نشرت صحيفة
"
لافانغوارديا" الإسبانية، تقريرا للحديث عن أهمية تعاطف المرء، مع تلقيه
هدية ربما لا يرغب بها، حتى لا يشعر الشخص الذي قدمها له بالإهانة.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه، عند تقديم هدية لشخص ما، يجب أن
نفكر في أكثر الأشياء التي يفضلها أصدقاؤنا وأفراد عائلتنا. لكن في بعض الأحيان،
بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، لا تكون الهدية مناسبة ويزداد الوضع سوءا عندما
نتلقى شيئا لا نحبه. يحدث هذا بشكل متكرر. ووفقا لمسح أجرته شركة أوراكل، يعتقد
حوالي 77 بالمئة من السكان أنهم سيُعيدون إليهم على الأقل هدية من هداياهم، ويعتقد
حوالي 20 بالمئة منهم أنهم سيغيرون أكثر من نصف الهدايا.
وبينت أنه حتى نوفق
عند شراء هدية، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الشخص الذي سيستلمها سوف يقدر الوقت
والمجهود الذي بذلته من أجله أكثر من القيمة المادية للهدية. وبالتالي، سيكون من
الأفضل أن نشرح له سبب اختيارنا لتلك الهدية وما الذي نرغب في نقله من خلالها. ومع
ذلك، يمكن ألا تكون روايتنا مقنعة بالنسبة له.
وإذا كان الحال هو
العكس، وقدم لك أحدهم هدية لا تناسبك، فيجب عليك أن تُقدر له ذلك حتى لا تكون سببا
في إهانته. وبحسب خبراء من جامعة كاتالونيا المفتوحة، يجب أن نكون متعاطفين جدا
ونرحب بالنوايا الحسنة للأشخاص الذين قاموا باقتناء شيء ما لنا، فضلا عن تجنب ردود
الأفعال العدوانية المفرطة. في الوقت ذاته، يجب أن نوضح لهم أيضا أن الهدية هذه
المرة لم تكن ناجحة.
رد الفعل
وأوردت الصحيفة أنه
بعد ذلك، يتعين علينا أن نقرر ما الذي يجب علينا القيام به بهذا القميص أو تلك
المزهرية أو الكتاب الذي لا نرغب في الاحتفاظ به ولكنه أصبح ملكا لنا الآن. في هذه
الحالة، تتغير اتجاهات استهلاكنا لدينا، وبما أننا لا نتخلص أو نرمي كل شيء لا
نحتاجه، يحدث الشيء ذاته مع الهدايا. وبالتالي، من الأفضل أن ندرك كيف يمكن
الاستفادة منها واستغلالها.
التبادلات والإرجاع
وأوضحت الصحيفة أن
الحل الأكثر كلاسيكية يكمن في الذهاب إلى المتجر لمحاولة تغيير أو إعادة الهدية.
وإذا كان هناك ثقة كافية بينك وبين هذا الشخص حتى تشرح له سبب عدم تحمسك لهديته،
بإمكانك أيضا أن تطلب منه الوصل الذي أخذه من البائع قبل مغادرة المحل لإرجاعها.
على الرغم من ذلك، كان من الممكن أن يولي متقبل الهدية اهتماما بالتفاصيل أكثر من
الهدية ذاتها.
من جهة أخرى، إذا كانت
علاقتنا غير متقاربة للغاية مع هذا الشخص، أو لا نشعر بالراحة حين نعبر له عما
يجول بخاطرنا بصراحة، فيمكن اختيار بعض العبارات غير المباشرة، على غرار "لم
يكن ذلك البنطلون على مقاسي أو أن هذا القرص المضغوط أو الكتاب لدي منه على رف
مكتبي".
وأضافت الصحيفة أن
الخيار الأكثر متعة يكمن في اصطحاب صديق أو أحد أفراد عائلتك لمرافقتك إلى المتجر،
وبهذه الطريقة ستقضيان بعض الوقت معا وبإمكانك اختيار شيء أكثر ملاءمة. تكمن
المشكلة في هذا الحل البديل في أنه يجب أن تكون مدركا تماما لمواعيد التغيير، لأن
لكل متجر صناعاته الخاصة، كما تختلف معايير الإرجاع من محل إلى آخر. وهنا تقع
المسؤولية على عاتق الشخص الذي قام بعملية الشراء لأنه يجب أن يكون مطلعا بشكل جيد
على هذه المسألة.
التبرعات
وبينت أن التبرع
بالهدايا التي لا نرغب بها يمكن أن يكون حلا جيدا. وبالتالي، ينبغي عليك التأكد من
أن الهدية الذي قدمها لك شخص ما بأفضل النوايا ستصل إلى الشخص الذي يحتاجها والذي
سيقدرها أكثر منك. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هذا الخيار الأفضل إذا كنت قلقا بشأن
رد فعل الشخص الذي أعطاك إياها، وبالتالي، لن يلومك أحد على محاولة القيام بعمل
جيد.
وبالنسبة للتبرعات،
فمن السهل في جميع المدن تقريبا العثور على بعض المنظمات غير الحكومية أو الخدمات
البلدية المسؤولة عن إدارة جمع المساعدات وتوزيعها. تحقيقا لهذه الغاية، يمكنك
تقديم الملابس والكتب والألعاب واللوازم المدرسية كتبرعات.
إعادة البيع
أفادت المجلة بأنه قد
يكون بيع الهدية أو إعادة إهدائها لشخص آخر الخيار الأكثر شعبية. يمكن أن يكون ذلك
فعالا لأن ما قدموه لنا أصبح من بين أشيائنا الشخصية. وربما أيضا لأنه لم يكن
لدينا الوقت الكافي لشراء هدية جديدة. وبالتالي، ستكون هذه الهدية البديل الأخير.
علاوة على ذلك، من
الأفضل النظر في الخيارات الأخرى أولا، لكن، إذا استنتجت أن هذا هو أفضل ما يمكنك
القيام به فلا تتردد. وتجدر الإشارة إلى أن عملية إعادة بيع الهدايا قد اكتسبت
وزنا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بفضل التسهيلات التي تقدمها الإنترنت. من
أريكتنا في المنزل، يمكننا التفاوض بشأن المبيعات، ومن الأسهل بكثير العثور على
المشترين المهتمين.
وأبرزت الصحيفة أنه
إذا كنت تنوي بيع الهدية من خلال تطبيق ما، فمن الأفضل التحقق من عدم استخدامه من
قبل الشخص الذي قدم لك الهدية.