تعيينها قاضية في منطقة "ميدلاندز" بإنجلترا بوصفها مسلمة محجبة، أدخلها تاريخ القضاء الإنجليزي لتصبح أول سيدة محجبة تتقلد هذا المنصب في تاريخ البلاد.
إنجاز كبير فتح كوة في جدران الصورة النمطية التي رسمت حول العرب والمسلمين في بريطانيا.
رافيا أرشد تتحدث بتواضع عن منصبها الجديد، تقول: "أدرك أن هذا المنصب أكبر مني، ولا يتعلق فقط بي. إنه مهم لجميع النساء، وليس النساء المسلمات فقط، لكنه مهم بشكل خاص للنساء المسلمات".
وتتحدث رافيا ذات الأصول الباكستانية، اللغة الأردية والبنجابية بطلاقة، كما أن لديها معرفة أساسية باللغة العربية، وهي متزوجة من طبيب وعالم ، أكمل دراسته وحصل دبلوم في الفقه الإسلامي .
ونجاح رافيا حفز العديد من النساء المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب على التفوق في مجالات تخصصهن وعدم السماح لهويتهن الدينية بتقييد آفاقهن المهنية.
وبدأت رافيا البالغة من العمر 40 عاما، في الحلم بوظيفة في القانون عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها فقط، لكنها كبرت وهي تتساءل عما إذا كان هناك "أشخاصا يشبهونني" وإذا كانت امرأة من الطبقة العاملة من خلفية أقلية عرقية يمكنها أن تحقق ذلك، لكنها بعد 30 عاما تقريبا لم تصبح محامية ناجحة فحسب، بل عينت نائبة قاضي مقاطعة بريطانية. والأهم أنها كسرت القالب.
وتكشف رافيا في حوار مع صحيفة "مترو" البريطانية عن لحظة حاسمة في حياتها المهنية عام 2001، عندما أخبرها أحد أفراد الأسرة بعدم ارتداء الحجاب قبل الذهاب إلى مقابلة للحصول على منحة دراسية، قائلا إن ذلك سيؤثر بشدة على حظوظها، وردت عليه قائلة: " سأرتدي الحجاب لأنه من المهم بالنسبة لي قبول الشخص على طبيعته، وإذا كان ينبغي أن أصبح شخصا مختلفا لمتابعة مهنتي، فهذا ليس ما أرغب فيه".
وأضحت رافيا محامية ناجحة، وتمتلك الأم لثلاثة أولاد التي خضعت للتدريب في لندن، خبرة طويلة في القانون تصل إلى 17 عاما، كما أنها عضو في غرفة قانون الأسرة في "سانت ماري" التي تقدم استشارات قانونية منذ تأسيسها عام 1999.
وتخرجت رافيا في القانون/ المحاسبة والتمويل، من جامعة "أكسفورد بروكس" عام 2001. وحصلت على ماجستير في القانون الدولي وقانون الأعمال الأوروبي من جامعة "ليدز" عام 2003. وتعمقت في دراستها فحصلت على دبلوم في الشريعة الإسلامية، وتدرس حاليا للحصول على دبلوم دراسات عليا في تدريب التنمية الشخصية في جامعة "كامبريدج".
وبعد حصولها على شهادة في القانون عملت رافيا كمحامية في شركة متخصصة في قانون الأسرة. كما قامت بتأليف كتاب بعنوان "قانون الأسرة الإسلامي".
وعملت رافيا طوال مسيرتها المهنية في مجالات متنوعة بما في ذلك قانون الأطفال الخاص وقضايا الزواج القسري وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) وحالات تتعلق بقضايا الشريعة الإسلامية.
وأكدت كذلك صحيفة " إندبندنت" البريطانية أن رافيا محامية "ناجحة"، وباتت مؤلفة نص رائد في قانون الأسرة الإسلامي، وقد "أشاد" الرؤساء المشتركون لغرف قانون الأسرة في "سانت ماري" بجهودها للمساهمة في تنوع المهنة وإلهام الكثير من الأقليات الأخرى.
وعلى الرغم من خبرتها الواسعة، فإن رافيا لا تزال تواجه التحيز والتمييز. ففي بعض الأحيان قد يعتقد حاجب المحكمة أنها موكلة أو مترجمة أثناء وجودها في قاعة المحكمة.
وتقول: "ليس لدي أي شيء ضد حاجب المحكمة الذي قال ذلك، لكنه يعكس نظرة المجتمع، ذلك أنه حتى بالنسبة لشخص يعمل في المحاكم، لا يزال هناك أفكار مسبقة على أن المهنيين في هذا المجال لا يشبهونني".
وقالت أرشد، التي تعد الأولى في عائلتها التي تذهب إلى الجامعة، إنها:" كسرت هذا القالب النمطي لما يتخيله معظم الناس، وشجعوا الآخرين، بغض النظر عن المهنة، على التصويب عاليا".
وتوجه رافيا المحيطين بقولها:" لا تقلق بشأن شكلك، ولا تقلق بشأن عدم ملائمة القالب، وكسر هذا القالب وتحقيق ما تحتاج إليه".