نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا أشارت فيه إلى العديد من النظريات المتعلقة بأصل ظهور فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العلماء شككوا في النظرية المدعومة من
ترامب، التي تقول إن فيروس كورونا مصدره مختبر صيني.
لماذا تعد أصول الوباء
مثيرة للجدل؟
وأفادت الصحيفة بأن أصول
كورونا، أثارت الجدل بشكل متزايد، حيث أشارت الولايات المتحدة وحلفاؤها الآخرون
إلى أن الصين لم تتسم بالشفافية عند وصفها لأصول تفشي الفيروس. في هذا السياق،
اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجود معلومات استخبارية تشير إلى أن الفيروس
قد يكون مصدره مختبر في ووهان. في المقابل، صرحت الأوساط العلمية بعدم وجود أي
دليل حالي يثبت صحة هذا الادعاء.
وأوضحت أنه فيما يتعلق
برواية الصين حول أصول الفيروس، تبدو القصة الرسمية التي روتها الصين غير منطقية
من ناحية الانتشار الوبائي الأولي، لا سيما حالات الإصابة المبكرة التي لم يثبت أي
اتصال واضح لها بسوق ووهان للمأكولات البحرية، الذي تدعي بكين بأن تفشي المرض
انطلق منه. وإذا لم يُصب هؤلاء الأشخاص في السوق، أو عبر أقاربهم الذين أصيبوا في
السوق، إذن ما الذي يفسر إصابتهم؟
مختبرات ووهان
وذكرت الصحيفة أنه وقع
فحص مختبرين في ووهان مسؤولين عن دراسة فيروسات كورونا الكامنة في الخفافيش بدقة.
وقد تطرقت مجموعة من النظريات إلى هذا الموضوع، حيث تقول إحداها إن معهد ووهان
لأبحاث الفيروسات أجرى تجارب على فيروسات كورونا الكامنة في الخفافيش، ثم تسرب
الفيروس وأصاب البشر.
أما النظرية الثانية
فتفيد بأن تدابير الأمن البيولوجي غير المتقنة التي طبقها العاملون في المختبر خلال
التجارب، وربما عند جمع أو التخلص من عينات الحيوانات، تسببت في إطلاق فيروس خطير.
هل هناك أي دليل على
أن الفيروس مصمم من قبل البشر؟
ونقلت ما جاء في رسالة
أُرسلت لمجلة "نيتشر" في شهر آذار/ مارس، والتي ورد فيها أن
"البيانات الجينية تُظهر بشكل لا يمكن دحضه أن كورونا ليس مشتقا من صلب أي
فيروس مستخدم سابقًا". بالإضافة إلى ذلك، تقترح الرسالة أن الفيروس ظهر بشكل
طبيعي وأصبح أقوى من خلال الانتقاء الطبيعي.
وقد شرح بيتر بن
أمبارك، الخبير في منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى غيره من المتخصصين، لصحيفة
"الغارديان" أنه إذا كان هناك أي تلاعب بالفيروس، فمن المتوقع أن تَظهر
أدلة تثبت ذلك في تسلسله الجيني.
ماذا لو أفلتت عينة
خطرة عن طريق الخطأ بسبب ممارسات السلامة المخبرية السيئة؟
وأوردت الصحيفة أن
إصدار عينة خطيرة عن غير قصد كان محور الاهتمام الأكبر. وفي سنة 2018، نقلت صحيفة
"واشنطن بوست" مخاوف مسؤولي السفارة الأمريكية بشأن ضعف الأمن والإدارة
في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات الذي زاروه عدة مرات، وعلى الرغم من أن الصحيفة
اعترفت أيضًا بعدم وجود دليل قاطع على أن المختبر يشكل مصدر تفشي المرض. في
المقابل، تعتقد مورين ميللر، وهي عالمة أوبئة عملت كجزء من برنامج أبحاث حول
الفيروسات ممول من قبل الولايات المتحدة، أن نظرية تسرب الفيروس من المختبر هي
"نظرية مؤامرة دون شك".
مشاكل في الجدول
الزمني وخريطة انتشار الفيروس
في حين أوضح الخبراء
الذين تحدثوا إلى صحيفة "الغارديان" أن فهم أصول الفيروس لا يزال
مؤقتًا، إلا أنهم أضافوا بأن المعلومات المتوفرة حول الانتشار الأولي خلقت أيضًا
مشاكل لنظرية تسرب الفيروس من المختبر. عندما قارن عالم الوراثة في كامبريدج، بيتر
فورستر، بين سلاسل جينوم الفيروس التي وقع جمعها في وقت مبكر من التفشي الذي حدث
في الصين وبعد ذلك عالميًا حدد ثلاث سلالات سائدة.
في المراحل الأولى من
التفشي، ظهرت سلالتان في نفس الوقت تقريبًا، وهما السلالة "أ" والسلالة
"ب"، مع سلالة "سي" المتغيرة التي نشأت لاحقا من السلالة
"ب".
ولكن في اكتشاف مفاجئ،
لم تكن النسخة ذات التشابه الوراثي الأقرب لفيروس كورونا الكامن في الخفافيش هي
الأكثر انتشارًا في المراحل الأولى في مدينة ووهان. بعبارة أخرى، لا يزال من غير
المؤكد أن ووهان كانت بالضرورة مصدر ظهور الفيروس لأول مرة.
وتساءلت الصحيفة
"إذا لم يكن هناك دليل على صنع الفيروس، وإذا كان أصله لا يزال محل خلاف
كبير، فلماذا ما زلنا نتحدث عن نظرية مختبرات ووهان؟".
وأشارت الصحيفة إلى
الدور الذي لعبه الوباء في تفاقم الصراعات الجيوسياسية القائمة، والذي دفع إلى حرب
مضللة جذبت الولايات المتحدة والصين وروسيا وغيرها. كما وقع استهداف الصحفيين
والعلماء من قبل أشخاص ذوي اهتمام واضح بإظهار الأدلة الظرفية المتعلقة بأصل
الفيروس، ربما كجزء من هذه الحملة ولإخفاء حقيقة أن عددا قليلا فقط من الحكومات
استجاب للأزمة بطريقة مثالية.
وتشير المعلومات
المتوفرة الحالية حول فيروس كورونا وأصله إلى أن التفسير الأكثر احتمالا لا يزال
غير واضح. مثل الفيروسات التاجية الأخرى من قبل، انتقل فيروس كورونا ببساطة إلى
البشر عبر حدث طبيعي، وهي نقطة الانطلاق بالنسبة للكثيرين من الوسائط العلمية، بما
في ذلك منظمة الصحة العالمية. وتجدر الإشارة إلى أن إجراء المزيد من الاختبارات في
الصين في الأشهر المقبلة قد يؤدي إلى تحديد مصدر تفشي المرض في نهاية المطاف.
كيف يبدو فيروس كورونا بعد تكبيره مليون مرة؟ (صور)
مدير جامعة سعودية يعلن عن إنتاج لقاح لـ"كورونا 2012" (فيديو)
اللقاحات تعتمد على أمرين.. لهذا يستغرق صنعها وقتا طويلا