تشير النتائج الأولية للانتخابات التشريعية في إيران إلى فوز كبير للمحافظين، ما قد يضعهم في مربع "محرج"، حال اضطرت البلاد إلى التفاوض مع الولايات المتحدة، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".
ويتوقع أن تتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل أكبر، خلال العام الجاري، وأن يبلغ التوتر مع الولايات المتحدة مستويات أكثر خطورة، ما سيفرض على حكام البلاد الجدد تصدر مشهد التفاوض مع الغرب، وتجنيب البلاد حربا مدمرة، وفق التقرير.
واستبعدت طهران إجراء أي محادثات مع واشنطن إلا بعد رفع العقوبات الصارمة التي أعادت فرضها بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي متعدد الأطراف مع إيران مطالبا بإبرام اتفاق أوسع نطاقا.
لكن تزايد الاستياء من الصعوبات الاقتصادية، والذي أدى لإحجام الكثير من الإيرانيين عن المشاركة في التصويت الجمعة، قد يجبر المحافظين على اللجوء للدبلوماسية بدلا من المواجهة التي كادت تؤدي لنشوب حرب شاملة بين الطرفين في كانون الثاني/يناير.
ولا يترك الوضع الهش للاقتصاد الإيراني الكثير من الخيارات أمام السلطات الحاكمة خاصة بعد أن أضعفته حملة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها الولايات المتحدة وأدت لخنق صادرات النفط الحيوية كما أضعفه أيضا الفساد وسوء الإدارة مما أقصى العديد من الإيرانيين.
ودفع قتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في هجوم بطائرة أمريكية مسيرة في بغداد ورد طهران بهجمات صاروخية على أهداف أمريكية في العراق بالعدوين اللدودين إلى شفا الحرب الشهر الماضي.
اقرأ أيضا: روحاني: لم نغلق باب الحوار مع أوروبا وأمريكا أضرت بالعالم
وتنقل "رويترز" عن "مايكل تانشوم" الباحث البارز في المعهد النمساوي للسياسات الأوروبية والأمنية، قوله: "إن إيران على بعد أزمة واحدة في النظام لتصل لنقطة الانهيار".
وأضاف: "لتجنب نقطة الانهيار تلك قد يقدم المحافظون في إيران تنازلات للولايات المتحدة من أجل استمرار النظام القائم".
وتدين إيران الدور العسكري الأمريكي في منطقة الخليج، فيما تعترض واشنطن على التحالفات الإيرانية مع جماعات مسلحة في المنطقة وعلى برنامجها الصاروخي وأنشطتها النووية، وترد إيران بالتأكيد أن برنامجها النووي سلمي لكن واشنطن تخشى أن يكون هدفه صنع قنبلة.
وعلى الرغم من الصعوبة البالغة لحل تلك القضايا إلا أن بدء محادثات مباشرة في أي منها قد يشكل تغيرا في المشهد الدبلوماسي.
وربما تتوفر للمحافظين في إيران مساحة أكبر من النفوذ السياسي للتواصل مع واشنطن إذا رأوا أن ذلك أصبح ضروريا، بحسب "رويترز".
وجاء تقدم غلاة المحافظين في التصويت البرلماني بعد أن رفض مجلس صيانة الدستور أوراق ترشح آلاف المعتدلين والمحافظين. ومجلس صيانة الدستور هو الجهة المنوط بها التدقيق في أوراق الراغبين في الترشح ويلي الزعيم الأعلى مباشرة في هرم السلطة في إيران.
اقرأ أيضا: نتائج أولية لانتخابات إيران التشريعية: فوز ساحق للمحافظين
ويضع النظام الثنائي، الذي يمزج بين نظام الحكم الجمهوري وحكم رجال الدين، السلطة الحاسمة في يد المؤسسة المحافظة بشدة والتي أحكمت من قبل قبضتها على أدوات السيطرة عند مواجهة تهديدات خارجية وداخلية.
وعلى الرغم من أن البرلمان ليس له تأثير كبير على الشؤون الخارجية أو السياسة النووية، إذ يعود القول الفصل في الملفات الأساسية لخامنئي، إلا أن تحقيق الفوز في انتخابات أمس الجمعة قد يشكل المشهد السياسي الإيراني لسنوات قادمة بمنح غلاة المحافظين نصرا أكبر، يمثل أرضية أكثر صلابة لحملة الانتخابات الرئاسية في 2021.
وقال مسؤول إيراني كبير، طلب مثل الباقين الذين تواصلت معهم رويترز من أجل هذا التحليل عدم ذكر اسمه بسبب الحساسيات السياسية: "عيون غلاة المحافظين معلقة بالرئاسة... فوز غلاة المحافظين بالانتخابات الرئاسية إضافة للصعوبات الاقتصادية المتنامية قد يفتح صفحة جديدة بين إيران وأمريكا".
وهناك سابقة أسفرت فيها الأزمة الاقتصادية عن الدخول في مفاوضات.
فقد أجبرت الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات خامنئي على منح دعمه المؤقت للاتفاق النووي الذي كان مهندسه الرئيس البرغماتي حسن روحاني. وأنهى ذلك العزلة الاقتصادية والسياسية للبلاد حتى خروج ترامب من الاتفاق في 2018.
وقال مسؤول كبير آخر مقرب من معسكر المحافظين: "البقاء في السلطة هو الشغل الشاغل للزعيم الإيراني الأعلى. تأمين بقاء الجمهورية الإسلامية يعتمد بالأساس على تحسين الاقتصاد... بالنسبة للزعيم الأولوية هي تأمين مصالح الجمهورية الإسلامية".
فلسطينيون يسخرون من خريطة ترامب الخاصة بدولتهم (صور)
الـ"AQUA"..ترامب يخطئ باسم الأقصى ومغردون يتندرون (ِشاهد)
هل تعزز صفقة القرن حظوظ ترامب ونتنياهو الانتخابية؟