عقد مجلس الأمن، جلسة طارئة لبحث الأوضاع في إدلب، بعد مقتل 33 جنديا تركيا، وإصابة 32 آخرين في قصف للنظام السوري بإدلب.
وخلال افتتاح الجلسة، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ "النزاع قد تغيّرت طبيعته"، مشيرا إلى "التصعيد الكبير" الذي شهدته إدلب خلال الأيام الأخيرة.
وقال ممثل تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينرلي أوغلو، إن بلاده "لا تريد الحرب؛ لكنها لن تتردد في استخدام القوة عند تهديد أمنها لترد على أي استفزاز ومضايقات بكل الوسائل"، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حيال هجمات النظام السوري بإدلب.
وطالب المندوب التركي مجلس الأمن بـ"وقف جرائم الحرب التي يرتكبها النظام السوري وسلوكه المتهور الذي يشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين" محذرا من أن "تقاعس المجلس ستكون له تداعيات تشمل أوروبا بأسرها والمنطقة والعالم".
وتابع مخاطبا أعضاء المجلس "لقد حان الوقت لهذا المجلس أن يقول: لقد طفح الكيل.. يجب ألا يظل المجتمع الدولي غير مبال بالتطورات الجارية في إدلب وإلا ستكون هناك تداعيات على نطاق أوسع بكثير في جميع أنحاء أوروبا ، وفي المنطقة وخارجها ".
وأردف سينرلي أوغلو قائلا "لقد استُهدفت قافلة عسكرية تركية، داخل منطقة خفض التصعيد بإدلب، بسلسلة من الغارات الجوية لمدة 5 ساعات..ولم نحدد جنسية الطائرة التي ضربت قافلتنا ومواقعنا، لكن مسارات الرادار أظهرت أن الطائرات النظامية والروسية كانت في رحلة تشكيل خلال تلك الفترة".
اقرأ أيضا: صحف: هذا ما حدث مع القوات التركية بإدلب.. وبصمات روسية
وتابع: "اسمحوا لي أن أؤكد أن القوات التركية كانت وحدها في تلك المنطقة، وهو مايظهر استهدافهم عمدا، وكان لدينا تنسيق مسبق ، وكتابيًا ، مع القوات الروسية حول موقع قافلتنا".
وأردف قائلا "واستمرت الضربات الجوية رغم التحذيرات الفورية.. حتى سيارات الإسعاف التي أرسلت للجنود الجرحى كانت مستهدفة.. لقد كان هذا عملاً عدوانياً ضد تركيا ".
وأكد السفير التركي أن "الكتيبة التركية التي تعرضت للهجوم تم نشرها وفقًا لترتيبات خفض التصعيد الحالية في إدلب: - لضمان أمن أفراد الجيش الذين يخدمون في مراكز المراقبة ، - وحماية المدنيين من عدوان النظام ".
واستطرد "وكذلك لضمان سرعة والوصول الإنساني دون انقطاع إلى المحتاجين والإسهام في إرساء وقف إطلاق النار على المستوى الوطني كما دعا قرار المجلس 2254".
وتابع الدبلوماسي التركي قائلا "ليس هناك شك في أن النظام ومؤيديه يهدفون لتهجير إدلب، و أحداث الخميس هي تذكير صارخ بأن النظام مصمم على مواصلة هجماته لتخويف المدنيين السوريين ، فضلاً عن تدمير المعارضة السورية وآفاق الحل السياسي".
وزاد "الوجود التركي في إدلب هو أمل لملايين المدنيين العالقين في هذه المنطقة والحصن الوحيد لهم ضد جرائم النظام وهو السبب الوحيد وراء بقاء ملايين السوريين في وطنهم و الضمان الوحيد لاستمرار المساعدة الإنسانية".
وحذر من أن " النظام ومؤيديه يريدون جر تركيا إلى حربهم القذرة لأن الجنود الأتراك يقفون في طريق النظام ويمنعون تحقيق حلمه المتمثل في الحل العسكري".
