غاب رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري بشار، عن محاكمته في باريس، في قضية "إثراء غير مشروع" للاشتباه في أنه بنى إمبراطورية عقارية في فرنسا من أموال عامة سورية.
ولم يحضر رفعت الأسد (82 عاما)، المقيم في بريطانيا، إلى المحكمة، "لأسباب صحية"، وفق محامييه، الذين أبرزوا شهادة طبية لدعم قولهم.
وأكد بيار كورنو-جانتيي، أحد محامييه، أمام المحكمة أن "أطباءه نصحوه بتفادي أي وضع مرهق".
وأسف محامي منظمة مكافحة الفساد "شيربا" المقدمة للدعوى فنسنت برينغارث لغياب الأسد عن الجلسة.
اقرأ أيضا: بدء محاكمة رفعت الأسد في باريس الاثنين.. بهذه التهم
وتستمر محاكمة رفعت الأسد حتى 18 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وهو متهم بـ"تبييض أموال في إطار عصابة منظّمة" للاحتيال الضريبي المشدد واختلاس أموال عامة سورية بين عامي 1984 و2016، وهي اتهامات يرفضها كلها.
ملايين سعودية
من أين تأتي كل هذه الأموال في حين لم يكن رفعت الأسد يملك أي ثروة في سوريا؟
يؤكد رفعت الأسد أنه جمع ثروته من مساعدة مالية "مستمرة وهائلة" كان يمنحها له العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، منذ أن كان وليا للعهد، وذلك منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى وفاته عام 2015.
وأثناء التحقيق، قدّم محاموه مستندات تثبت تلقّيه أربع هبات سعودية: الأولى في عام 1984 والثلاث الأخرى بين عامي 2008 و2010.
اقرأ أيضا: قاض إسباني يتهم رفعت الأسد بإدارة "شبكة فساد عائلية"
ولم يحتفظ القاضي إلا بالهبة الأولى وقيمتها 10 ملايين دولار، إلا أنه اعتبرها "غير كافية"، فيما رأى أن الهبات الثلاث الأخرى متأخرة جدا لتبرر ثروة تمّ جمعها في الثمانينيات.
ويؤكد القاضي أن الأمر استلزم "مئات ملايين الدولارات" لتمويل استثمارات رفعت الأسد الأوروبية وأسلوب حياته، مشيرا إلى أن مصدرها هو "اختلاس أموال عامة" سورية.
ويتّهم شهود عدة رفعت الأسد باختلاس أموال عامة سورية وبالاتجار بقطع أثرية قبل وبعد انتقاله إلى المنفى.
وقبل عامين، صادرت المحكمة العليا أصولا تزيد قيمتها على 600 مليون يورو، يعتقد أنها مرتبطة برفعت الأسد.
اقرأ أيضا: القضاء الفرنسي يأمر بمحاكمة رفعت الأسد.. بهذه التهم
وفي آذار 2018، صادرت الجمارك الفرنسية-الإسبانية ممتلكات رفعت الأسد، على الأراضي الإسبانية، تمثلت في 503 منشآت بينها مطاعم وفنادق ومقتنيات فاخرة، كان يمكلها في مدينة ماربيه الإسبانية، بحسب صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
وفي فرنسا فقط، يملك رفعت الأسد قصرين وحوالي أربعين شقة في أحياء راقية من العاصمة بالإضافة إلى قصر مع مزرعة خيول في فال دواز قرب باريس ومكاتب في ليون، وغيرها.
وتقدّر قيمة ممتلكاته في فرنسا بنحو تسعين مليون يورو، تُضاف إليها حوالي عشرة ملايين جناها من بيع ممتلكات.
ووضع القضاء الفرنسي يده على هذه الممتلكات التي يمتلك رفعت الأسد معظمها منذ الثمانينيات، وتم شراؤها عبر شركات أقيمت لفترة في ملاذات ضريبية وباتت الآن في لوكسمبورغ، وتتم إدارتها عبر حسابات في جبل طارق.
ويعد القاضي رونو فان رويمبيكي الذي أمر بإجراء هذه المحاكمة، أن أساليب التحايل هذه يُفترض أن تسمح بدفع ضرائب أقلّ وإخفاء مصدر الأموال.
وفي بريطانيا، جمدت دائرة النيابة العامة البريطانية أصول أموال رفعت الأسد، بعد إقرار أمر قضائي بذلك منذ آخر جلسة استماع في أيار الماضي.
ويتهم السوريون رفعت الأسد بسرقة المصرف المركزي السوري، قبل نفيه من قبل شقيقه إلى فرنسا، في ثمانينيات القرن الماضي، عقب خلافهما على السلطة.
وواجه رفعت الأسد اتهامات بالتهرب الضريبي وصفتها فرنسا بـ"الخطيرة"، ومثُل إثرها في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 أمام القضاء الفرنسي، للاستماع إلى أقواله.
ورفعت قائد عسكري سابق، ينحى عليه باللوم على نطاق واسع في سحق انتفاضة إسلامية عام 1982، ضد الرئيس السابق حافظ الأسد، والد بشار. وقُتل الألوف خلالها.
لكنه انقلب على الحكومة عام 1984، بعد صراع على السلطة حول من سيخلف شقيقه الأكبر حافظ، ويعيش الآن في المنفى بين فرنسا وبريطانيا.
إضراب يشل الحركة بفرنسا بعد تعديلات على قانون التقاعد
ماكرون: لا نتفق مع تركيا على تعريف الإرهاب
باريس.. إخلاء محطة مترو إثر العثور على حقيبة مشبوهة