ذكر عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، الكاتب ماهر الشاويش، أن مخاوف عدم العودة إلى مخيم اليرموك بدمشق تتزايد بشكل يومي في الأوساط الفلسطينية السورية.
وفي حديثه لـ"عربي21" قال: "مع كل يوم هناك طرح جديد سواء من قبل النظام أو عبر الجهات الإيرانية من شركات وغيرها، لتغيير المخطط التنظيمي للمخيم".
وأضاف الشاويش، أن "المُسلم به الآن هو خضوع النظام للتوجهات الإيرانية، ما يعني عدم استبعاد تنفيذ مخططات المليشيات الإيرانية في المنطقة أو حتى الرغبة الإيرانية في أن تكون كل منطقة جنوب دمشق حرما للسيدة زينب ومخيم اليرموك بالطبع جزء منها".
وقال إن "اللاجئ الفلسطيني يقع بين مطرقة النظام الذي يتحدث عن إعادة بناء عبر القانون رقم 10 والذي لا يراعي عودة كاملة وشاملة لجميع اللاجئين بما يحاكي الوضع قبل الأزمة السورية، وبين سندان المخططات الإيرانية للمنطقة".
وبحسب الشاويش، فإن "المؤسف أن أراضي المخيم تابعة للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين والتي بالأصل تتبع وتخضع لما يمليه عليها النظام والذي بدوره يقول إن اللاجئ له ما فوق الأرض وليس الأرض وبالتالي يمكن تعويضه أو استبدال قيمة ما فوق الأرض ببديل ما".
اقرأ أيضا: منظمة: النظام يواصل سرقة أملاك فلسطينيين بمخيم اليرموك
واعتبر أن الخاسر الوحيد هو اللاجئ الفلسطيني السوري الذي بات مكشوفا وفاقدا للثقة في أي مرجعية وطنية أو دولية بعد ما لمسه خلال سنوات الأزمة السورية من التخلي واللامبالاة.
حديث شاويش يأتي على خلفية الأنباء عن مخطط تنظيمي جديد لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، يظهر تغييرا ديغرافيا شاملا لإحداثيات المخيم.
وحسب "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، فإن حكومة النظام السوري وافقت على مشروع مخطط تنظيمي للمخيم الواقع إلى الجنوب من دمشق، وسيتم الإعلان عنه في غضون أيام.
مصادر مطلعة أكدت أنه وفق المخطط التنظيمي الجديد، سيتم تشييد أبراج سكنية، وسيتم تعويض اللاجئين الفلسطينيين عن قيمة البناء القديم في المخيم، بأسهم في هذه الإبراج.
وأوضحت في حديثها لـ"عربي21"، أن ملكية أرض المخيم تعود للدولة ممثلة بـ"الهيئة العامة لللاجئين"، ما يعني امتلاك اللاجئ للعقار المقام عليها، وهذا ما يعطي النظام السوري الأحقية بهدم المخيم، بذريعة امتلاكه للأرض.
اقرأ أيضا: "العودة" يطالب "الأمم المتحدة بالضغط لإعادة إعمار "اليرموك"
ويهدف النظام، وفق المصادر ذاتها، إلى نسف فكرة المخيم، وإحلال سكان جدد غالبيتهم من إيران ومن عائلات المقاتلين في المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، مكان السكان الأصليين، لإحداث تغيير ديموغرافي في هذه المنطقة التي باتت تحت النفوذ الإيراني الخالص.
وفي منتصف العام 2018، تمكنت قوات النظام من السيطرة على مخيم اليرموك، بعد معارك عنيفة مع "تنظيم الدولة"، انتهت باتفاق يقضي بخروج عناصر التنظيم إلى محافظة السويداء المجاورة، فيما جرى تشريد معظم اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيه.
وفي وقت سابق، طالب مركز العودة الفلسطيني، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالضغط من أجل إعمار مخيم اليرموك، داعيا إلى اتخاذ تدابير جادة للضغط على النظام السوري لترجمة وعود إعادة إعمار مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، ويعد رمزا لـ"حق العودة"، غير أن تعرض بنيته للتدمير أدى إلى تهجير كافة أبنائه، وقطعت إمكانية العودة.
"فرقة الحمزة".. من أبرز تشكيلات المعارضة شمال سوريا (ملف)
لماذا يصر النظام السوري على نقل جلسات الدستور لدمشق؟
ماذا وراء فقدان المعارضة لمناطق سيطرتها بريف إدلب؟