واستطرد قائلا "ولكن هناك سوء تقدير هنا فقد اعتاد النظام ومؤيدوه قتل المدنيين الأبرياء و المعارضة لسنوات وعليهم ألا يخطئوا الآن: لقد استهدفوا هذه المرة القوات المسلحة التركية مباشرة وربما لا يعلم بعض أمراء الحرب في دمشق الفرق".
بدوره أكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمام مجلس الأمن الدولي، أن المباحثات جارية مع الجانب التركي لإعادة الهدوء في منطقة إدلب شمال غرب سوريا، مشيرا إلى وجود وفد روسي في أنقرة يعمل على ذلك.
ونوه
نيبينزيا إلى أن روسيا مستعدة للعمل على خفض التصعيد مع "جميع الراغبين
بذلك"، مقرا في الوقت ذات بأن "الوضع ساء وتوتر بشدة" في منطقة
إدلب.
وجدد نيبينزيا التأكيد على أنّ موسكو "لم تُشارك في الهجمات" التي نُسِبَت إلى دمشق الخميس وقُتِل فيها بحسب أنقرة 34 جنديا تركيا.
اقرأ أيضا: مصادر: مقتل وإصابة العشرات من حزب الله بإدلب بقصف تركي
وأشار السفير الروسي إلى أنّ
"الأتراك يُعلمون الروس بمواقعهم بشكل مستمرّ، ويتمّ نقل (هذه الإحداثيّات)
إلى جيش النظام السوري من أجل ضمان أمن الجنود الأتراك".
وأضاف أنّ "إحداثيّات" المواقع التركيّة التي
استهدفتها غارات الخميس "لم تُسَلَّم" إلى الجانب الروسي.
بدورها أكدت واشنطن، أن التزامها "تجاه تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي(ناتو) لن يهتز، فأنقرة تحظى بدعمنا الكامل".
وقالت السفيرة الأمريكية كيلي كرافت، "الولايات المتحدة ليست هنا في هذه الجلسة للاستماع والمناقشة، فواشنطن تدين بأشد العبارات الممكنة الهجمات ضد القوات التركية".
وأضافت كرافت قائلة "لقد كانت الهجمات غير مبررة على الإطلاق ، وبلا معنى ، وبربرية".
وتابعت قائلة "التزامنا تجاه تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي لن يهتز، فأنقرة تحظى بدعمنا الكامل للرد دفاعًا عن النفس علي الهجمات غير المبررة على مراكز المراقبة التركية بإدلب"
وأردفت قائلة "تعاطفنا العميق مع أحباء الجنود الأتراك الـ 33 الذين سقطوا جرّاء الهجوم".
واعتبرت السفيرة ألأمريكية أن الهجوم على القوات التركية من قبل النظام السوري بمثابة "المسمار ألأخير في نعش مسار استانة".
وأفادت قائلة " تدعو الولايات المتحدة لوقف فوري ودائم وقابل للتحقق لإطلاق النار شمال غربي سوريا وندعو الاتحاد الروسي لوقف إطلاق طائراته الحربية على الفور".
وتابعت "كما ندعو جميع القوات السورية ومؤيديها للانسحاب إلى خطوط وقف إطلاق النار التي تم تأسيسها لأول مرة عام 2018".
وحثت كرافت، أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي كان حاضرا الجلسة على "بذل كل ما بوسعه للتوسط في وقف إطلاق النار".
وتوجهت بكلامها للأمين العام قائلة "يتعين على الأمم المتحدة أن تلعب دورًا رئيسيًا نشطًا إذا أردنا تجنب تصعيد أكبر".
وفي وقت سابق، أعلنت تركيا استشهاد 33 جنديا إثر هجوم شنته قوات النظام السوري على مواقعها بمحافظة إدلب، شمال غربي
لافروف: هذا ما ننتظره من تركيا لجعل تطبيق اتفاقاتنا ممكنا
اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التطورات في إدلب
الكرملين: لقاء قريب بين أردوغان وبوتين في موسكو