لهذه الأسباب لم يحضر صلاح حفل جوائز أفضل لاعب بأفريقيا

تباينت ردود فعل النقاد الرياضيين بمصر، حول غياب لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، نجم المنتخب المصري، محمد صلاح، عن حفل توزيع جوائز الأفضل في القارة الأفريقية لعام 2019، الذي أقيم بمدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر، مساء الثلاثاء 7 كانون الثاني/ يناير الجاري.

وحذر نقاد رياضيون تحدثوا لـ"عربي21"، من حملات التشويه التي سوف يتعرض لها صلاح من الإعلام المصري، الذي بدأ يتعامل مع اللاعب على أنه كان سببا في تراجع معدلات السياحة، وإفشال الزخم الذي صاحب الحفل، الذي يقام للمرة الأولى بمصر.

وجاءت أبرز الانتقادات لصلاح من الناقد الرياضي إبراهيم فائق، الذي كتب على تويتر قائلا: "أعشق محمد صلاح، فقد حقق ما لم يحققه مصري من قبل، فهو شرف لنا جميعا، ومن هذا المنطلق أرى أن غيابه عن حفل الأفضل سقطة كبيرة، فالحفل في وطنه وقيمة حضوره مهمة لكي يضرب مثلا في الروح الرياضية، فالفائز بها قد يكون زميله في الفريق ماني، الذي حضر الحفل الذي أقيم من سنوات في بلده ولم يفز بها".

إلا أن فايق عاد وبرر انتقاده لصلاح بأنه من باب رغبته بأن يظل النجم المصري في مكانة كبيرة على كل المستويات، منتقدا استغلال البعض لعدم حضوره الحفل في تشويه صورته بشكل خطير.

بينما كتب الناقد الرياضي إبراهيم عبد الجواد، على تويتر قائلا: "زعلت ناس كتير منك.. طلعت نفسك قدام الناس (مقموص)، كسبت ماني تعاطفا كبيرا من جمهورك، حد نصحك تعمل كده؟ ياريت متاخدش رأيه تاني، ياريت توضح السبب، يمكن نلتمس العذر ونلاقي مبرر".

وشن الناقد الرياضي أحمد عفيفي هجوما شديدا على صلاح قائلا: "من منطلق الزمالة في الفريق، ومن منطلق حضوره تتويجك في بلده ووقوفه مبتسما راقصا، ومن منطلق إقامة الحدث في مصر بالذات، ومن المنطلق الفني ماني أفضل لاعب في أفريقيا 2019 بوضوح، فمفيش مساحة للشعور بالظلم، من كل المنطلقات مفيش مساحة لتبرير تغيبك يا صلاح".

في المقابل، دافع حارس مرمي النادي الأهلي والمنتخب المصري، شريف إكرامي، عن صلاح، مطالبا بعدم استغلال الفرصة للنيل منه؛ لأنه في النهاية بشر، وقال إكرامي على تويتر: "لاعب الكرة مهما علا شأنه ونجوميته في النهاية هو بشر، لا يمكن أن يتحلى بالمثالية دائما، فظهور صلاح في الحفل مع علمه بعدم التتويج، هو قمة الروح الرياضية، التي لا يمكن أن تكون ميزانا للحكم، مع العلم أنني تمنيت حضوره تفاديا لهذا اللغط، الذي أخشى أن يؤثر على تركيزه فيما تبقى من الموسم".

وأضاف إكرامي أن عدم حضور صلاح للحفل حتى لو كان في بلده، هو أمر كروي بحت، ليس له أي أبعاد أخرى، وقد حدث من قبل مع كثير من اللاعبين.

وفي تعليقه لـ "عربي21"، عن ردود الفعل التي صاحبت عدم حضور صلاح للحفل، يؤكد الناقد الرياضي الدكتور علاء صادق، أن الوسط الرياضي والإعلامي المصري يتنوع بين المنافقين والحاقدين والكارهين لصلاح، وبالتالي يجب هدم التعويل عليهم في قياس الرأي العام للجماهير.

ويوضح صادق، أن صلاح في النهاية إنسان، لا يمكن أن تجبره لحضور حفل يبتسم فيه وهو من داخله حزين لخسارته اللقب الذي احتفظ به لعامين متتاليين، كما أن ما فعله ليس حالة شاذة، حيث سبق أن اعتذر كثير من النجوم الكبار على مستوى العالم عن حضور حفلات مشابهة، وربما تكون أكثر أهمية، مثل رونالدو، وميسي، ونيمار، ومع ذلك لم يخونهم أحد.

وانتقد الناقد الرياضي المصري تحميل غياب صلاح أزمة السياحة في مصر، مؤكدا أن السياحة لم تكن تنتظر حضور صلاح، خاصة أن مصر فيها ثلثا آثار العالم، مشيرا إلى أن غياب صلاح كان منطقيا لاستمرار تعامل الجهة المنظمة للحفل، والشركات الراعية، بنفس منطق الاستغلال لشخص صلاح، كما حدث قبل ذلك مع أزمة طائرة المنتخب في نهائيات كأس العالم.

ويضيف صادق قائلا: "الخاسرون الكبار هم المعلنون في الغردقة، لأن السعر تضاعف عليهم أربع مرات، ليضعوا لوحاتهم وشاشاتهم في الأماكن التي سيتواجد فيها صلاح لاستغلاله لاحقا في إعلاناتهم".

ويؤكد لاعب المنتخب المصري السابق سمير صبري لـ"عربي21"، أن عدم حضور صلاح لحفل جوائز الأفضل بأفريقيا لم يكن جيدا، وكان عليه أن يتقبل عدم الاختيار بروح رياضية، كما فعل ماني في الأعوام الماضية، ولذلك فإن حضوره كان مهما للغاية ورسالة جيدة، لكل لاعب عربي وأفريقي.

وتوقع صبري أن يتسبب عدم حضور صلاح للحفل في أزمة مع الإعلام المصري، واتحاد الكرة، خاصة أن الإعلام سوف يسعى لتشويه صلاح بشكل كبير، إلا أن ذلك لن يكون له تأثير على شعبية اللاعب، لارتباط الجماهير المصرية به بشكل مميز.

ورغم الأزمة التي توقعها صبري بين صلاح ومسؤولي اتحاد الكرة، إلا أنه استبعد أن يكون لها تأثير على تواجده ضمن صفوف المنتخب المصري، موضحا أن صلاح في النهاية لاعب كبير ومؤثر، لا يمكن الاستغناء عنه.

وحسب لاعب المنتخب المصري السابق، فإن هناك أسبابا تقف وراء قرار صلاح لعدم الحضور، منها موقف اتحاد الكرة السيئ من التصويت لصالحه في جائزة أفضل لاعب بالعالم، وخسارته للصوت المصري، دون تقديم مبرر مقبول من اتحاد الكرة للاعب.