مقابلات

"عربي21" تحاور خبير وبائيات فرنسيا حول مستجدات كورونا

فرانسوا دوروش قال إنه "لا يمكننا القول إن العالم أسدل الستار على أقسى الشهور التي عاشها تحت وباء كورونا"- عربي21

قال الرئيس السابق للاتحاد الوطني للأطباء الفيدراليين في فرنسا، فرانسوا دوروش، إنه "لا يمكننا القول إن العالم أسدل الستار على أقسى الشهور التي عاشها تحت وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؛ فما زالت أعداد المصابين والقتلى في ازدياد".

 

وأكد دوروش، في الحلقة الأولى من مقابلته مع "عربي21"، أنه "بدون مصل لقاح أو علاج يمنع تدمير هذا الفيروس للأجهزة الحيوية في جسم الإنسان فإن البشرية ستظل عرضة لتفشي الوباء بشكل أو بآخر".

وكشف أن "دولة كرواتيا رفضت مؤخرا استقبال مساعدات طبية من مصر، حيث اقترحت الرئيسة الكرواتية، غرابار كيتاروفيتش، على الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقدمها إلى طواقمه الطبية الذين هم في أمس حاجة لها، بدلا من التفاخر بإرسالها إلى دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أقدر منه على التصدي لجائحة كورونا"، ساخرا بالقول إن "مصر أحق باستقبال المساعدات الطبية من دولة العسكر".

وأشار دوروش، وهو خبير الوبائيات والأمراض المعدية، وأحد العاملين بالأطقم الطبية في باريس، إلى أن "بعض الدول استخدمت هذا الوباء العالمي في حملات دعائية سواء كانت انتخابية، كما هو الحال في أمريكا أو للتظاهر بأنهم دولة قوية ومحمية ولا يحدث فيها مثل هذه الأوبئة لعناية السماء بها مثل مصر التي قدمت شحنات مساعدات طبية لدول أكثر تقدما منها بكثير، وأكثر استقرارا في المجال الطبي.

وتاليا نص الحلقة الأولى من المقابلة:

 

ما مدى مصداقية الجدل الخاص بأن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تم إنتاجه في أحد مختبرات الصين وأنه تم إجراء تعديلات في الحمض النووي للفيروس؟


كثرت الأقاويل والتخمينات حول مصدر هذا الفيروس القاتل، لكن الجميع يتفقون على أن مصدره هو مدينة ووهان في الصين. أما بخصوص إن كان تم تصنيع الفيروس في أحد معامل الصين البيولوجية فنحن لا نستطيع الجزم بذلك، خاصة أن الصين دولة اعتادت القرصنة وسرقة الأبحاث العلمية والتقنية. وفي مثل هذه الدولة التي تنتعش على السرقة فإنه من السهل حدوث خطأ تنفيذ فكرة قد سرقها أحدهم من مصدر آخر.

ليس معنى هذا أن الصين سرقت أبحاث حرب بيولوجية خاصة بفيروس كوفيد-19، لكن إن تابعنا هذه الاحتمالية فإنه غير مستبعد أن معامل الصين قد تكون استخدمت فيروسا من عائلة السارس بهدف ما، ونتج عنه الوصول إلى هذه السلالة.

وأصحاب نظرية أن الفيروس تم تصنيعه في الصين يشيعون حدوث تسرب بيولوجي أدى إلى هذا الوباء العالمي. وعليه فإن الإدارة الأمريكية الحالية تلوح إلى مثل هذه الاحتمالية، ويبدو أن الرئيس ترامب يسير وراء هذه الفرضية، ولكن للرجل دوافع سياسية خاصة بالانتخابات في بلاده. ولكن بغض النظر عن دوافعه فإن مثل هذه التحقيقات قد تكشف لاحقا أن الصين كانت تقوم بأبحاث على سلاح جرثومي سواء معتمدة على قوتها الذاتية أو أنه تم سرقته من بعض الأماكن الأخرى التي من المعروف أن لديها برامج بحثية وقتالية في الحرب الجرثومية.

