لم تُسجل مناطق إدلب أي عودة للنازحين، وذلك على الرغم من غياب الطائرات الروسية والسورية ووقف العمليات القتالية، منذ بدء وقف إطلاق النار، الذي توصل إليه الرئيسان الروسي فلاديمير يوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، ليل الخميس- الجمعة، في موسكو.
ويعزو نشطاء ذلك، إلى خشية الأهالي
من تجدد العمليات العسكرية من جانب النظام وروسيا، كما هو حال كل الهدن السابقة
التي لم تدم طويلا.
وفي هذا الإطار، أكد مدير فريق
"منسقو استجابة سوريا" محمد الحلاج، أنه "لغاية اليوم الاثنين، لم
تشهد المناطق التي شهدت حالات نزوح جماعي، أي عودة للمدنيين".
أسباب رفض العودة
وحول الأسباب التي أدت إلى ذلك، قال
الحلاج لـ"عربي21": "هناك حالة من عدم الاقتناع بجدوى بوقف إطلاق
النار، من قبل الأهالي، وخصوصا أن النظام يواصل عمليات القصف المدفعي والصاروخي،
في خرق واضح لما تم التوافق عليه، في موسكو".
وأضاف الحلاج، أن الخوف من تجدد
العمليات العسكرية لا زال قائما، فضلا عن وجود مخاطر تمنع العودة، من بينها وجود
ذخائر غير متفجرة بين المنازل، التي تصدع غالبيتها جراء تعرضها للقصف من روسيا
والنظام السوري.
اقرأ أيضا: لماذا عرقلت واشنطن تبني مجلس الأمن لاتفاق أنقرة-موسكو؟
وكانت الهجمات الأخيرة التي بدأها
النظام السوري منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بدعم من المليشيات الإيرانية
برا، وبتغطية جوية روسية، قد تسببت بتهجير نحو مليون شخص، إلى المخيمات القريبة من
الحدود التركية شمال إدلب.
الناشط الإعلامي محمود طلحة قال
لـ"عربي21" إن "قسما كبيرا من المناطق التي نزح عنها السكان، صارت
تحت سيطرة قوات النظام، فيما شهدت المناطق التي لا زالت تحت سيطرة المعارضة نسبة
كبيرة من الدمار".
عدم الثقة
وأضاف طلحة أن "عددا من الأهالي
عادوا إلى مدنهم التي نزحوا منها لتفقد منازلهم، وأخذ بعض الأغراض، وغادروا بسبب
عدم الثقة بوقف إطلاق النار".
وحسب طلحة، فإنه على الرغم من
الأوضاع الصعبة في مخيمات النزوح، إلا أن الأهالي فضلوا البقاء فيها، على العودة
بسبب الخشية من تجدد العمليات القتالية، والقصف الجوي والمدفعي.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي
آكار، قد أكد قبل يومين أن بلاده ستظل قوة ردع ضد انتهاك وقف إطلاق النار في
محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وأنه لم يحدث أي خرق منذ سريان الاتفاق المبرم مع
الروس مساء الخميس.
وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده
اتخذت بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، خطوة مهمة بخصوص الحل السياسي في إدلب، على
الطريق المؤدي إلى السلام.
هؤلاء الخاسرون والرابحون من اتفاق "موسكو" حول إدلب
هدنة ثالثة بإدلب في أقل من عام.. ماذا جرى لسابقاتها؟
هذه أهمية جبل الزاوية بإدلب.. هل ينجح النظام بالسيطرة عليه؟