استعرض جنرال إسرائيلي كبير العمليات العسكرية السرية المستمرة في سوريا، في ظل مشاركة "الجيش" في حملته لمكافحة فيروس كورونا، بالتعاون مع جهاز الموساد ووزارات الصحة والحرب والخارجية.
وأضاف أهارون حاليوة رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، في حوار مطول أجراه موقع "والا"، وترجمته "عربي21" أن "الجيش جند كل دوائره الداخلية للمساهمة في مواجهة الوباء، خاصة قيادة الجبهة الداخلية وأقسام المخابرات والتكنولوجيا واللوجستيات والقيادة والسيطرة، وكل ذلك بتوجيه من رئيس هيئة الأركان، المسؤول عن تخطيط وصياغة المفهوم العملياتي وممارسة سلطته، بكل أسلحته وأجنحته".
وكشف النقاب عن أن "رئيس أركان الجيش يعمل منذ شهر ونصف لصياغة إطار استراتيجي محدث، وسيعقد مؤتمرا لمدة يومين لضباط اللواء، لتقييم آخر التطورات، وذلك لأننا أمام حدث ضخم، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ما يطرح أمام الجيش الإسرائيلي حسابات عميقة للغاية".
اقرأ أيضا: تقرير إسرائيلي يستعرض دور أجهزة الاستخبارات في أزمة كورونا
وأوضح أنه "في إطار المقارنة بين المواجهة في غزة أو لبنان، قال إنه إذا كانت هناك طائرة بدون طيار، وتسأل أين ترسلها، أقول لهم غزة، لأنها غير مستقرة، أما القواعد العسكرية في لبنان فهي معروفة، على اعتبار أن غزة اليوم لم نلاحظ اندلاع كورونا فيها، لكنني لا أعرف ماذا سيحدث في العام القادم، خاصة في حال عدم اليقين من الوباء، الذي سيغطي على مشهد الحرب بأكمله".
وأشار إلى أن "موجة ثانية من الوباء قد تندلع في غزة خلال شهرين أو ثلاثة، وفي حال نشوب الوباء فيها، فلن يكون ثلاثة مرضى، بل 30 ألفاً، وحينها لن نعرف أين سنذهب، مع العلم أن قطر ستواصل التبرع لغزة حيث تسيطر عليها حماس".
وأكد أن "الجيش يبدي استعداده للقتال، خاصة مع إمكانية انفجار المنطقة، وطالما أن كورونا يشكل خطرا على الأنظمة المختلفة من حول إسرائيل، فإن ذلك سيؤثر على علاقتها معنا".
وعلى صعيد الضفة الغربية، قال حاليوة: "قبل اندلاع أزمة كورونا، عشنا فترة من حرب الوراثة داخل السلطة الفلسطينية، ونشهد سنوات من الصراع بين السلطة الفلسطينية وحماس، فتح وحماس، ما يعمق التمايز بين الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنه يجب على الجيش الاستعداد لعواقب صفقة القرن، لتنفيذها، والتعامل مع نتائجها المتوقعة، خاصة إن وصلت الصفقة إلى مرحلة النضج المتمثلة بقرارات الضم".
وأوضح أن "الجدار الحدودي مع غزة لمواجهة أنفاق حماس على وشك الانتهاء، لكن الفرصة متاحة أمام الحركة التي تريد استعادة الإنجازات القليلة التي حققها الهدوء، خاصة على صعيد استرداد الأموال القطرية، لأن السيطرة على قطاع غزة مسألة مثيرة للقلق، في ضوء حاجات مليوني فلسطيني يقيمون هناك".
اقرأ أيضا: هآرتس: وحدة سرية بالجيش منعت عصيانا مدنيا بسبب كورونا
وانتقل الجنرال للحديث عن الوضع في سوريا، ومحاولات بشار الأسد إعادة قراءة التغييرات الإقليمية، وقال، إن "الأخير ربما بدأ يفهم، أنه إذا كان الإيرانيون هناك لمساعدته في محاربة داعش، فإنهم اليوم يشكلون خطرا على حكمه".
أما عن لبنان، وإمكانية حدوث تغيير فيها في الآونة الأخيرة، فقال الجنرال إن "حسن نصر الله يعرف جيداً الثمن الذي سيدفعه حزب الله ولبنان مقابل كل تصعيد مع إسرائيل، لبنان سيحاول مثل جميع دول المنطقة الخروج من كورونا، وهو يتحدث الآن عن استراتيجية للخروج، رغم أن الحزب يفهم أن دقة الصواريخ التي يحوزها خطر لن تسمح به إسرائيل، ويعلم أنها عازمة على التعامل مع التواجد الإيراني في سوريا". وأضاف: "نصر الله ليس غبيا، فهو يعرف مخابراتنا، ومدى قوة الجيش الإسرائيلي، والقوات الجوية والقدرات النارية".
ورأى أن "إمكانات إيران للبقاء في سوريا انخفضت، بفضل المعركة بين الحروب الإسرائيلية، والعمليات السرية التي سجلت في السنوات الأخيرة نقطة نجاح للسياسة الإسرائيلية".
وتابع: "نحن نعمل بدقة شديدة وثابتة، ونخضع كل عملياتنا للتقييمات الممتدة والهامة بما يتلاءم مع المؤسسة الإيرانية، سنستمر في مراقبة كل شيء في البرنامج النووي الإيراني عن كثب، ونضع جميع الأدوات على الطاولة لمنع إيران من حيازة قنبلة نووية".
"مساعدات كورونا" تشعل أزمة جديدة بين تركيا وإسرائيل
خبير عسكري إسرائيلي: نتجهز لسيناريوهات قاتمة بسبب كورونا
"يديعوت" تعلق على قصف إسرائيل لحمص وتربطه بـ"كورونا"