إنه من المفترض أن يكون لدى هيئة الأمم المتحدة خطة لدراسة هذا الوباء والتأكد من أسبابه، وإن كان فقط لتفادي تفشي وباء آخر مثله في المستقبل. فإن تأكد لمثل هذه الدراسات أن الوباء كان مصدره تسرب من سلاح جرثومي تقوم به دولة الصين بغرض عدواني أو لإثبات قدراتها كقوة عظمى فإنه يتعين على الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي دولة تعرض السلم والصحة العالمية لمثل هذه الخسائر، حيث أن استخدام مثل هذا السلاح في حرب جرثومية قد يودي بحياة ملايين من البشر في ساعات معدودة، ولنا القياس على هذا الوباء والأعداد الكارثية للمصابين والقتلى، وهو لم يحدث في حرب جرثومية مباشرة أو معلنة.

وإلى أي مدى تؤيد نظرية أن الفيروس من صنع البشر وأن أصله ليس طبيعيا؟

 
بالتأكيد ليس لدينا معلومات كافية ترجح هذه النظرية، لأن الجميع الآن مُحاصرون بهذا الوباء سواء كان مصدره الحرب الجرثومية في الصين أو العادات الغذائية غير الصحية لشعب تلك الدولة الذين لا يتورعون عن أكل كل شيء من حشرات إلى جرذان أو خفافيش.

والبعض يظنون اتهام العادات الغذائية القذرة للشعب الصيني على أنها هجوم عنصري أو تحريضي، لكنه بالفعل شيء غير أدمي ويضر بالصحة العالمية.

وهذا ما يأخذنا إلى القول السائد، الذي رجّحه العلماء، إن الفيروس انتقل من الخفافيش إلى الأفاعي أو العكس ومن ثم إلى الشعب الصيني الذي يأكل هذه الحيوانات. فإن صحت هذه النظرية فيجدر بالمهتمين بالصحة العامة الضغط على الحكومة الصينية لمنع مثل هذه العادات وحضها على إعادة تعريف ما هو طعام وما هو "قاذورات" لا يليق ولا يجدر بالإنسان الذي كرمه الإله أن يأكلها.

وما الذي وصلت إليه أزمة كورونا حتى الآن؟


الوضع كارثي ولا يخفى على أحد إلى أين وصلت هذه الجائحة؛ فأعداد المصابين بهذه الجرثومة تخطى حاجز الثلاثة ملايين ونصف مليون من البشر في أرجاء المعمورة، وأعداد القتلى من هذا الفيروس زادت عن الربع مليون إنسان. وهذه الأرقام في اطراد متسارع فلا غرابة إن وصل عدد القتلى إلى نصف مليون في أيام قليلة وعلت الإصابات فوق الخمسة ملايين.

المرعب في هذا الأمر أنه لا أحد يعرف ما هذا الكائن الدقيق الخطير. وكل يوم نكتشف أنه ينتقل بطريقة مختلفة عما كان معروف في الأيام الأولى للوباء. آخر الدراسات تقول إنه ينتقل عن طريق الملامسة والمخالطة المباشرة للمصابين أو عن طريق إفرازاتهم أو الرذاذ المتناثر منهم سواء عن طريق السعال أو العطس.

كذلك تطورت الإصابات، حيث لم تعد تقتصر على البشر، ولكنها تعدتهم إلى الحيوانات مثل القطط والكلاب، وكذلك الحيوانات من الفصيلة القطية، كالنمور، والتي تتصل بالبشر بشكل مباشر عن طريق الرعاية في حدائق الحيوان أو الحيوانات المستأنسة في بيوت الناس.

وأيضا هناك كشوفات ترجح إصابة الأطفال بأعراض وإصابات في الأوعية الدموية بشكل يؤكد أن فيروس كورونا له أضرار صحية متفاوتة حسب المصاب سواء كان صغيرا أو كبيرا، إنسانا أو حيوانا.

