صحافة إسرائيلية

تطلع إسرائيلي لتوثيق وتطبيع العلاقات مع الدول الخليجية

أوضح باحث إسرائيلي أننا "استطاعنا من خلال أزمة كورونا إيجاد ثغرات مهمة في واقع الشرق الأوسط"- أرشيفية

توقع كاتب إسرائيلي، أن يسفر اليوم التالي لانتهاء أزمة كورونا، عن توثيق العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بعد أن أثبتت الأزمة الحالية أن إسرائيل لديها مرتكزات قوية في المنطقة.


وقال يوآل جوزينكسي الباحث بمركز دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والمتخصص بشؤون الخليج العربي، في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" وترجمته "عربي21" إن إسرائيل حصلت مؤخرا على مساعدة من دولة كبيرة في منطقة الخليج، عبارة عن مقدرات طبية، لكن بشكل غير معلن.


وأشار إلى أن "إسرائيل حاولت بمساعدة دولة الإمارات إعادة مواطنيها العالقين في المغرب بسبب إغلاق حركة الملاحة الجوية، لكنها وقعت ضحية نزاعات بين الإمارات والمغرب، ولذلك تم إرجاء عملية نقل الإسرائيليين".


ولفت جوزينسكي إلى أن "التجربة في أزمة كورونا أثبتت أن إسرائيل تتوفر لديها الإمكانية للاستفادة من علاقاتها القوية مع الدول العربية، حتى تلك التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية، من خلال استغلالها لما يمكن وصفها دبلوماسية الكوارث".


وأوضح أن "إسرائيل استطاعت من خلال أزمة كورونا إيجاد ثغرات مهمة في الواقع الشرق أوسطي، لإيجاد شرعية للعلاقات العربية معها، وتحضير الأرضية اللازمة لتوثيق المزيد من العلاقات المطلوبة".


وأكد أنه "في الوقت الذي طلبت فيه إسرائيل المساعدات من بعض الدول العربية لمواجهة أزمة كورونا، فإنها في الوقت ذاته قدمت المساعدات لدول عربية أخرى للغرض ذاته، فأرسلت للأردن خمسة آلاف قناع طبي، ومع مصر حافظت على خط اتصال مفتوح، ومع أن اتفاقات السلام معهما اقتصرت في معظمها على التنسيق الأمني، لكن أزمة كورونا وسعت آفاق علاقات إسرائيل بهذه الدول لقطاعات أخرى لم تكن حاضرة في السابق".

 

اقرأ أيضا: ناشطون يرفضون مغالطة تاريخية عن فلسطين بقناة عربية (شاهد)


وأوضح أن "إسرائيل زادت تنسيقها وتعاونها الثنائي مع الفلسطينيين لمواجهة الوباء، خاصة مع السلطة الفلسطينية من حيث إمدادها بالمعدات الطبية المطلوبة والطارئة، لأن أي تفشي للوباء في الضفة الغربية يعني بالضرورة انتقال العدوى لإسرائيل، وقد يتطور الأمر لخطورة أمنية، لأن إسرائيل في هذه الحالة سيتم تحميلها المسئولية عن مواجهة الفيروس بين الفلسطينيين".


وأضاف أن "الأمر ينطبق على قطاع غزة أيضا، حيث تواصل إسرائيل التنسيق مع منظمة الصحة العالمية وقطر، لإمداد القطاع بما يريد من مساعدات ومستلزمات طبية وصحية".


ونوه إلى أن "إسرائيل تبدو مطالبة باستغلال هذه المقدرات التي تحوزها، وظهرت في أزمة كورونا لإحداث تحول استراتيجي في علاقاتها مع المحيط العربي، رغم أن ذلك لا يعني أن اليوم التالي لانتهاء الأزمة، سيسفر عن توقيع اتفاقات سلام فورية بين الجانبين، لكنها يمكن أن تكشف عن فرص سياسية مهمة قادرة على إحداث تسوية في القضايا العالقة بينهما".


وأكد أن "أزمة كورونا فتحت أمام إسرائيل إمكانية تعميق هذا التعاون مع الدول العربية، وهي مطالبة باستغلالها، وتحويل الأزمة إلى فرصة، رغم العقبات التي تحول دون قدرة الدول العربية المعتدلة على التوجه لإقامات علاقات أحادية مع إسرائيل، لن تكون مقبولة على الفلسطينيين، خاصة إن نفذت إسرائيل تهديداتها بضم الضفة الغربية، ما سيحد من اندفاع الدول العربية باتجاهها".


وختم بالقول إن "تلك الدول العربية في حال قررت إسرائيل ضم الضفة الغربية ستضطر لاتخاذ خطوات معادية لإسرائيل، بدل التقارب معها، فضلا عن إمكانية أن تسفر عملية الضم عن زعزعة النظام في الأردن، مع العلم أن الضعف الذي يحيط بالدول العربية المجاورة لإسرائيل قد يشكل فرصة مناسبة لتقوية علاقاتها معها، وهذه مهمة مناسبة للحكومة الإسرائيلية الجديدة للدخول في مسار جديد مع العرب".