أكد محللون أتراك، أن ليبيا، قد تصبح ساحة صراع جديدة، بين موسكو وأنقرة، وتكاد التجربة في سوريا تنتقل إلى البلد الأفريقي، في الوقت الذي تدعم فيه تركيا حكومة الوفاق في طرابلس، وروسيا مليشيات حفتر في الشرق الليبي.
وقال الكاتب التركي، محمد أجاد في مقال له في صحيفة "يني شفق"، ترجمته "عربي21، إن ثماني طائرات روسية وصلت من قاعد حميميم في سوريا، إلى قواعد جوية لحفتر في الجفرة وطبرق في الشرق الليببي.
وأشار إلى أن الاجتماع الأمني الذي عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إسطنبول الأربعاء الماضي، قد يكون متعلقا بالأخبار القادمة من ليبيا ببشأن حركة المقاتلات الروسية من سوريا إلى ليبيا، والتهديدات الجديدة التي أطلقتها مليشيات حفتر لتركيا.
ونقل الكاتب، تصريحات متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالن لوكالة "بلومبيرغ"، هدد فيها بأنه إذا استهدف حفتر مصالح تركيا في ليبيا، فإن بلاده ستعتبر مليشيا حفتر أهدافا مشروعة لها، وسترد على أي هجوم بقوة.
ولفت إلى أن حفتر تلقى ذات الرسالة من تركيا، عندما احتجز مواطنين أتراكا في جزيران/ يونيو من العام الماضي، واضطر بعدها لإطلاق سراحهم.
اقرأ أيضا: FT: الأمم المتحدة تحقق في وصول مقاتلات روسية لدعم حفتر
وأشار إلى أن الإشكالية في المعادلة الجديدة، تكمن في أنه مع تهديدات حفتر المتزايدة، يظهر الروس في ليبيا، بنوع جديد من التحدي.
وأضاف أن التجربة السورية تعود في ذاكرة أنقرة، في ظل إنشاء الروس ممرا جويا بين قاعدة حميميم وليبيا، ونقل طائرات حربية إلى البلد الأفريقي.
وأوضح أن الذاكرة تعود إلى أيلول/ سبتمبر 2015، عندما غير الروس مسار الحرب السورية، بتدخل وحشي لصالح نظام دمشق، متجاهلين قواعد الحرب.
وأكد أن أنقرة تشعر بالقلق الشديد، إزاء خشيتها من تطبيق روسيا تجربتها بسوريا في ليبيا.
وأشار إلى أنه من الواضح أن موسكو ليس لديها أي نية لسحب يدها من ليبيا، وستواصل دعمها لحفتر الذي كان رجل وكالة المخابرات الأمريكية.
وأضاف أن التطورات الأخيرة خلال الأيام الماضية، نوقشت بين وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ونظيره الروسي لافروف، واتفقا على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا.
ولفت إلى أنه مع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان الروس يريدون هدنة حقا، أم إن لديهم نوايا أخرى.
وأكد أن المؤشرات تشير إلى أن تركيا وروسيا لم تتمكنا من التوافق على أساس مشترك في ليبيا، كما حدث في سوريا، وهذا قد يجلب مخاطر جدية.
بدوره قال الكاتب التركي، هاكان إتشيلك، إن ليبيا ستكون ثاني منطقة اختبار في العلاقات بين تركيا وروسيا بعد سوريا.
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: بوارج وطائرات تركيا جاهزة لقصف مقار حفتر الشخصية
وأضاف في مقال على صحيفة "POSTA"، وترجمته "عربي21"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قدم بعض الوعود لنظيره التركي في 5 آذار/ مارس 2020، بشأن ليبيا، حيث قدم أردوغان شرحا مفصلا بشأن المشاكل التي تسببها "فاغنر" هناك، وفي الوقت ذاته أكد بوتين أنه لا يرغب في إنشاء صدع جديد في العلاقات بين موسكو وأنقرة.
وأشار الكاتب إلى أن الموقف الروسي الرسمي يزعم أن "فاغنر" لا تعد ممثلا له في ليبيا، ولكن المعطيات الميدانية تؤكد أن روسيا تريد ضم ليبيا ضمن مجال نفوذها بعد سوريا.
وأوضح أنه في الوقت الذي تقدم فيه الإمارات والسعودية ومصر، كافة أشكال الدعم المالي لحفتر في مواجهة الحكومة الليبية الشرعية، فإن روسيا لديها تواجد مع أنظمتها العسكرية على الأرض.
ولفت إلى أن دولا أوروبية وهي فرنسا واليونان وقبرص اليونانية، تقدم الدعم الكامل لمجموعة المرتزقة الروسية.
وأكد أن تركيا تراقب عن كثب ما يحدث في البلد الأفريقي، بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية الموقع بين أنقرة وطرابلس، وسقوط العاصمة يعني تضرر المصالح التركية، لذلك أعلن مرارا أنها لن تسمح بذلك.
ولفت إلى أنه في الأسابيع الماضية، حلقت مقاتلات "أف16" التركية ترافقها ناقلات صهريج، قبالة السواحل الليبية، في رسالة واضحة: "إننا قادرون للوصول إلى هناك، وإعادة ترتيب الأوراق إذا لزم الأمر".
كما أن المساعدات التي يقدمها العسكريون والمستشارون الأتراك للحكومة الليبية، تعد أمرا بالغ الأهمية، فعلى الرغم من دعم الأمم المتحدة لها، فإنه لا يوجد بلد آخر غير تركيا يحميها عسكريا، إلى جانب قطر التي تقدم الدعم المالي، كما أن إيطاليا قد تكون قريبة لأطروحة تركيا، ولكن لا يمكن القول عن موقف مشترك للاتحاد الأوروبي إنه قد يكون رادعا، بحسب الكاتب.
وأضاف أن الإمارات التي تسعى للسيطرة على ليبيا من خلال حفتر، جلبت أنظمة الدفاع الروسية "بانتسير" إلى ليبيا، فيما تمكنت الطائرات المسيرة التركية من تدميرها.
اقرأ أيضا: لماذا فشلت "بانتسير" حفتر في الدفاع عن نفسها؟
وأشار إلى أن الخطوات الجديدة من حفتر وداعميه، جاءت بعد تغير الموازين لصالح حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا ميدانيا، وإعادة سيطرتها على قاعدة الوطية الجوية.
وأوضح أن حفتر وبدعم إماراتي تسلم ثماني طائرات روسية من طراز "ميغ29"و "سو24"، كانت في سوريا.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن موسكو لم تتحمل حتى الآن أي مسؤولية عن هذه الطائرات، فإن الجميع يعلم أن طائرات "ميغ"، لا يمكن أن تعمل في ليبيا دون موافقة روسيا.
وأكد أن التطورات إذا تواصلت بهذا الاتجاه، وقام حفتر بشكل مباشر أو غير مباشر بمهاجمة المصالح التركية في ليبيا، فإن مقاتلات "أف16" التركية قد تدخل المعركة بشكل غير مسبوق.
وأضاف، أن تركيا قد تنشر مقاتلات لها في ليبيا، إلى أن يتحقق السلام في البلد الأفريقي.
صحيفة: حان وقت العمليات شرق ليبيا.. مقرات حفتر هدف لتركيا
صحيفة: سوريا تضع العلاقات بين أنقرة وموسكو على مفترق طرق
خبراء أتراك يقرأون أسباب إعلان حفتر نفسه حاكما لليبيا