لكن البعض يقول إن العالم يسدل الستار على أقسى الشهور التي عاشها تحت هذا الوباء؟

 

بالطبع لا نستطيع أن نقول إننا أسدلنا الستار على أقسى الشهور؛ فما زالت أعداد المصابين والقتلى في ازدياد. هناك بعض الدول التي استطاعت وضع الإصابات تحت السيطرة عن طريق الحجر الصحي والعزل الاجتماعي، ولكنه الوسيلة الوحيدة التي نعرفها إلى الآن. لكن بدون مصل لقاح أو علاج يمنع تدمير هذا الفيروس للأجهزة الحيوية في جسم الإنسان فإن البشرية ستظل عرضة لتفشي الوباء بشكل أو بآخر، خاصة أن البلدان التي تخضع للحجر الصحي والتباعد الاجتماعي صارت تتململ تحت التهديد الاقتصادي والكساد فصاروا يبحثون عن طريقة للموازنة بين المرض والاستمرار في الحياة عامة.


وكيف تقيم طريقة إدارة أوروبا بشكل عام، وفرنسا بشكل خاص، لأزمة فيروس كورونا؟


تتعامل أوروبا وفرنسا مع هذه الجائحة بالطريقة الوحيدة المتاحة في غياب دواء أو مصل لقاح وهي العزل الاجتماعي، والكشف المستمر عن المصابين. ويتوقف التقييم بالطبع على مَن يقوم به وما هو موقفه؟حيث نرى أن جماهير الناس قد تململت من الحبس في بيوتها وصارت ممنوعة من ممارسة حياتها العادية وكثير منهم يضعون اللوم على الحكومات والمراكز البحثية التي عجزت عن إنجاز علاج أو مصل في الوقت الذي رأينا هذه الهيئات العلمية تتبجح في أمور خيال علمي مثل تعديل الشفرة الوراثية للمواليد أو تحضير أدوية مصنعة خصيصا للأفراد بناءً على الحمض النووي الخاص بهم. ويتساءل الكثيرون: كيف لمن جعلوا الناس تعتقد أنهم قادرون على تصنيع الأطفال في المخابر الطبية بالمواصفات التي يحددها الأب والأم ألا يقدرون على مواجهة كائن لا يرى بالعين المجردة؟

وما هي خطورة انتشار الوباء في الدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة والمتهالكة كمصر أو غيرها؟


كثير من هذه الدول تعاني من انعدام البنية التحتية والخدمات الصحية، وإن وجدت فهي ضعيفة ومتهالكة، كما ذكرتم. وفي أزمة كالتي يمر بها العالم فإن شعوب هذه الدول، التي غالبا ما تكون بها حكومات متسلطة، هم أكثر من يقع ضحايا لهذا الوباء دونما تدقيق في حالتهم أو أسباب الوفاة.

وقد رأينا في مصر أن كثيرا من المواطنين البسطاء قضوا نحبهم جراء فيروس كورونا، إلا أن حكومة السيسي أصدرت شهادات وفاة لا تثبت أن الفيروس كان سببا لوفاتهم، ولكن تجعل سببه توقف في القلب وغيره.

وبعض الدول في أفريقيا والشرق الأوسط تفاخرت بأن الوباء هو وباء الأغنياء، وأنه لا يصل إليهم لقلة تنقلهم وعدم احتكاكهم المباشر بمختلف دول العالم، ولكن هذا مخالف لتقارير منظمة الصحة العالمية، ونحن نعلم أنه لا يوجد أي مكان على ظهر الأرض لم يصله الفيروس سواء بصورة مباشرة للتنقل أو بطرق أخرى لا نكاد ندركها بعد.

