تمكن فريق هندسي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، من تصنيع جهاز تنفس اصطناعي محليا، رغم الإمكانات المتواضعة، وقلة الخبرات السابقة في هذا المجال، وذلك بهدف مساعدة مرضى كورونا، تحسبا لوصول الوباء إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
وما يميز الجهاز الذي اجتاز
التجارب الأولية بنجاح، تكلفته البسيطة مقارنة بثمن الأجهزة المصنعة عالميا، حيث تتراوح
تكلفة إنتاجه ما بين 100- 120 دولارا أمريكيا، وفق أحمد الجبلي أحد القائمين على تصنيع
الجهاز.
وأضاف الجبلي، أن النموذج الأولي
للجهاز اعتمد على تصميم خاص، ومواد أولية متوفرة في الأسواق، تم تعديل استخدام بعضها،
لتتناسب مع العمل الجديد المُناط بها، إلى جانب تصنيع مواد أخرى محليا.
وقال إن الفريق اعتمد على تمويل
خاص من تجار لتنفيذ النموذج الأولي، مؤكدا أن الفريق بصدد إنتاج عشرات الأجهزة منه،
في حال كانت هناك حاجة طبية من قبل المستشفيات.
تجربة أولية
من جانبه، أكد مدير المكتب الطبي
في مدينة الباب، الطبيب أحمد عابو لـ"عربي21"، أن إنتاج الجهاز الذي يعد
إنجازا قياسا إلى الإمكانات المتاحة، اعتمد على مواد مصنعة محليا (دارات إلكترونية)،
وأخرى مستوردة موجودة في الأسواق (صمامات، حساسات).
اقرأ أيضا: FT: الوضع الصحي في سوريا محطم وغير مهيأ لمواجهة كورونا
وحول فعالية الجهاز، قال عابو:
"تم تجربة الجهاز بشكل أولي، وكان الأداء فعالا في غرفة العمليات، والآن نحن بصدد
إجراء التجارب المتقدمة عليه، قبل البدء بإنتاج أعداد منه"، موضحا أن "الجهاز
بدائي، وليس متطورا، غير أنه قادر على مساعدة مرضى القصور التنفسي".
وحسب مدير المكتب الطبي، فإن
وضع الجهاز في الخدمة يعد واحدا من بين تدابير طوارئ عدة يتم العمل عليها، للتعامل
مع وصول فيروس كورونا إلى الشمال السوري، مستدركا: "الأهم من كل ذلك، أن
علينا زيادة التدابير الوقائية لمنع وصول الفيروس، لأن انتشاره سيكون له أثر كبير،
مع ضعف قطاع الصحة والكثافة السكانية".
التدابير الوقائية
وأعرب عن أمله ألا ينتشر
الوباء، "لأن دولا مستقرة ومتطورة لم تستطع منع تفشيه، والآمال معقودة على أن
نستطيع تأخير وصول الفيروس، إلى أن يتم إنتاج علاج فعال أو لقاح له".
وحول التدابير الوقائية الأخرى
التي تم العمل عليها في الشمال السوري، أشار عابو إلى إغلاق المعابر التجارية مع النظام وقوات
سوريا الديمقراطية (قسد)، وكذلك منع التجمعات البشرية، وإغلاق الأسواق الشعبية.
وفي منتصف آذار/ مارس الماضي،
كانت "الحكومة المؤقتة" قد قررت إغلاق جميع المعابر مع المناطق السورية الأخرى،
خشية انتقال فيروس كورونا إلى الشمال السوري.
وقبل أيام، أعلنت "غرفة
صناعة حلب" التابعة للنظام السوري، عن إنتاج جهاز تنفس اصطناعي، مبينة أن النسخة
الأولى من الجهاز ما زالت خاضعة للتجارب الأولية.
يذكر أن حصيلة الإصابات المسجلة
في سوريا بلغت 19 إصابة شفي منها 3 إصابات وتوفيت منها حالتان، بحسب وزارة الصحة التابعة
للنظام، فيما تؤكد المعارضة و"قسد" أن مناطقهما خالية تماما من فيروس كورونا.
وفاة ثانية بـ"كورونا" في سوريا.. وتحذير أممي من "تأثير مدمر"
الصحة العالمية: بلدان عربيان قد يسببان انفجارا بضحايا كورونا
بعد شفاء المصاب.. الأردن يعلن خلوه من "كورونا" (شاهد)