نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا أعده هارون الأسود، يقول فيه إنه بالنسبة للسوريين في إدلب فإن الطريق إلى دمشق لا يمر عبر ليبيا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن ناشطين قولهم إن قرار تركيا نقل المسلحين السوريين الذين تدعمهم للقتال في ليبيا ضد قوات أمير الحرب خليفة حفتر يعد خطأ.
ويشير الأسود إلى أ ن قرار تركيا نقل المتمردين السوريين إلى ليبيا أدى إلى حالة من السخط في إدلب، التي تتعرض لقصف متزايد من قوات النظام السوري والطيران الروسي.
ويورد الموقع نقلا عن مصادر، قولها يوم الجمعة، إن مقاتلين من فيلق الشام وفرقة سلطان مراد وكتيبة صقور الشام سترسل إلى ليبيا، مشيرا إلى أن الحكومة السورية المؤقتة نفت هذه التقارير، وقال المتحدث باسم الجيش الوطني السوري ياسر الحمود: "البيان الرسمي الذي يؤكد إنكار الأمر يمثل موقفنا الرسمي".
وينقل التقرير عن منظمة الثوريين السوريين، وهي منظمة غير حكومية تضم ناشطين من داخل سوريا وخارجها، قولها في بيان صدر يوم الجمعة، إنها "تمقت" التورط السوري في النزاع الليبي.
ويورد الكاتب نقلا عن العضو في منظمة الثوريين السوريين، حنين السيد، قولها إن "البيان يمثل السوريين الأحرار كلهم الذين يلتزمون بقيمهم ومبادئهم"، وأضافت: "لقد حمل السوريون السلاح للحصول على حقهم بالحرية، وليس من أجل استغلال معاناتهم أو تحويلهم لمرتزقة يقاتلون من أجل مصالح دول أخرى".
ويستدرك الموقع بأن الناشط غياث أبي أحمد، الذي شرد من داريا، ويعيش حاليا في شمال إدلب، يرى أن القضية مشتركة، ولا يرى فرقا بين مساعدة المقاتلين الليبيين والقضية السورية، ويقول: "القضية واحدة، ولا فرق في مساعدة المقاتلين الليبيين أو إذا ساعد المقاتلون الليبيون السوريين.. لكن الكارثة أن هذا يتزامن مع الهجمات العنيفة التي يقوم بها نظام دمشق المدعوم من روسيا على إدلب".
ويفيد التقرير بأن نظام بشار الأسد صعد من هجماته على جنوبي إدلب، وشرد حوالي 235 ألفا من المدنيين، بحسب تقارير الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن دفاعات الثوار السوريين تداعت تحت وطأة القصف الجوي، وسقطت عدة بلدات، منها معرة النعمان، التي تطل على الطريق السريع الرابط بين دمشق وحلب.
وينقل الأسود عن أبي أحمد، قوله: "في هذه الظروف فنحن بحاجة لمساعدة المقاتلين الليبيين"، مشيرا إلى أن الناشط في مدينة إدلب، صهيب مكحل، وافق على هذا الرأي، قائلا: "سيطرت دمشق على المدن التي كانت لثماني سنوات تحت سيطرة المقاتلين، وإدلب بحاجة ماسة للمقاتلين بدلا من ليبيا، وهذا الجيش الوطني يتكون من أبناء محافظات حماة وحلب وإدلب واللاذقية، التي تشهد معارك، لماذا لا يأتون إلى إدلب لاستعادة أراضيهم".
ويلفت الموقع إلى أنه بالنسبة للذين بقوا في إدلب فإن الأخبار جاءت بمثابة الصدمة، مشيرا إلى قول مكحل: "خيبة أمل المدنيين كبيرة.. كانوا يأملون بمساعدة المقاتلين الذين تدعمهم أنقرة.. لم تعد هناك فائدة لهؤلاء المقاتلين سواء ذهبوا إلى ليبيا أم بقوا في سوريا".
ويورد التقرير نقلا عن مواطن مقيم في إدلب، لم يكشف عن اسمه، قوله إن المدنيين ليسوا راضين عن الجيش الوطني السوري، "هناك مقاتلون يحضرون للذهاب إلى ليبيا، فيما يتطلع آخرون للذهاب إلى هناك مقابل رواتب عالية".
وينقل الكاتب عن المقاتل المعارض للأسد، فداء الصالح، قوله إنه يشك في صحة التقارير الواردة بسبب غياب المصادر الرسمية التي تؤكدها، وأضاف: "لو كان هناك مقاتلون سوريون قد ذهبوا إلى ليبيا فهم مرتزقة بكل معنى الكلمة؛ لأنهم يقاتلون من أجل المال ويبتعدون عن قضيتهم".
وينوه الموقع إلى أن لقطات فيديو انتشرت على الإنترنت صورت مقاتلين سوريين زعموا أنهم من كتيبة المعتصم، وقالوا إنهم سيطروا على معسكر كان تحت سيطرة حفتر، إلا أنه لم يتم التأكد من صحة أشرطة الفيديو، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق الوطني نفت يوم الأحد وجود مقاتلين سوريين.
ويورد التقرير نقلا عن المديرة السابقة لمركز تدريب وتأهيل النساء في إدلب، عهد الحاج، قولها إن الطريق واضح، "طريق الحرية إلى دمشق لا يمر عبر ليبيا".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول الحاج: "لقد ارتوت هذه الارض بدماء الأبرياء، وستلد بالتأكيد أبطالا سيستعيدونها من قوات دمشق.. الله يحمينا في إدلب".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
واشنطن بوست: مخاوف من تكرار السناريو السوري في ليبيا
خبير أمني تركي: بسبب ليبيا.. موسكو تنتقم من أنقرة بإدلب
WSJ: هل ينجح أردوغان في إقناع بوتين بالتنسيق في ليبيا؟