ورغم فقر الإمكانات الطبية في هذه الدول، إلا أنه يتوجب على الحكومات تطبيق أبسط طرق الوقاية والحماية من هذا المرض، وهي النظافة الشخصية، والامتناع عن تناول الحيوانات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، كالخنزير والكلاب والقردة والفئران والخفافيش والأفاعي وما شابهها.

وكذلك يجب على الدول التعاون مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة للحصول على مواد الكشف عن المرض عند حدوثه والعناية بالمرضى بشكل يسمح لهم بالتعافي، حيث التعافي لا يحتاج تقنيات عالية، إلا إذا ساءت حالة المريض فعندها يستوجب وضعه في العناية المركزة، ومع الأسف تكون فرص النجاة ضئيلة في البلدان الفقيرة إن لم تتوفر وحدات عناية مركزة وطب وقائي بمستوى جيد.

كيف تنظر لقيام دولة مصر على سبيل المثال بإرسال شحنات مساعدات طبية لبعض دول أوروبا وأمريكا فضلا عن الصين؟


بعض الدول، مثل مصر والولايات المتحدة، استخدمت هذا الوباء العالمي في حملات دعائية سواء كانت انتخابية، كما هو الحال في أمريكا أو للتظاهر بأنهم دولة قوية ومحمية ولا يحدث فيها مثل هذه الأوبئة لعناية السماء بها مثل مصر.

أسفنا كثيرا عندما وجدنا شحنات المساعدات الطبية ترسلها حكومة مصر إلى دول أكثر تقدما منها، وأكثر استقرارا في المجال الطبي. وسبب انزعاجنا كان في الأول لتجاهل السلطات المصرية للوباء وإقناع المواطن البسيط أن الله يحمي مصر، وأنها في رباط ولا يمكن لهذا الوباء أن يدخلها.

وأنا كطبيب لا أفهم مثل هذه الترهات الإعلامية؛ فمن المعروف تاريخيا أن مصر تعرضت لعدة أوبئة سواء الكوليرا وغيرها. فكيف استطاعت الألة الدعائية لنظام السيسي أن تمرر مثل هذا الوهم والخرافات على شعب المفروض أنه مسلم ومؤمن ويعلم من تقاليده الدينية بأن الوقاية من الأوبئة واجبة، ولا تكون عن طريق الأوهام، بل عن طريق الأخذ بالأسباب الدينية الطبية المعروفة.

ومن المؤسف أن مساعدات نظام السيسي استمرت في سفرها لدول مستقرة وغنية في وقت خرج فيه الأطباء وموظفو الإسعاف وباقي الأطقم الطبية بمصر على مواقع التواصل يشتكون من انعدام هذه المعدات والأقنعة الطبية لهم، ولم يتمكنوا حتى من شرائها بمالهم الخاص. هذا من السخف والاستهانة بحياة المواطن بشكل غير لائق.

لقد قامت بعض الصحف الأمريكية بالسخرية من نظام السيسي عندما وصلت هذه المساعدات الطبية إليهم وقالوا إنه يبدو أن الولايات المتحدة تدنى حالها إلى مصاف دول العالم الثالث أو أن السيسي يعتقد أن الموازين انقلبت، وصار هو من يعطي المساعدات بدلا من أن يتلقاها سنويا من حكومة بلدهم.

وكذلك، علمنا أن دولة كرواتيا قد رفضت خلال الأيام الماضية استقبال المساعدات الطبية من مصر، حيث اقترحت الرئيسة الكرواتية، كوليندا غرابار كيتاروفيتش، على السيسي أن يقدمها إلى طواقمه الطبية الذين هم في أمس حاجة لها بدل التفاخر بإرسالها إلى دول أعضاء في الاتحاد الأوربي أقدر منه على التصدي لهذه الجائحة. 


وربما كان هذا الرفض المخجل سببا في عدم تقديم المساعدات الطبية إلى دولة ألمانيا، واكتفى السيسي بإعلان تضامنه مع ألمانيا وحكومتها، مما استجلب ردا باهتا من المستشارة الألمانية بالشكر للسيسي على "رقة قلبه" وتأكيدها على العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين.

