كثفت المليشيات
التابعة للحرس الثوري
الإيراني و"
حزب الله" اللبناني من التحركات في
الجنوب السوري، وسط أنباء عن زيادة في تغلغل المليشيات في مناطق انتشار القوات
التابعة للنظام، وذلك تفاديا لمزيد من الضربات الإسرائيلية، وفق ما أفادت مصادر
خاصة لـ"عربي21".
المصادر أوضحت،
أن التحركات الأخيرة تأتي في إطار إعادة الانتشار، موضحة أن "المليشيات أعادت
انتشارها في محافظتي القنيطرة ودرعا، رغم المحاذير الإسرائيلية".
وفي هذا الصدد،
أكد الباحث في "المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام"، النقيب
رشيد حوراني، أن الوجود العسكري الإيراني في الجنوب السوري، لم يتراجع يوما على
الرغم من تعهد روسيا بإبعاد تلك الميليشيات مسافة 40 كيلومترا عن الحدود مع
الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف
لـ"عربي21" أن هذا الوجود أخذ أشكالا وصورا متعددة، بدءا من تجنيد
العملاء في البيئة المحلية مرورا بتوكيل قيادات من "حزب الله" لتشرف على
المليشيات في المناطق الحدودية مع الاحتلال، وليس انتهاء بالتواجد العسكري المعلن
والتلويح باستخدامه.
وتابع حوراني،
أنه على الرغم من وجود اتفاق دولي يحكم المنطقة الحالية، ويمنع – إن صح القول –
إيران من أي مغامرة عسكرية، إلا أن إيران قياسا على سياستها في المنطقة في الفترة
السابقة، فإنها تستمر في التحرك لتحسين وضعها الذي آلت إليه، وهذه التحركات تندرج
ضمن هذا الإطار، ولتحقيق التغطية التي تهدف التمويه والتخفي لامتدادها، بمعنى تخلق
الذريعة "التصعيد العسكري الحالي" لتتمدد بستاره.
وحول أسباب
إعادة الانتشار في هذا التوقيت، قال: تعمل إيران على إعادة الانتشار لتوجيه رسالة
للروس الذين يناورن لضبط تحركاتها في الجنوب خاصة وفي
سوريا عامة، ومن الواضح أن
هناك تناحرا بينهما، وأن تحالفهما يمكن تسميته بتحالف الضرورة.
وأضاف حوراني: "تتزامن هذه التحركات مع ما يجري اليوم في سورية من فرز بين أقطاب المحور الواحد،
النظام وداعميه (روسيا وإيران) ولو أن هذا الفرز قد يكون في بداياته تطورا بطيئا،
وهو أمر كان متوقعا منذ البداية، واستدرك: "التحركات تتوافق مع أن النظام
اختار أن يكون إلى جانب إيران في هذا الفرز".
وأنهى بقوله:
"إيران في الجنوب ترسل رسالة لروسيا بقدرتها على خلط الأوراق في الجنوب،
وتهديد إسرائيل لأنها عملت خلال الفترة السابقة على مرأى الروس بإنشاء خط دفاع لها
من منطقة الحرمون وحتى معبر نصيب، وكل ذلك بهدف استخدام ما بيدها من أوراق لتحسين
وضعها عبر التفاوض".
الناطق باسم
"تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، أكد بدوره لـ"عربي21"
أن المليشيات الإيرانية تضع نصب عينها الانتشار في المنطقة الغربية من
درعا، تحت
ذريعة وجود خلايا لتنظيم الدولة، نظراً لكون المنطقة مجاورة للأردن والاحتلال
الإسرائيلي.
وقال: إن من
الواضح أن المليشيات الإيرانية تقوم بالتستر على تحركاتها تحت ستار
"الجيش"، مبينا أن "عناصر المليشيات يلبسون لباس جيش النظام، حتى
لا يثيروا الشبهات، وهذا ما وضحته الصور والمقاطع المصورة للتعزيزات".
وعن مناطق
انتشارها، أوضح الحوراني، أن "مليشيات إيران وحزب الله، ينتشرون حاليا في
مركز مدينة درعا، في حي الضاحية، وكذلك في مناطق متفرقة من الأرياف في ثكنات
النظام".
وشهدت مدينة
درعا منذ مطلع الشهر الجاري، عددا من الحوادث الأمنية، وقام على إثرها النظام
بتحشيد قواته فيها، تمهيدا كما يبدو لاقتحامها، مدعوما من المليشيات الإيرانية،
و"حزب الله".