توصلت القوى السياسية الشيعية في العراق إلى تشكيل لجنة سباعية مهمتها اختيار رئيس وزراء جديد، ضمن مهلة الـ15 يوما الدستورية لتقديمه إلى رئيس الجمهورية برهم صالح، التي تنتهي في 17 آذار/ مارس الجاري.
ويأتي هذا التطور بعد زيارة أجراها الأمين العام للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى العراق، ولقائه بجميع القيادات السياسية الشيعية، الأمر الذي يطرح تساؤلا بشأن نجاح جهود الأخير في توحيد "البيت السياسي الشيعي" بعد انقسامات وفشل في تمرير حكومة محمد توفيق علاوي.
توقعات بالفشل
وتعليقا على ذلك، قال السياسي العراقي حامد المطلك في حديث لـ"عربي21"، إن "إيران تسعى للسيطرة الكاملة على الجانب السياسي ومقدرات البلد بشكل كامل، ومجيء علي شمخاني إلى العراق الهدف منه توحيد الصف الشيعي لاختيار رئيس وزراء مكلف".
وأعرب عن اعتقاده بأن "محاولات شمخاني لن تنجح وستفشل فشلا ذريعا، لأن الشارع الشيعي وليس القوى السياسية الموالية لإيران، يريد التخلص من هيمنة إيران والأحزاب المسيطرة على المشهد العراقي طيلة السنوات الماضية، التي أشاعت الفوضى وعدم الاستقرار ونهبت المال العام، وأوصلت البلد إلى الدرك الأسفل".
اقرأ أيضا: تفاصيل زيارة شمخاني إلى العراق.. هل يملأ فراغ سليماني؟
وشدد المطلك على أن "أي مرشح لرئاسة الحكومة لا يحظى بقبول الشعب العراقي، وما قدمه من تضحيات سيفشل، وعلى القوى السياسية أن تعي هذه المسألة وتأخذ برأي الشارع المنتفض، وليس الجهات التي تريد أن تهيمن من خارج الحدود".
وحول ما إذا كانت تشكيل لجنة سباعية للقوى الشيعية من شأنه أن يعيد حكومة المحاصصة التي رفضها الشارع، قال المطلك: "من المؤكد أن المشاريع الأجنبية الخارجية سواء الإيرانية أو غيرها، لا تستطيع الهيمنة على العراق، إلا بإذكاء الطائفية والتمحور الطائفي والعرقي، والشعب العراقي سيرفض كل هذا".
واستبعد السياسي العراقي أن تنجح اللجنة الشيعية في اختيار رئيس حكومة، بالقول: "أنا أعتقد أن كل ما تريده هذه الأحزاب لن يتحقق، لأن الشعب العراقي انتفض لجروحه ومعاناته وسيستعيد زمام المبادرة بيده من جديد والتحرر من المشاريع الخارجية التي تريد فرض هيمنتها على البلد".
"أزمة شيعية"
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي الدكتور سعدون التكريتي لـ"عربي21"، إن "اللجنة السباعية تحاول اختيار رئيس حكومة، ومن ورائها محاولة إيران لملمة الصف الشيعي في ظل غياب الجنرال قاسم سليماني المؤثر".
ولفت إلى أن "الأزمة التي تهدد النظام السياسي الشيعي قائمة، واستمرار بعض الجهات الموالية لإيران بإثارة الطرف الأمريكي لسبب غير مفهوم حتى هذه اللحظة".
وعن مدى نجاح اللجنة السباعية في اختيار رئيس للحكومة الانتقالية، قال التكريتي: "ليس أكيدا فالعبرة بخواتيم الإجراءات لا بداياتها، ورأينا كيف أن الضغط الإيراني كان كبيرا على القوى الشيعية لتمرير حكومة علاوي، ومع ذلك أخفقت حتى الآن في توحيد رؤيتها ومواقفها".
اقرأ أيضا: تحركات مكثفة لإعادة ترميم "البيت الشيعي" بالعراق.. أين وصلت؟
وكانت وسائل إعلام محلية، قد كشفت الأربعاء، عن تشكيل لجنة سباعية من القوى الشيعية الخمس لتكليف رئيس وزراء جديد خلال مدة أقصاها 15 آذار/ مارس الجاري.
وتضم اللجنة السباعية كلا من: "نبيل الطرفي عن تحالف سائرون، وعدنان فيحان عن تحالف الفتح، وأحمد الفتلاوي ممثلا عن تيار الحكمة، وباسم العوادي عن ائتلاف النصر، إضافة إلى حسن السنيد عن ائتلاف دولة القانون، و حيدر الفؤادي عن حزب عطاء، وعبد الحسين الموسوي عن حزب الفضيلة".
وعقدت اللجمة، أمس الأربعاء، اجتماعا للتباحث في الخيارات المطروحة ودراسة 7 أسماء متداولة في الوقت الحالي، من أجل اختيار أحدهم وإرساله إلى رئيس الجمهورية برهم صالح، تمهيدا لتكليفه.
وأعلن محمد علاوي المكلف بتشكيل الحكومة العراقية، في الثاني من آذار/ مارس الجاري، أنه اعتذر عن التكليف، وذلك بعد ساعات من إرجاء البرلمان العراقي للمرة الثانية جلسة للموافقة على الحكومة الجديدة بسبب فشل اكتمال النصاب القانوني.
وعقب ذلك، ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع" أن الرئيس برهم صالح قبل اعتذار علاوي، وأعلن عن بدء مشاورات لاختيار مرشح بديل لعلاوي خلال 15 يوما.
وأضاف صالح في بيان أنه يدعو القوى البرلمانية إلى اتفاق وطني بشأن رئيس الوزراء البديل، وأن تحظى الشخصية البديلة التي سيتم تكليفها بالقبول، سواء على المستوى الشعبي أو النيابي.
عادل عبد المهدي يتخلى عن منصبه ويدعو لانتخابات مبكرة
مخاوف من فراغ برئاسة الحكومة بالعراق.. ومشاورات قريبا
السيستاني يتهم أطراف السلطة بإفشال العملية السياسية