ونحن لا ننسى ما حدث منذ فترة بسيطة عندما قامت دار الأوبرا الألمانية بسحب وسام قد منحته للطاغية العسكري في مصر بعد تعالي الاحتجاجات على منح رجل مثله وساما للسلام والفن، بينما هو يقتل ويعتقل مواطني بلده بشكل تعسفي. لولا هذه الإهانة للسيسي ربما كان أسرع إلى إرسال أطنان المساعدات التي تقدمها دولة العسكر إلى دول العالم، بينما تصرخ دولة مصر بأنها أحق بتلقي المساعدات الطبية من دولة العسكر الكريمة إلى هذه الدرجة.

لكن ألا تعتقد أن السلطات المصرية نجحت في إدارة أزمة كورونا حتى الآن في ظل العدد القليل من المُصابين لديها؟


مع الأسف ما زالت حكومة السيسي تراوغ في شأن هذا الوباء، وبعدما اضطروا صاغرين إلى الاعتراف بهول الإصابات في بلدهم مصر، إلا أن الحكومة تصر على عدم التعامل العلمي والفعال مع هذه المصيبة. وخرجت علينا وزيرة الصحة المصرية تلقي اللوم على المواطنين وتتهمهم بالإهمال، وأنهم سبب تفشي وباء كورونا في مصر. هذا ليس وقت الإشارة بإصبع الإتهام، ولكن على الحكومات جميعها التعامل مع المواطنين بشكل يضمن تعافي المصابين منهم بأقل خسائر للموت، وكذلك الحفاظ على الجماهير كي لا تنتقل لها العدوى.

إنه من المخزي أن نرى حكومات كمصر تُغلق المساجد وتسمح للأسواق التجارية والأعمال الفنية والملاهي الليلية بمباشرة العمل، وهو مثال على سوء الفهم وعدم القدرة على إدارة الأزمة. إن كان المصلون قادرون على نقل العدوى فهم أنفسهم الذين يذهبون إلى الأسواق التجارية. فيجب تعميم الحجر الصحي كي لا تنفجر أرقام الإصابات.

ومن الواضح أن نظام السيسي الانقلابي لا يهتم بصحة الإنسان المصري فهو حرفيا يتعامل مع المعتقلين السياسيين في سجونه على أنهم جثث مُعدة للعرض على شاشات إعلامه كإرهابيين قتلهم في سيناء.

رأينا مؤخرا كيف قام بتصفية مجموعات من المدنيين والمعتقلين وتصوير جثثهم بأنها لمجموعات إرهابية قاومت جنوده وقتلت ضباطه في سيناء. مثل هذا النظام المتوحش لا يمانع إن قُتل نصف سكان مصر بسبب وباء كورونا أو لتلميع صورته على أنه مُحارب للإرهاب الذي هو حقيقته.

لقد باتت المنظمات الدولية متوقعة لموجات التصفية والقتل الجماعي في سيناء كلما سقط جنود السيسي في حروبه العدوانية في دولة الجوار ليبيا على سبيل المثال. فبدلا من أن يكرم هؤلاء الجنود القتلى المحمولون من ليبيا إلى أهاليهم في توابيت على أنهم شهداء الواجب والشرف، فإنه يقدمهم على أنهم شهداء الحرب الوطنية على الإرهاب الإسلامي في سيناء.

هو يعلم أنه لا واجب له ولا شرف في الاعتداء على ليبيا ومناصرة الإرهابي حفتر في قتل المدنيين وتعكير السلم العام في تلك الدولة، ولذا فهو يستغل جنوده مرتين. مرة لمناصرة جنرال ساقط مجرم مثله في ليبيا هو حفتر، ومرة يقدم هذه الجثث للعالم على أنها الثمن الذي يحميهم من المد الإسلامي والإرهاب الذي قد يصل إلى أوروبا والعالم.