مؤشرات إيجابية بأوروبا حول كورونا.. حصيلة الأيام الأخيرة (شاهد)

بدا واضحا خلال الأيام الأخيرة، تراجع معدلات الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، في عدد من البلدان الأوروبية، التي شهدت أرقاما قياسية على مدار الأسابيع الماضية.

ورغم تذبذب هذه المؤشرات في بعض الدول، إلا أن الحكومة الإيطالية قررت الثلاثاء، السماح بإعادة فتح بعض المحال التجارية والأعمال في مناطق عدة من البلاد، وفقا لمرسوم حكومي بتوقيع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي.

وبحسب ما رصدته "عربي21"، فقد سجلت إيطاليا انخفاضا متذبذبا خلال الأيام الخمسة الماضية، لكنه يعد كبيرا مقارنة بالأسابيع السابقة، سواء على صعيد الإصابات أو حتى الوفيات.

وبموجب القرار الحكومي الإيطالي الساري حتى 3 أيار/ مايو المقبل، سيتم فتح متاجر الكتب والمغاسل والمحلات التجارية ومحلات الملابس للأطفال الرضع والأطفال، في الوقت الذي أجلت فيه بعض المناطق في إيطاليا تنفيذ تلك القرارات الجديدة.

انخفاض ثابت بإسبانيا

وقررت الحكومة توسيع قائمة أنشطة الإنتاج المسموح بها، والتي تشمل تصنيع الإلكترونيات، ورعاية الغابات والمساحات الخضراء، والأعمال الهيدروليكية وتجارة الجملة لمنتجات الورق والكرتون.

وهذه القرارات هي المرحلة الأولى من ثلاث مراحل حددتها الحكومة الإيطالية، لعودة الحياة في البلاد إلى طبيعتها، بعد السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد.

وفي إسبانيا التي شهدت انخفاضا أكثر ثباتا في معدلات إصابات ووفيات كورونا منذ الجمعة الماضي، سمحت السلطات باستئناف بعض الأنشطة منها التشييد والتصنيع، لكن المتاجر والحانات والأماكن العامة ستظل مغلقة حتى 26 نيسان/ أبريل على الأقل.

اقرأ أيضا: هذه حقيقة تراجع ضحايا كورونا بأوروبا.. هل تخفف الإجراءات؟

وتخضع إسبانيا منذ نحو شهر لحجر صحي صارم بسبب كورونا، حيث إنها تأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة.

لكن بريطانيا وفرنسا اللتين شهدتا تراجعا بطيئا في معدلات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا، مددتا إجراءات العزل العام بهدف مكافحة الفيروس.

وذكرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، أن الحكومة تتجه لتمديد تدابير الحجر الصحي المفروضة جزئيا بالبلاد إلى 5 أيار/ مايو المقبل، في غياب رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي يواصل التعافي من كورونا.

وفي مؤشر إيجابي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة بموقع "تويتر" إننا "سنكون في 11 أيار/ مايو المقبل، قادرين على اختبار أي شخص يعاني من أعراض كوفيد-19".

وأكد ماكرون في خطاب متلفز مساء الاثنين إن "الوباء بدأ يتباطأ"، وأعلن ماكرون أن يوم 11 أيار/ مايو سيكون موعد بدء التخفيف الجزئي للحجر في البلاد التي سجّلت أكثر من 15 ألف وفاة منذ ظهور الوباء.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه سيتم تدريجيا فتح المدارس ودور الحضانة اعتبارا من ذلك التاريخ، لكن الحانات والمطاعم وقاعات السينما ستبقى مغلقة، كما أنه أقر بأن فرنسا كانت "غير مستعدة" لمواجهة جائحة بهذا الحجم.

وتحتل فرنسا المرتبة الرابعة بين دول العالم بإجمالي عدد الوفيات جراء كورونا، لكن عدد المصابين في وحدات العناية المركزة تراجع إلى 6730 من 6821 خلال 24 ساعة، ليتراجع الإجمالي بذلك لليوم السادس على التوالي.

في المقابل، لا تزال منظمة الصحة العالمية تتمسك بتحذيراتها الشديدة من تخفيف إجراءات الوقاية ضد فيروس كورونا، وتأكيدها أن "الوضع قطعا لم يبلغ الذروة بعد".

اقرأ أيضا: تباطؤ لكورونا بأوروبا.. والولايات المتحدة تواصل التصدر

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في إفادة بجنيف: "90 بالمئة من إجمالي الحالات على مستوى العالم تأتي من أوروبا والولايات المتحدة، لذا من المؤكد أننا لم نشهد الذروة بعد".

وكانت تقارير غربية تحدثت عن أن أوروبا تبحث عن مخرج استراتيجي لعمليات الإغلاق، مع تراجع حالات الإصابة والوفاء جراء فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن "هناك آمالا وإن كانت مترددة في أوروبا، من تباطؤ في وباء كورونا"، وفق ما أوردته شبكة "سي أن بي سي".

وفي حديث سابق لـ"عربي21"، رأى المختص بالشأن الأوروبي حسام شاكر أنه من المبكر "الحكم على هذه المؤشرات"، لافتا إلى أن بعض الدول تتجه إلى احتواء هذه الموجة، لكن دولا أخرى ما زالت تشهد مأزقا في هذا الاتجاه، والمؤشرات ترصد يوما بيوم، ومن المبكر إصدار أي حكم فيه طمأنة بشأن تفشي جائحة كورونا.

وأكد شاكر أن "الإجراءات التي اتخذت كان لها مفعول في الحد من تفشي الأوبئة، إلا أن التراجع عن هذه الإجراءات يشكل خطرا معينا، وهناك تباين في منسوب هذه الإجراءات بين دولة أوروبية وأخرى".