أطلقت الصين تصريحات تصعيدية ضد تايوان، الأربعاء، بعد ما اعتبرتها "استفزازات" غربية، ولا سيما من جانب الولايات المتحدة.
وفي إطار التراشق بين بكين وواشنطن على خلفية أزمة فيروس كورونا المستجد العالمية، أطلقت الأخيرة حملة ضغوط بشأن تايوان، لا سيما في ما يتعلق بعضويتها في منظمة الصحة العالمية، وهو ما تعتبر الصين أنه يأتي في سياق محاولات تحقيق فصل كامل للجزيرة عن البلاد.
والأربعاء، قال مكتب شؤون تايوان الصيني إن "إعادة توحيد" تايوان مع البر الرئيسي هو "المسار الطبيعي للتاريخ".
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث ما شيوجيانغ، في بيان، تشديده على أن المحاولات الرامية لاستقلال الجزيرة محكوم عليها بالفشل.
وأضاف أن الصين لن تترك أي مجال على الإطلاق لأشكال مختلفة من "استقلال تايوان" أو التساهل مع أي عمل لفصل الجزيرة.
ورافق التصعيد المتعلق بعضوية تايوان في منظمة الصحة العالمية توقيع تايبيه مع باريس، في نيسان/ أبريل الماضي، على صفقة تسليح، ما أثار غضب بكين.
ما قصة تايوان مع "الصحة العالمية"؟
كانت تايوان، المعروفة بجمهورية الصين بحسب التسمية الرسمية، من الأعضاء المؤسسين لمنظمة الصحة العالمية عند إنشائها عام 1948.
لكنها أقصيت منها عام 1972، بعد عام على إقصائها من الأمم المتحدة وانتقال مقعدها إلى جمهورية الصين الشعبية.
اقرأ أيضا: صحيفة ألمانية: هل اقتربت الحرب الكبرى بين أمريكا والصين؟
ويحكم نظامان متخاصمان الصين وتايوان منذ 1949 حين فر القوميون التابعون لـ"تشانغ كاي تشيك" إلى الجزيرة بعد هزيمتهم أمام القوات الشيوعية بزعامة "ماو تسي تونغ" خلال الحرب الأهلية الصينية.
وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتعتزم استعادتها بالقوة إن اقتضى الأمر، وهي تندد بأي اعتراف دولي بتايوان كدولة ذات سيادة، وشددت في السنوات الأخيرة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية على الجزيرة.
وسمحت بكين بين 2009 و2016 لتايبيه بالمشاركة بصفة مراقب في منظمة الصحة العالمية تحت تسمية "تايبيه الصينية"، في فترة كانت العلاقات بين الطرفين فيها أكثر تقاربا.
لكن التوتر تصاعد مع انتخاب الرئيسة الحالية "تساي إنغ-ون" عام 2016، وهي تنتمي إلى حزب يعتبر تايوان دولة مستقلة وتعارض مبدأ الانتماء إلى "الصين الواحدة".
ولم تجد تايوان الكثير من الدعم الدبلوماسي لمطالبتها بالانضمام إلى الهيئات الدولية، غير أن الأمور تبدلت مع تفشي فيروس كورونا المستجد.
فوجدت الصين نفسها تحت المجهر وموضع مساءلة بشأن استجابتها لانتشار وباء كوفيد-19، وسط مزاعم بأن عمل حكومتها ساهم في تفشي الفيروس في العالم.
وتقول تايوان ومؤيدوها إنه من غير العدل إقصاء 23 مليون شخص، هم سكانها، من منظمة الصحة العالمية، وخصوصا في ظل أزمة صحية كبرى.
وهي تؤكد أن بإمكان قادة العالم والأطباء الاستفادة من خبرة الجزيرة في مكافحة الفيروس، فيما تعتبر بكين أن فتح هذا الملف الآن يأتي في إطار ضغوط واستفزازات ضدها.
سخرية صينية من أمريكا وتعاملها مع كورونا بفيلم كرتوني (شاهد)
الصين ترفض إشراك "الصحة العالمية" بتحقيق انتشار كورونا
بومبيو يتوعد الصين بدفع الثمن بسبب ضحايا كورونا بأمريكا