اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي
في مصر بغضب الأطباء بعد تزايد الوفيات بينهم بسبب فيروس كورونا، مما دفع بعدد
منهم إلى الاستقالة، ودعا آخرون إلى الإضراب عن العمل بسبب إهمال وتقاعس الحكومة
في توفير المستلزمات الطبية ووسائل الحماية وتوفير الرعاية لهم، بعكس ما يتلقاه
الممثلون والمسؤولون فقط.
وكانت نقابة الأطباء قد اتهمت وزارة
الصحة، في بيان لها، بسوء الإدارة، والتقاعس عن حماية الأطباء، مُهددة
بـ"اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والنقابية لحماية أرواح أعضائها، وملاحقة
جميع المتورطين عن هذا التقصير الذي يصل لدرجة جريمة القتل بالترك
(الامتناع)".
ومما أشعل المزيد من غضب
الأطباء، سقوط أربعة أطباء، الأحد، دون توفير رعاية لهم، بعكس ما حدث مع الممثلة
رجاء الجداوي عقب إصابتها بالفيروس ونقلها على وجه السرعة لمستشفى العزل، مع توصية
خاصة من وزيرة الصحة وتواصل يومي معها، وإجراء مسحات لفحص جميع من شارك معها في
مسلسلها الأخير.
ورغم رفض إدارات المستشفيات
بتعليمات من وزارة الصحة إجراء مسحات فاحصة للأطباء وأطقم التمريض، تناقلت الصحف
المحلية إجراء المغني عمرو دياب فحصا لـ "كورونا" لارتباطه مع الممثلة
دينا الشربيني زميلة رجاء الجداوي.
"الجداوي" و"دياب"،
وما تلقياه من رعاية، أثار المزيد من سخط الأطباء ودفع العديد منهم إلى الاستقالة
وإعلان الإضراب، مما دفع الإعلام المحلي وأعضاء بالبرلمان، واللجان الإلكترونية المؤيدة
للنظام على مواقع التواصل، إلى توجيه الاتهامات إلى الأطباء بالعمالة والخيانة
والانضمام إلى جماعة الإخوان.
العديد من الاتهامات طالت
الأطباء عبر مواقع التواصل، وانتشرت عدة تدوينات تدعو إلى الاستغناء عن الأطباء.
وتشددت بعض تلك الدعوات مُطالبة بقتل كل طبيب يتخلى عن عمله، فيما قال البعض الآخر
إنه "يُمكن الاعتماد على ويكيبيديا في علاج كل الأمراض، والاعتماد على موقع يوتيوب
لإجراء العمليات الجراحية بدلا من الأطباء".
"ويكيبيديا العربية"
نشرت تغريدة على "تويتر" تتبرأ فيها من تلك الدعوات الداعية للاستغناء
عن الأطباء، قائلة: "ويكيبيديا ليست طبيبا.. المعلومات الطبية المقدمة بها في
أحسن الأحوال هي ذات طابع عام، ولا يمكن أن تكون بديلا عن المشورة الطبية
الاختصاصية لطبيب مؤهل، ممرض، صيدلي، مخبري وغيرهم".
اقرأ أيضا: بعد تصاعد الغضب.. مصر تحقق بوفاة طبيب أصيب بكورونا
البرلماني فرج عامر حذّر أمس
الاثنين من وجود ما وصفه بـ "مخطط إخواني" جديد يستهدف ضرب النظام الطبي في
مصر من خلال تحريض الأطقم الطبية على الاستقالة وتصدير حالة تجاهل الحكومة ووزارة
الصحة حقوقهم في التأمين والعلاج وغيره.
كذلك ألقت وزارة الصحة اللوم
على أطباء مستشفى "المنيرة" في وفاة الطبيب وليد يحيى، في تصريحات
متلفزة لرئيس قطاع الطب الوقائي، وهو أيضا ما أثار غضب الأطباء، بالإضافة إلى
"تلفيق" الصحف المحلية لعناوين إخبارية ووسوم ليس لها وجود لإخافة
الأطباء من تقديم الاستقالات، مثل وسم "استقالتك شهادة خيانتك".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي،
احتدمت المعركة بين من يهاجم الأطباء ويخونهم، وبين الأطباء والمتضامنين معهم، عبر
عدة وسوم، أبرزها "#متضامن_مع_أطباء_مصر"، و"#إضراب_الأطباء"،
و"#إقالة_هالة_زايد".
ومن بين التغريدات التي أثارت
جدلا، تغريدة للمدير العام لشركة "سانوفي مصر" نيبال دهبة، التي استنكرت
اعتراض الأطباء على وفاة زملائهم وتقديم استقالتهم من العمل، مقارنة إياهم بالجيش،
قائلة: "عمركم سمعتم إن حد من الجيش تذمر من الاستشهاد، وقال مش لاعب أصل في
ناس بتموت؟ يعني إيه معترضين؟ لو أنت مش قدها يبقى لا تصلح لهذه المهنة".
واتهم الكثير من مؤيدي السيسي
الأطباء بـ "الخيانة"، وأنهم "باعوا البلد". بينما قارن
الأطباء والنشطاء بين ما اقترفه نظام العسكر، وبين الوضع المتردي الذي يعمل فيه
الأطباء مع بدل عدوى 29 جنيها وعدم وجود وسائل حماية لهم.
وتساءل النشطاء عن قرض صندوق
النقد الدولي المُخصص لمواجهة كورونا (2 مليار و560 مليون يورو)؟ وأين تم صرفه؟
وتاليا جانب من تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي:
"الأطباء المصرية": نحارب بدون سلاح.. ووفياتنا 19
"عربي21" ترصد مبادرات طبية لمساعدة المرضى بمصر.. تفاصيل
كورونا.. شهادات قاتمة عن تردي الأوضاع الصحية بمصر