نشرت مجلة "ذي أتلانتك" مقالا للصحافي أوري فريدمان، يقول فيه إن نهاية العام تجلب معها أشكالا مختلفة من التصنيفات: أفضل الكتب وأفضل الأفلام وغير ذلك، مشيرا إلى أن القوائم في واشنطن تميل إلى كونها من النوع الأكثر حكمة.
ويشير فريدمان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "على مدى سنوات قام مجلس العلاقات الخارجية بسؤال مئات المسؤولين الحكوميين وخبراء السياسة الخارجية لتقييم الأزمات الأمنية المحتملة، التي قد تؤثر على أمريكا في العام القادم، وكان المشاركون يركزون في الرد على المناطق الساخنة في العالم، وكان الأكثر تبادرا الى الذهن هذا العام، على ما يبدو، هو القوة المزعزعة للاستقرار في الداخل".
ويقول الكاتب: "نعم، (هناك تخوف متزايد حول حالة العالم) بحسب ما قاله لي بول ستيرز، الذي يشرف على استطلاع مجلس العلاقات الخارجية السنوي، وقال إن ذلك التخوف (ربما يعود لسياسات إدارة ترامب.. (و) الاضطراب.. (و) عدم الاستقرار الذي تولده حول العالم)".
ويلفت فريدمان إلى أنه "على مدى السنوات القليلة الماضية، بعد أن تسلم دونالد ترامب مقاليد الحكم في أمريكا من باراك أوباما، فإن أمريكا اللاعب العالمي تحولت من كم معروف إلى كم غير معروف إلى (معروف أنه غير معروف)، كما أشار ستيرز، مستخدما لفظ دونالد رامسفيلد".
وينقل الكاتب عن الخبير في منع وقوع الصراعات، ستيرز، قوله: "خلال الأشهر الأولى من إدارة ترامب كان هناك أمل -سمه تفكيرا بالتمني- بأنه سيصبح أكثر تفهما لدور أمريكا في العالم، ومساهمتها في الاستقرار الدولي والسلام وغير ذلك، وأن يتبع قواعد السياسية الأمريكية الخارجية طويلة الأمد.. لكن لم يكن ذلك صحيحا، ولذلك نحن اليوم أكثر استعدادا لغير المتوقع، أو أكثر حذرا بالنسبة لكيف نعكس مستقبل السياسة الأمريكية".
وينوه فريدمان إلى أن ستيرز أشار إلى أن الاستطلاع الذي أجري في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أنتج سيناريوهات أكثر في فئة المخاطر الأكبر من أي استطلاع على مدى 11 سنة سابقة، وقال إن السيناريوهات التي تم تصنيفها على أنها أولويات عليا -تلك التي سيكون لها الأثر الأكبر على المصالح الأمريكية والتي يحتمل وقوعها عام 2020- عكست "قلقا وغموضا حول أفعال أمريكا بالمقدار ذاته من أفعال الآخرين".
ويقول الكاتب: "مثلا انسحاب ترامب المتهور من سوريا (الذي تم التراجع عنه جزئيا)، والتخلي عن الشركاء الأكراد في الحرب على تنظيم الدولة هناك، إضافة إلى المفاوضات المتأرجحة مع حركة طالبان أفغانستان، كلها أثرت في الغالب على مخاوف المستطلعة آراؤهم بشأن العنف المتصاعد بين الفصائل المتقاتلة في سوريا وأفغانستان، وهناك أمر آخر يبعث على القلق هو احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين إيران وأمريكا أو أحد حلفائها، وذلك بسبب سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها إدارة ترامب ضد طهران وردود الفعل الإيرانية عليها".
ويفيد فريدمان بأن المستطلعة آراؤهم دقوا ناقوس الخطر بشأن الأزمة القادمة على شبه الجزيرة الكورية المتعلقة باختبار كوريا الشمالية لصواريخ طويلة المدى، القادرة على حمل الرؤوس النووية؛ بسبب انهيار مفاوضات ترامب مع كيم جونغ أون، بالإضافة إلى أنهم توقعوا تزايدا في الهجرة من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس بسبب الظروف المتدهورة في تلك البلدان، وهو قلق يعزوه ستيرز إلى سياسة إدارة ترامب القائمة على "محاولة عزل أنفسنا عن المشكلات دون التعامل بشكل أساسي مع الأسباب الجذرية".
ويشير الكاتب إلى أن "من بين المخاطر التي أظهرها الاستطلاع هجوما إلكترونيا على البنية التحتية الأمريكية الأساسية، مثل أنظمة الانتخابات لعام 2020، وهجوما إرهابيا كبيرا تنسقه مجموعة إرهابية أجنبية، وصراعا عسكريا بين الصين وجاراتها حول أراض متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، واشتباكا خطيرا بين روسيا وأوكرانيا، وهذه لا ترتبط بشكل مباشر بسياسات ترامب، لكن ستيرز قال إن هناك علاقات غير مباشرة، فالرئيس مثلا قلل من شأن التهديد الخارجي للانتخابات، وخاطر بإنجازات الحرب على تنظيم الدولة بالانسحاب من سوريا، وزاد التوتر مع الصين بخصوص التجارة، وهو ما قد يتجاوزها إلى مجالات أخرى، كما شكك في التزاماته نحو حلفاء أمريكا، ما شجع خصومه مثل فلاديمير بوتين وشي جين بينغ، اللذين يأملان في استغلال حضور وتفاعل أمريكا المتضائلين".
ويلفت فريدمان إلى أنه في تقرير قادم منفصل لمجلس العلاقات الخارجية، وجد ستيرز أن ترامب تجاوز خلال سنواته الثلاث الأولى 14 أزمة سياسة خارجية، "تعرف بأنها أحداث خارجية تؤدي إلى مشاورات على مستوى عال حول استخدام القوة العسكرية"، وهي أقل من المعدل منذ عام 1989 بواحدة لأربع سنوات رئاسية، مشيرا إلى أنها تضمنت أسلحة كوريا الشمالية النووية، واختبار الصواريخ طويلة المدى، والهجمات الكيماوية السورية، والاعتداء العسكري الإيراني، والمناوشات بين الهند وباكستان النوويتين.
ويستدرك الكاتب بأن "ترامب لم يدخل في حروب جديدة في الوقت الذي أطلق فيه أسلافه منذ جورج بوش الأب تدخلات عسكرية مع وصول هذه المرحلة من رئاستهم، لكن ستيرز قال لي إنه لا يمكن تفسير هذا على أنه ببساطة ضبط نفس من ترامب في استخدام القوة العسكرية".
وينوه فريدمان إلى أنه "في فترتهم الرئاسية الأولى شن جورج بوش الأب حربا لإخراج صدام من الكويت، وتدخل كلينتون عسكريا في حرب يوغسلافيا، وشن جورج بوش الابن حربا بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، وتدخل باراك أوباما في الربيع العربي (ليبيا)".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "قال لي ستيرز إن ترامب لم يواجه أزمة تشكل (تهديدا واضحا للمصالح الأمريكية.. وتحتاج إلى نشر كبير للقوات الأمريكية، خاصة في مكان جديد من العالم)، لكن إن كانت نتائج استطلاع هذا العام تشكل دليلا ما فإن الاختبار قد يأتي فيما بعد".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
FT: تصريحات بومبيو بشأن المستوطنات هدية للزعماء الأقوياء
فورين بوليسي: ما حقيقة انتصارات روسيا في الشرق الأوسط؟
الغارديان: هذه دوافع القرار الأمريكي بشأن المستوطنات