توقع جنرال إسرائيلي بارز، اندلاع موجة عمليات فلسطينية وصفها بـ"العنيفة" بالضفة الغربية المحتلة، محذرا في الوقت ذاته من انهيار السلطة الفلسطينية.
وقال ميخائيل ميلشتاين رئيس
"منتدى الدراسات الفلسطينية" التابع لمركز موشيه دايان بجامعة "تل
أبيب" العبرية، إن "الاستقرار الاقتصادي في العقد الأخير في الضفة، هو السبب
المركزي للهدوء الذي ساد المنطقة، رغم الأزمات الحادة مثل اندلاع انتفاضة السكاكين،
والحرب في غزة، ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس ونشر صفقة القرن".
وزعم في مقال له بصحيفة
"معاريف" العبرية، أن "الذاكرة الصادمة المتعلقة بأحداث الانتفاضة الثانية
والاعتراف بأن الوضع في المناطق جيد بالنسبة لباقي الشرق الأوسط في عصر الهزة، أدت
بمعظم الفلسطينيين إلى التركيز على تطوير نسيج حياتهم والامتناع عن الانضمام إلى الكفاح
العنيف"، في إشارة إلى وسائل المقاومة الفلسطينية المختلفة ضد الاحتلال.
ضم الضفة
ونوه ميلشتاين إلى أنه
"في ظل كورونا، تتعرض هذه "اللبنة الأساسية" من الاستقرار في المناطق
لصدمة شديدة؛ فنحو 100 ألف من أصل 140 ألف عمل تجاري في المناطق أوقفت أعمالها؛ ونحو
450 ألف عامل بلغوا عن مصاعب عيش لعائلاتهم، بعد أن فقد معظمهم مصادر دخلهم".
وتابع: "عدد العمال العاملين
في إسرائيل هبط من نحو 113 ألفا إلى 30 ألفا؛ وانخفض الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني
بـ14 في المئة في الأشهر الأخيرة، مقارنة بالفترة الموازية من العام الماضي، وهناك
120 ألف عائلة في المناطق أضيفت لدائرة الفقر".
اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة بالضفة
ولفت إلى أن "الإحباط المتزايد والقلق الجماعي مما سيأتي، يتشكلان على خلفية أزمة سياسية حادة، في ضوء التخوف الفلسطيني من ضم حكومة الوحدة للضفة، فيما لا يزال معظم الجمهور الفلسطيني يبدي اهتماما متدنيا بالدراما السياسية، ولكن في ضوء التغيير في الظروف الاقتصادية، من شأن أجزاء واسعة منه الانضمام إلى المواجهات العنيفة".
وأوضح الجنرال، أن "موجة
المواجهات في الأسبوع الأخير في مناطق الضفة الغربية، تشبه على نحو ظاهر موجات عديدة
صعدت وهبطت في السنوات الأخيرة، ولكنها تجري في سياق جديد ينطوي على إمكانيات تفجر
أكبر مما كانت في الماضي".
الاستقرار الاستراتيجي
وأشار إلى أن "إسرائيل
أظهرت حتى الآن حساسية وحذرا في سلوكها تجاه الساحة الفلسطينية في عصر كورونا، ويبدو
بارزا التفهم لمركزية الاقتصاد في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي، وعلى هذه الخلفية
تم تحويل نحو 3 مليارات شيكل للفلسطينيين في الأشهر الأخيرة لغرض دفع الرواتب وتزويد
الجمهور بالاحتياجات الأساسية".
وأوصى رئيس "منتدى الدراسات الفلسطينية"، "إسرائيل بأن تواصل
وتوسع هذه السياسة، مع إعطاء تشديد على دعم مالي طويل للسلطة، وتشجيع المساعدة الدولية
للفلسطينيين، واستئناف سريع لعمل العمال في إسرائيل، والتفكير في تعليق خطوات العقاب
(المحقة بحسب رأيه) على تحويل الأموال إلى عائلات الأسرى".
وأكد أن "مثل هذه السياسة
كفيلة بأن تسمح بالهدوء في الضفة، حتى لو نشأت بالتوازي أزمات سياسية، ولا سيما حول
مسألة الضم (الضفة الغربية المحتلة والغور)"، معتبرا أن الحفاظ على السلطة وضمان
عدم تأثير الأزمة الاقتصادية عليها، هو "الضمانة الأطول للاستقرار الأمني والسياسي".
وقتل جندي إسرائيلي الثلاثاء
الماضي، خلال تنفيذه حملة اعتقالات في قرية يعبد شمال غربي جنين بالضفة الغربية المحتلة،
في حين أعلن عن استشهد فلسطيني عقب إطلاق قوات الاحتلال النار عليه بحجة تنفيذه عملية
دهس ضد الجنود على مدخل "بيت عوا" في مدينة الخليل جنوب الضفة.
أصوات إسرائيلية تعارض خطة الضم بالضفة.. "خطر وجودي"
بومبيو يزور إسرائيل الأربعاء لبحث "صفقة القرن" وملف إيران
ضغط فرنسي لمعاقبة إسرائيل بحال ضمت أجزاء من الضفة المحتلة