقاتلة التقليدية التي تساند نظام بشار الأسد،
بل إن المتابعين للشأن السوري يحذرون من أن طهران وسعت قطاع نفوذها في شمال شرقي سوريا،
من خلال الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدينية؛ لذلك يسعى خصوم
طهران لإنشاء خط دفاع للتصدي لهذه الأنشطة قبل أن تنتشر في سوريا.
وذكرت
الصحيفة أن الخبراء العسكريين يشيرون إلى أن التعاون العسكري بين قوات سوريا الديمقراطية
والرياض كان دائما قائما، حيث إن الطرف السعودي قدم للأكراد الدعم العسكري وتدريب
المقاتلين، بحسب كيريل سيمينوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، الذي يؤكد
أن السعوديين يقدمون أيضا الدعم المالي للأكراد.
وفي
الختام، أكدت الصحيفة أن المملكة السعودية تنظر إلى قوات سوريا الديمقراطية على أنها
أداة للوقوف ضد إيران وتركيا، كما أن المملكة مستعدة لدعم الأكراد، بشرط أن يكونوا
مدعومين من الولايات المتحدة.
FP: هل تنجح جهود خالد بن سلمان الحثيثة بإنهاء حرب اليمن؟
فورين بوليسي: كيف أصبح اكتتاب "أرامكو" شأنا محليا؟
آسيا تايمز: هذه مؤشرات إعادة تقييم دول الحصار لعلاقتها مع قطر